عادي

الكاظمي يطرح دعوة الى حوار وطني لتكون معبراً لتحقيق تطلعات الشعب العراقي

13:48 مساء
قراءة 4 دقائق

بغداد: زيدان الربيعي
طرح رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الاثنين، دعوة إلى «حوار وطني»، لتكون «معبراً لتحقيق تطلعات شعبنا».
وقال الكاظمي في كلمة وجّهها إلى الشعب العراقي بمناسبة انتهاء الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، «بكلّ حفاوة وتقدير يودّع شعب العراق اليوم، قداسة البابا فرنسيس، بمثل ما استقبله من محبة وكرم وأصالة إنسانية. لقد مثّلت هذه الزيارة العزيزة الكريمة، بكل ما حفلت به من مظاهر ترحيب ومن إجماع وطني على إنجاح مقاصدها النبيلة، نقطة مضيئة جسّدت جوهر شعبنا المُحب الصّادق الحضاري المؤمن بقيم العدالة والسلام».
وأضاف، «وصلت رسالة قداسة البابا إلى كلّ أنحاء العالم، وهو يجول بقلب مفعم بروح الأمل في مدن العراق الحبيبة، ووصلت رسالة شعبنا إلى كلّ شعوب الأرض لتقول: نحن شعب العراق.. شعب التاريخ والحضارة، لقد عانينا الكثير من الحروب.. وسال الدم على أرضنا حتى ارتوت.. ونشـر الموت طوال عقود ظلاله السود في منازلنا.. وعاثت في ربوعنا غربان السلاح والفساد والإرهاب والكراهية، لكن معدننا الأصيل لم يصدأ، لأن روح الحياة وحبّ السلام والتمسك بالقيم الإنسانية لم يصدأ.. ليس في نفوسنا سوى المعاني الإنسانية الكبيرة، لقد عشنا سوية طوال أكثر من ستة آلاف سنة مضت،وما زلنا معاً..نمسك بيد بعضنا بعضاً بتعدد أدياننا ومذاهبنا وقومياتنا، كما تماسكت أيادي سماحة السيد السيستاني وقداسة البابا.. العراق رسالة الإنسانية والسلام، والعراق تاج التسامح.. وبغداد مدينة السلام ومنبر الحركة الفكرية».
وقال الكاظمي، إن «العراق أمام فرصة حقيقية لاستعادة دوره التاريخي في المنطقة والعالم رغم كلّ العقبات والتحديات، وإننا كحكومة، متمسكون بإرادة شعبنا في تحقيق الأمن والسلام والإعمار والازدهار. وعلى أساس هذه المسؤولية التاريخية، وفي أجواء المحبة والتسامح التي عززتها زيارة قداسة البابا لأرض العراق، أرض الرافدين، نطرح اليوم الدعوة إلى (حوار وطني)، لتكون معبراً لتحقيق تطلعات شعبنا».
وتابع، أننا «ندعو جميع المختلفين من قوى سياسية وفعاليات شعبية وشبابية احتجاجية، ومعارضي الحكومة إلى طاولة الحوار المسؤول أمام شعبنا وأمام التاريخ، ندعو قوانا وأحزابنا السياسية إلى تغليب مصلحة الوطن والابتعاد عن لغة الخطاب المتشنج والتسقيط السياسي، وإلى التهيئة لإنجاح الانتخابات المبكرة، ومنح شعبنا فرصة الأمل والثقة بالدولة وبالنظام الديمقراطي».
وزاد: «شبابنا العراقي، شبابنا في كلّ مكان.. أُدرك حجم معاناتكم وطموحاتكم والحيف الذي لحق بكم، ولكن علينا أن نصبر وأن نتوحد، من أجل العراق ومن أجل الوطن ومن أجل المستقبل الذي يليق بأجيالنا، ولهذا فالحكومة تحتاج إلى الوقت الكافي لحماية العراق وترتيب بيتنا العراقي الوطني».
ورأى الكاظمي أن «توتير الأوضاع ليس من مصلحة البلد، ويجب منح الوقت الكافي للحكومة للبناء على ما حققت خلال الفترة الماضية، وتأمين الانتخابات على أسس رصينة ونزيهة».
وأردف: «إخوتي.. أعزائي من المعارضين.. أدعوكم وبكلّ صدق، إلى حوار مفتوح وصريح مع الحكومة على أساس مصلحة البلد وأمنه وسيادته، وعلى قاعدة حفظ أمن العراق ودعم الدولة وسيادة القانون»، لافتاً إلى أن «الحوار الاستراتيجي الذي بدأته الحكومة حول ترتيبات التعاون مع التحالف الدولي قائم في الأساس على إيجاد البيئة والتوقيتات لإخراج كلّ القوات المقاتلة من أرض العراق، ضمن آليات فنية زمنية متفق عليها مع الحفاظ على أفضل العلاقات مع دول التحالف، وبما يضمن سيادة العراق وأمنه.. كما أدعو إلى حوار وطني حقيقي عميق، وعلى كلّ المستويات الرسمية والحزبية والشعبية، للتوصل إلى إطار الاتفاق النهائي للعلاقة بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان بما يحفظ وحدة الأراضي العراقية، ويعالج المشكلات المتراكمة جذرياً».
وأكد الكاظمي «لقد عكفت الحكومة منذ تشكيلها على ترميم علاقات العراق الخارجية والتأسيس لاستعادة العراق موقعه الطبيعي ووزنه الإقليمي دولياً، وحققنا خطوات متقدمة في هذا المجال وكانت زيارة قداسة البابا تعزيزاً لهذه الخطوات، فقد نجحنا في أن يكون العراق معبراً للتفاهم والتواصل بين العديد من دول المنطقة، وهناك استعداد دولي لدعم العراق في مشروع الإصلاح الاقتصادي، بعد أن نجحنا في عبور الأزمة الاقتصادية. وعلى ذلك.. ندعو كلّ أشقاء العراق وجيرانه وأصدقائه إلى ترسيخ قيم السلم والتعاون بين دول المنطقة وإبعاد شبح الحروب والخلافات والصراعات التي لن تخدم شعوبنا ذات التاريخ المشترك. ويؤكد العراق اليوم استعداده الكامل للعب دور فعّال في تكريس التهدئة وفتح أبواب الحوار لحل أزمات المنطقة، وأن يكون الجميع شركاء في التنمية لا محوراً للخلاف والصراعات.
لقد أصرّ العراق على رفضه أن يكون ساحة للصـراعات الخارجية، ومنطق التعاون والأخوة هو الوحيد المقبول بالنسبة لشعبنا وللعراق».
وتابع: «شعبنا الكريم.. أقدم باسمكم شكري وتقديري إلى كلّ من ساهم في إنجاح الزيارة التاريخية لقداسة البابا إلى أرض العراق.. من مؤسسات حكومية وفعاليات شعبية وقوى سياسية. وأشكر باسمكم جميعاً قداسة البابا الذي أحبّ العراق وشعب العراق، ولمس طيبة وعمق وأصالة هذا الشعب العظيم القوي بتنوعه.
نشكر قداستكم على كلّ كلمة إنصاف بحق شعبنا، وكل دعوة للحوار والتسامح والسلام ألقيتها في ربوع العراق الحبيب، وكلّ تفاعل وجداني مع التحديات التي يواجهها هذا الشعب».
وختم الكاظمي كلمته بالقول: «أهلي على امتداد الوطن.. أنتم العراق، على موطئ أقدامكم عاشت الحضارات الإنسانية، وتلاقت ونشـرت المحبة والفكر والعلم، أنتم سومر وبابل وأكد وآشور، أنتم امتداد الماضي بالحاضر بالمستقبل.. أنتم عراق الأنبياء والأئمة والأولياء والعلماء والمبدعين.. وأنتم الأمل المتجدد وأنتم صنّاع الحياة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"