عادي

لجم بكين وبيونج يانج يتصدر اجتماعات واشنطن وحلفائها الآسيويين

15:32 مساء
قراءة 4 دقائق
بكين

(وكالات)

وصل وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن، إلى اليابان في رسالة ضمنية صارمة إلى كوريا الشمالية، التي أطلقت مؤخراً تهديدات نارية، عبر تجربة أربعة صواريخ باليستية سقطت في بحر اليابان قبل أسبوع من الزيارة، ثم توجيه شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، انتقادات لاذعة إلى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بالتزامن مع الجولة الآسيوية للوزيرين التي شملت طوكيو وسيؤول.


عزل كوريا الشمالية 


الزيارة جاءت بهدف واضح يحمل في طياته عزل كوريا الشمالية وما تمثله من تهديدات على «الحلفاء»، لكن سعت أيضاً إلى عزل الصين وتقليم مخالبها، كما صرح بذلك أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الحلفاء من أجل نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، خلال اجتماع ثنائي مع نظيره الياباني توشيميتسو موتيجي في طوكيو، مضيفاً أن القيم الديمقراطية تواجه تهديداً في أماكن مثل ميانمار والصين.


جولة غير اعتيادية 


الجولة الأمريكية لم تكن اعتيادية، إذ كان وزير الدفاع الأمريكي أحد أقطابها، وهذه إشارة جلية لمستقبل العلاقات التي قد تأخذ طابعاً حدياً، وتضع حداً لودية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم أون جونج.
بيونج يانج عادت بذلك إلى مربع الندية، إذ نقلت الوكالة عن صحيفة «رودونج سينمون» الكورية الشمالية الرسمية بياناً لكيم يو جونج قدمت فيه «النصح إلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة التي تجهد عبر المحيط لنشر رائحة البارود في أرضنا». وأضافت الشقيقة النافذة للزعيم الكوري الشمالي: «إذا كنتم ترغبون في النوم مطمئنين للسنوات الأربع المقبلة، الأفضل من البداية عدم خلق عمل يجعلكم تصابون بالأرق». وتعد تصريحات كيم يو جونج أول إشارة صريحة من كوريا الشمالية تجاه الرئيس جو بايدن منذ تسلمه الحكم من سلفه ترامب، على الرغم من أنها لم تذكر الرئيس الديمقراطي بالاسم.
الرئيس الأمريكي جو بايدن كان قد توعد بأربع سنوات صعبة على كوريا الشمالية ما لم تتخل عن سلاحها النووي وتندرج في محادثات بناءة تتنازل فيها عن تهديداتها لجيرانها. وبالفعل، فإنها بدأت ممارسة الضغوط القصوى على البلد «المارق» حسب وصف مسؤولين أمريكيين، منها تنفيذ الأسبوع الماضي مناورات عسكرية مشتركة مع سيؤول.


رشقات أمريكية على الصين 


وكان للصين نصيب من الرشقات الأمريكية، إذ انتقد وزراء الخارجية والدفاع في الولايات المتحدة واليابان، الصين وقالوا إنهم جددوا التزامهم معارضة «سلوكها المزعزع للاستقرار». وقال المسؤولون في بيان مشترك إن «الولايات المتحدة واليابان اعتبرتا أن سلوك الصين عندما يتعارض مع النظام الدولي القائم، يمثل تحديات سياسية واقتصادية وعسكرية وتكنولوجية». وأضاف البيان: «الوزراء ملتزمون بمقاومة الإكراه والسلوك المزعزع للاستقرار تجاه البلدان الأخرى في المنطقة».


مبدأ توثيق العلاقات 


أمريكا عادت إلى مبدأ توثيق العلاقات مع الحلفاء، وتعزيز التحالفات لمواجهة التهديد العسكري الكوري الشمالي، ووقف المد الصيني، فقد دعا بلينكن لعلاقات اقتصادية وأمنية أوثق مع اليابان، في حين يسعى مع وزير الدفاع لويد أوستن للاستفادة من أول رحلة خارجية لهما في تعزيز التحالفات الآسيوية في مواجهة سياسات الصين.
ورحلتهما، التي شملت طوكيو وسيؤول، هي أول جولة خارجية يقوم بها مسؤولون كبار في إدارة بايدن وتأتي في أعقاب قمة تحالف مجموعة الحوار الأمني الرباعي التي تشمل الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند.
وتلقي الصين بظلالها بشدة على الاجتماعات إذ يشمل جدول الأعمال حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي وأمن سلاسل توريد أشباه الموصلات والتهديد النووي الكوري الشمالي والانقلاب العسكري في ميانمار.
وقال بلينكن في تصريحات لطاقم السفارة الأمريكية في طوكيو: «جئنا لتأكيد حقيقة أن التحالف هو حجر الزاوية لسلامنا وأمننا وازدهارنا».
وقال لمجموعة من قادة الأعمال اليابانيين: «العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة واليابان، كما تعرفون جيدا، من أقوى العلاقات في العالم». وأضاف أن جائحة فيروس «كورونا» كشفت نقاط ضعف في سلاسل التوريد العالمية لمنتجات حيوية منها إمدادات المعدات الطبية وأشباه الموصلات. وتابع أنه يتعين على الدول العمل معا على بناء سلاسل توريد آمنة ومرنة.
لكن تركز الاهتمام بشدة كذلك على كوريا الشمالية بعد أن قال البيت الأبيض إنها ترفض حتى الآن الجهود الأمريكية للدخول في حوار. وذكرت وسائل إعلام كورية شمالية رسمية، الثلاثاء، إن بيونج يانج حذرت الإدارة الأمريكية الجديدة من «إفساد الأمر» إذا كانت تريد السلام.
وقال وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي إنه وأوستن اتفقا على أن القانون الذي أقرته الصين في يناير/كانون الثاني ويسمح لحرس سواحلها بإطلاق النار على السفن الأجنبية مبعث قلق كبير وأدى إلى تصعيد التوتر في المنطقة.
والصين في نزاع مع اليابان على حدود بحرية في بحر الصين الشرقي ومع دول جنوب شرقي آسيا في بحر الصين الجنوبي وأرسلت حرس السواحل لملاحقة العديد من سفن الصيد ما أدى في بعض الأحيان إلى غرق هذه السفن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"