عادي
الإمارات الـ13 عالمياً في «المفضلة» للعمل من جانب الأجانب

دبي وأبوظبي بين 5 مدن الأفضل للانتقال والعمل فيها

12:33 مساء
قراءة 5 دقائق
دبي-أبوظبي

دبي - هشام مدخنة: 

حلّت دبي في المركز الثالث وأبوظبي في المركز الخامس على مستوى العالم كأكثر المدن المفضلة للانتقال إليها والعمل في عام 2021، وفقاً لاستطلاع أجرته شركة الاستشارات الإدارية «بوسطن كونسلتنج جروب» وتحالف التوظيف العالمي «ذا نتورك» في الربع الأخير من العام الماضي. وبحسب ذلك، يُنظر إلى كندا الآن على أنها الوجهة الأكثر تفضيلاً للعمال الأجانب، مع تراجع الولايات المتحدة إلى المركز الثاني وأستراليا ثالثة. وعلى صعيد المدن جاءت لندن في المركز الأول تلتها أمستردام ودبي ثالثة.
يقارن المسح بين الوجهات التي قامت بعمل أفضل من حيث إدارة واحتواء الوباء، وحال الأنظمة الاجتماعية والثقافية، واعتماد المزيد من السياسات الوطنية، ونسبة الاضطرابات الاجتماعية. وعليه تقدمت دبي وأبوظبي على مدن عدة مثل برلين وطوكيو وسنغافورة ونيويورك وبرشلونة وسيدني عندما يتعلق الأمر باختيار وجهة للانتقال إليها والعمل في أي ظرف. كما يعد الاستطلاع، الذي شمل 209 آلاف شخص في 190 دولة، جزءاً من تقرير أوسع يتحدث عن اتجاهات القوى العاملة بعنوان: «فك تشفير المواهب العالمية في الموقع الفعلي والافتراضي».

الإمارات الـ13 عالمياً في «المفضلة» للعمل من جانب الأجانب

وتواصل الإمارات ترسيخ مكانتها عالمياً كوجهة مفضلة من جانب الأجانب للانتقال للعمل فيها، حيث قفزت الجاذبية العالمية للدولة 6 مراتب من المرتبة 19 في عام 2018 إلى المرتبة 13 في عام 2020، وفقاً لدراسة أجرتها شركة «بوسطن كونسلتينج جروب» بالتعاون مع «بيت.كوم»، وشملت استطلاع رأي نحو 209 آلاف شخص عبر 190 دولة حول العالم. وبحسب بيان، أوضحت الدراسة أن التفشي المستمر لجائحة فيروس كورونا المستجد أثر تأثيراً كبيراً في توجهات الأشخاص في ما يتعلق بالانتقال للعمل في الخارج، وقلل من اهتمامهم به بشكل عام، وجذبهم إلى البلدان التي تمكنت من احتواء الوباء وإدارته بفاعلية أكبر. ويفصّل التقرير المشترك الذي حمل عنوان «استكشاف توجهات المواهب العالمية واقعياً وافتراضياً»، النتائج الأخيرة للدراسة التي أجرتها شركة «بوسطن كونسلتينج جروب» و«بيت.كوم» حول انتقال العمالة وتفضيلاتها في ما يتعلق بالبلد الذي تفضله للعيش فيه، وسلّط التقرير الضوء على العوامل الكامنة وراء الارتفاع المستمر في جاذبية دولة الإمارات على الصعيد العالمي، إضافة إلى الأسباب التي تجعل مدناً ـ مثل دبي وأبوظبي ـ تتمتع بهذه المكانة العالمية المرموقة.

ملاذ آمن

كريستوفر دانيال - «بوسطن كونسلتينج جروب»


وقال د. كريستوفر دانيال، مدير مفوّض وشريك في شركة «بوسطن كونسلتينج جروب» الشرق الأوسط: «بالنظر إلى أن مكانة دولة الإمارات لم تتأثر من تفشي الوباء مقارنة بغيرها من الدول، حيث يُعد ذلك عاملًا رئيسياً وراء تزايد جاذبيتها على الصعيد العالمي، وفي المقابل هناك العديد من المدن العالمية البارزة التي أصبحت أقل جاذبية، مقارنة بالمكانة التي كانت تحتلها قبل عامين، كما تُعد مدينتا دبي وأبوظبي من بين أحدث قصص النجاح على مستوى ترتيب المدن العالمية، حيث عززتا مكانتهما العالمية لا سيما بعد أن برهنت دولة الإمارات خلال هذه الأزمة، على أنها ملاذ آمن للجميع». وكان المشاركون في الاستبيان واضحين للغاية حول الأسباب الكامنة وراء تزايد جاذبية مدينتي دبي وأبوظبي كمدينتين عالميتين مفضلتين للعيش والعمل. فبالنسبة لدبي التي تقدمت من المرتبة السادسة عام 2018 إلى المرتبة الثالثة عام 2020، أشار المشاركون في الاستبيان، إلى بعض نقاط الجذب التي تميزت بها مدينة دبي كمعرض «إكسبو 2020»، والتعافي السريع من تداعيات الوباء، وتقديم الدعم للقطاع الخاص، وفي ما يتعلق بأبوظبي التي قفزت من المرتبة 51 في 2014 والمرتبة 14 في 2018 إلى المرتبة الخامسة في العام الماضي، فإن هذا التحسن المستمر في الترتيب يُعزى إلى التزام حكومة أبوظبي بتحسين عملياتها والتفاف الناس حول قيادتهم، والاستثمارات الحكومية الضخمة، واتباع استراتيجية جديدة للتنمية الاقتصادية.

جاذبية الإمارات

ووفقاً للدراسة، فإن ما يقرب من 50% من الأشخاص حول العالم على استعداد حالياً للانتقال إلى الخارج من أجل العمل، وهي نسبة أقل مما كانت عليه عام 2014 (64%) وعام 2018 (57%)، وقد عبر المشاركون في الاستبيان عن تراجع رغبتهم في الانتقال إلى الخارج في كل بلد تقريباً حول العالم، مؤكدين أن هذا الموقف يتجاوز المجتمعات العالمية. وكان 90% من المشاركين في الاستبيان في دولة الإمارات من الوافدين بمتوسط عمر يبلغ 38 عاماً، مما يعكس تركيبة سكان الدولة. وقد أوضح د. دانيال ذلك قائلًا: «بالنظر إلى أن القوى العاملة الوطنية تتضمن عدداً كبيراً من الوافدين الأجانب، فإن دولة الإمارات تجذب القوى العاملة التي تميل إلى كثرة التنقل، كما أن 94% من القوى العاملة في دولة الإمارات كانوا على استعداد أيضاً للعمل في الخارج في عام 2020، مقارنة بنسبة 50% على مستوى العالم». وعلى الرغم من انخفاض نسبة الرغبة في الانتقال إلى بلد أجنبي على مستوى دول العالم اليوم، فقد أبدى 57% من المشاركين في الاستبيان مستوى عالياً من الحماس للبقاء في بلدهم، والعمل لدى صاحب عمل أجنبي، وأشاروا إلى استعدادهم للقيام بذلك.


مفاهيم جديدة

عُلا حداد


وقالت عُلا حداد المديرة الإدارية للموارد البشرية في «بيت.كوم»: «شهد سوق العمل العديد من التغييرات على مدار الأشهر القليلة الماضية، وقد أعادت جائحة فيروس كورونا المستجد التي يجري العمل على التصدي لها في جميع أنحاء العالم، تحديد مفاهيم جديدة للعمليات والإجراءات، مما وضع الشركات في كل قطاع تحت ضغط الانتقال للعمل الافتراضي عبر الإنترنت، وعلى هذا النحو، اعتمدت الأغلبية العظمى من المهنيين والشركات، سياسات العمل عن بُعد، ما مكنها من الحفاظ على قدرتها التنافسية وضمان استمرارية أعمالها». ومع ذلك، ذكر 50% من العاملين في الإمارات أنهم يفكرون في الانتقال للعمل في الخارج، حيث يعد وجود روابط مجتمعية قوية وظهور هذا النموذج مؤخراً في دولة الإمارات من الأسباب المحتملة وراء هذه الإحصائية.

التحديات

وأوضح راينر ستراك، شريك أول في شركة «بوسطن كونسلتينج جروب» وأحد المشاركين في إعداد الدراسة: «لقد أدت السياسات والقيود التي فُرضت على الهجرة، إلى تراجع توجهات الانتقال، كما شكلت جائحة كورونا المستجد عاملًا جديداً جعل الناس أكثر حذراً عندما يتعلق الأمر بالتفكير في الانتقال للعيش والعمل حول العالم، ومع ظهور سياسات العمل عن بُعد، ربما يشعر كثيرون بأنهم قادرون على الاستمرار وتطوير حياتهم المهنية دون الحاجة للانتقال». ويحدد التقرير أيضاً التحديات التي تواجهها الشركات في توفير فرص عمل دولية عن بُعد، بما في ذلك الاندماج الثقافي وتوفير التأشيرات، ويسلط الضوء على بعض الحلول المبتكرة لهذه التحديات. وعلاوة على ذلك، تقدم البيانات التي جُمعت لإعداد التقرير، رؤى ثاقبة لتوجهات القوى العاملة حسب النوع والعمر ومستوى التعليم ومجموعات المهارات الرقمية ومناصب الهرم الوظيفي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"