عادي

«واقع استراتيجي» جديد للعلاقات بين مصر والسودان

01:06 صباحا
قراءة 3 دقائق
3

القاهرة: «الخليج»

 أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، بالقاهرة، عقب انتهاء جلسة مباحثات رسمية، وجود توافق مصري سوداني؛ للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى واقع استراتيجي جديد، تفوق ما كانت عليه في الماضي من مجرد صياغات سياسية، مؤكدين توافر الإرادة السياسية؛ للوصول إلى مرحلة جديدة؛ حيث سيزور الرئيس عبد الفتاح السيسي، السودان قريباً، فيما سيزور عبدالله حمدوك، رئيس وزراء السودان، مصر؛ لتفعيل مرحلة جديدة من العلاقات الاستراتيجية.

وتناول شكري قضية سد النهضة، مؤكداً أهمية التوصل لاتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، يُحقق مصالح الدول الثلاث.

وأكد شكري وجود رؤية مشتركة لمصر والسودان بشأن سد النهضة، وقال: قد مارسنا التفاوض بكل انفتاح، ونأتي الآن إلى مرحلة غاية في الأهمية، يجب أن يراعي فيها الجميع مصالح كل الأطراف، محذراً من مخاطر المضي في إجراءات أحادية من دون التوصل إلى اتفاق.

تشكيل اللجنة الرباعية

وأعرب شكري عن أسفه لأن المسار الأخير لمفاوضات سد النهضة تعثر، وانقطع التفاوض، مؤكداً تأييد مصر لمقترح السودان بشأن تشكيل اللجنة الرباعية، للمشاركة في المفاوضات، مشيراً إلى أن الرئيس فيليكس تشيسيكيدي، رئيس الكونغو الديمقراطية، الذي تترأس بلاده الاتحاد الإفريقي يدرك أهمية هذه القضية في تحقيق الاستقرار في القارة الإفريقية.

وأكد شكري أن مصر تواصلت مع كل الأطراف بشأن تشكيل هذه اللجنة الرباعية، وهي الولايات المتحدة، الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب الاتحاد الإفريقي، فهذه اللجنة يمكنها أن تلعب دوراً مهماً للوصول إلى حلول في ملف سد النهضة، وكي تكون شاهدة على مواقف كل الأطراف.

السيسي في الخرطوم قريباً

وقالت مريم صادق المهدي: إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، سوف يزور السودان، خلال الأيام المقبلة، كما سيزور عبدالله حمدوك القاهرة؛ لتفعيل كافة الاتفاقات التي تم الاتفاق عليها؛ لإحداث نقلة جديدة في العلاقات بين البلدين.

وأضافت: إنها التقت الرئيس السيسي، في لقاء مطول، وسعدت برؤيته وتحدثت معه حول العلاقات المصرية السودانية؛ حيث أكد ضرورة أن ينتقل البلدان من مرحلة الكلام السياسي، للوصول بالعلاقات الرسمية إلى مستوى العلاقات الشعبية، والوصول إلى التنمية المشتركة، والعلاقة الاستراتيجية في كل المجالات.

وأكد السيسي، النهج الاستراتيجي لمصر في دعم العلاقات مع السودان، من أجل التعاون والبناء والتنمية، وأن أمن واستقرار السودان يُعد جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر.

وأوضحت المهدي أنها ناقشت مع شكري، ملف سد النهضة، مشيرة إلى أن تعثر المفاوضات، ألحق الضرر بمصر والسودان، خاصة على ضوء قيام إثيوبيا بالملء الأول، ثم الإعلان عن المضي في الملء الثاني خلال الشهور المقبلة.

وأكدت أن السودان يرفض الملء الثاني؛ لأنه سوف يتسبب في مخاطر تهدد 20 مليون سوداني، وقالت: لذا توافقنا مع مصر على الإسراع بالتحرك الدبلوماسي، لشرح هذه المخاطر، كي يتم استئناف المفاوضات، من أجل الوصول إلى اتفاق يحقق مصالح الشعوب والدول الثلاث.

 اتفاقية للتعاون العسكري

إلى ذلك، وقع البلدان، أمس، اتفاقية للتعاون العسكري بين البلدين، إثر زيارة رئيس أركان الجيش المصري، الفريق محمد فريد، الخرطوم.

وشدد فريد على أن بلاده «تسعى إلى ترسيخ الروابط والعلاقات مع السودان في كافة المجالات، خاصة العسكرية والأمنية، والتضامن كنهج استراتيجي تفرضه البيئة الإقليمية والدولية»، مشيراً إلى أن «السودان ومصر يواجهان تحديات مشتركة وأن هناك تهديدات متعددة تواجه الأمن القومي في البلدين».

كما أعرب عن «استعداد القاهرة لتلبية كل طلبات السودان في المجالات العسكرية كافة»، معتبراً أن مستوى التعاون العسكري مع السودان «غير مسبوق».

من جانبه، رأى رئيس أركان الجيش السوداني، الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، أن «الهدف من الاتفاق هو تحقيق الأمن القومي للبلدين، لبناء قوات مسلحة مملوءة بالتجارب والعلم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"