عادي

تسوية زوجية

00:05 صباحا
الصورة
1

كتب أمير السني :
لم تكن البداية مبشرة لمشوار عمر طويل بين (س.ع) وزوجته، فبعد أن أكملا مراسم الزواج وانتقلا إلى بيت الزوجية بدأت الآراء تتباين بينهما وظهر الخلاف، وأصبح كل منهما يريد أن يفرض رأيه في أُمور الحياة وتفاصيلها، في حين أن بدايات الحياة الزوجية  تحتاج إلى توافق وصبر وتعاون حتى يعتاد الطرفان على بعضهما  بعضاً، ولكن (س.ع) لم يقوَ على تحمل أحاديث زوجته وشاكويها وإصرارها على أن يستمع لرأيها، وصار يصرخ في وجهها ويخرج من المنزل مغاضباً، وفي يوم جاء عائداً من الخارج وهو يحمل أغراض المنزل، وتسلمت الخادمة الأغراض وأدخلتها المطبخ، وذهب الزوج  إلى غرفته لكي يأخذ قسطاً من الراحة، وحضرت الزوجة إليه في الغرفة وأخبرته بانه نسي أاشياء كانت موجودة في القائمة المكتوبة ، و هنا 
دب خلاف بينهما واستشاط (س.ع) غضباً، وعلت الأصوات، وطرد  (س.ع) زوجته من الغرفة، وفي المساء خرج من المنزل ليعود اليه في وقت متاخر، وعلم من الخادمة أن الزوجة قد تركت المنزل وذهبت إلى منزل أهلها.
اعتبر  (س.ع) فعل زوجته تحدياً له، وقرر أن لا يرجعها إلى بيت الزوجية، وبعد مضي يوم من الحادثة توالت الاتصالات على الزوج في جواله من والده والد الزوجة وبعض كبار العشيرة التي تربطه بالزوجة، فهما من عشيرة واحدة، و لما طلبوا من الزوج إرجاعها وإصلاح مابينهما، وافق الزوج تحت ضغط الأهل، وذهب لإرجاع زوجته، واستمرت الحياة بينهما لفترة بين شد وجذب إلى أن رزقا بالمولودين الأول ثم الثاني.
بدأت الزوجة في التنازل عن أرائها من أجل تهيئة أجواء صحية في المنزل ولكي يتربى الأبناء في هدوء حتى لا يسمعوا الصراخ بين الأبوين، ويأتي تأثير ذلك في التربية لكن (س.ع) لم يراع ذلك وظل يصرخ عندما يحتد النقاش، ويعلو صوته أمام ابنائه الصغار، وفي يوم خرجوا  لزيارة الأهل وعندما عادوا إلى المنزل طلب من الزوجة إعداد قهوة له فأخبرته بأنها تريد مساعدة الأطفال  لإعدادهم للنوم، لكنه أصر على أن تعد له القهوة في الحال، وعندما حاولت استعطافه  ليمنحها وقتاً قصيراً لستطيع تلبية طلبه اعتبر ذلك رفضاً لطلبه وبدأ في الصراخ والهياج في وجهها ولم يتمالك نفسه فقام بصفعها على خدها، ووسط الدهشة وهول الصدمة سقطت الزوجة مغشياً عليها، وهرعت الخادمة لانتشالها ومساعدتها في النهوض مرة أخرى، وذهبت بها الى الغرفة وهي في حالة إعياء شديد نتيجة الصفعة التي سببت لها أثراً نفسياً بالغاً بينما ظهرت بعض الكدمات في وجهها. 
لم تدرك الزوجة أن (س.ع)  ستصل به المرحلة إلى هذه الدرجة من العنف، وخافت من تصرفاته فاتصلت بوالدتها في صباح اليوم التالي وحكت لها ما حدث فطلبت منها والدته أن تحضر إليهم في منزل الأسرة حالاً، ولا تجلس مع زوجها في منزله، وعندما التقت بوالدتها لاحظت والدتها في وجهها كدمات ظاهرة في الخد، فطلبت من والد الزوجة أن ياخذها الى المستشفى فوراً، وذهبت الزوجة برفقة والدها ووالدتها الى المستشفى، ولما استفسر الطبيب عن السبب وأخبرته أصر على  تبليغ الشرطة باعتباره حادث اعتداء، وهنا توجه والد الزوجة إلى قسم الشرطة في المستشفى، وتم تحرير حادثة الاعتداء وفق تقرير الطبيب، وعلى ضوئه تم القبض على الزوج (س.ع) وايداعه الحراسة، وبعد التحري أمرت النيابة العامة بتحويله إلى المحكمة.
وعند سؤال القاضي للمتهم أقر بفعلته وطلب من المجني عليها زوجته العفو، وأن ما حدث كان سببه الشيطان وأن ما يربطهما أطفال يحتاجون إلى والدهم في هذه الفترة وأنه مستعد لتلبية طلبات زوجته  حتى تعفو عنه، وفي الجلسة الختامية قدم محامي الدفاع مستنداً يوضح تنازل المجني عليها عن الدعوى القضائية وعليه أصدرت المحكمة حكما بحبس المتهم (س.ع) لمدة عام مع وقف التنفيذ.