عادي

«الوشاح الأزرق».. تحدٍّ يُميت مستخدمه اختناقاً

00:55 صباحا
قراءة 3 دقائق
ت

متابعة: جيهان شعيب

«الوشاح الأزرق» أو «التعتيم» على تطبيق الفيديوهات «تيك توك»، تحدٍّ الكترونيّ مؤذٍ جديد، يستهدف الأبناء والشباب الصغار؛ فما إن هدأت المخاوف قليلاً من الألعاب الإلكترونية الخطرة التي طالما أسقطت كثيراً من الأبناء في منزلقها السلبي السيئ، حتى جاء التحدي الجديد، أو المنزلق الوعر الذي يدعو مستخدميه إلى تجربة فريدة ومختلفة - وفقاً لتعبيره - عبر تصوير أنفسهم وهم يكتمون أنفاسهم، بعد تعتيم الغرفة، فيصبحون تحت تأثير الاختناق، ويعرضون أنفسهم للموت المحقق.

هنا جاء تحذير «الأزهر الشريف» من التحدي المهلك، الذي أخذ ببعضهم إلى التقليد والمحاكاة، بكتم التنفس المُتعمَّد، فالموت اختناقاً. 
وأكد في بيان مخالفتُه للدين والفطرة، فإن لم يفضِ إلى الموت، فقد يؤثر في خلايا الدماغ، ومن ثمَّ يؤدي إلى فقدان الوعي والضرر. فضلاً عن تأكيد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بخطورة هذه الألعاب والتحديات وحرمتها، عملًا بقول الله سبحانه وتعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ * وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، وقول رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ» قَالُوا: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: «يَتَعَرَّضُ مِنَ البَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيقُ».
تكاتف المؤسسات
وأهاب المركز أيضاً بالجهات التَّثقيفية، والتَّعليمية، والإعلامية بيان خطورة مثل هذه الألعاب، وضررها البدني، والنفسي، والسّلوكي، والأسري، ناصحاً أولياء الأمور بالمداومة على متابعة الأبناء على مدار السّاعة، ومُتابعة تطبيقات هواتفهم، وعدم تركها بين أيديهم أقاتاً طويلة، ومشاركتهم جميع جوانب حياتهم، وشغل أوقات فراغهم بما ينفعهم، واستثمارها في بناء الذات، وتحقيق الأهداف، مع تنمية مهاراتهم، والاستفادة من إبداعاتهم، وتشجيعهم على ما يقدمونه من أعمال إيجابية، وإن كانت قليلة، ومنحهم مساحة لتحقيق الذات، وتعزيز القدرات، وكسب الثقة، وتدريبهم على تحديد أهدافهم، وتحمل مسؤولياتهم، واختيار الأفضل لمستقبلهم، وحثهم على المشاركة الفاعلة والواقعية في محيط الأسرة والمجتمع، وتخير الرفقة الصالحة لهم، ومتابعتهم في الدراسة، بالتواصل المُستمر مع معلميهم. 
تحديات مميتة
د عبيد المختن، باحث وأكاديمي في تقنية المعلومات والجريمة الإلكترونية قال: نتيجة الانفتاح الرقمي الكبير، وانتشار وسائل التواصل، مع توافر التواصل المرئي بين المنتسبين، وضعف الرقابة الابوية، تمخضت عنها أفكار جديدة من الممارسات، ومنها إثارة التحديات بين فئات الشباب. فيما الغريب أن بعضها يدخل فيها شباب دخلوا في سن المساءلة القانونية، ومنها التقاط صور في أماكن خطرة، ومن على مبان شاهقة، أو على أطراف جبال، أو جسور، ما نتج عنه وفاة بعض المتحدين والمغامرين.
 والجديد اليوم ما يطلق عليه «تحدي الوشاح الأزرق»، وبعض الممارسات التي تحرض الآخرين على القيام بتحديات مميتة، ومهما اختلفت مصطلحات هذه التحديات، فهو أكبر دليل، على أن الأبناء بحاجة إلى آبائهم للإشراف المباشر عليهم، وتوجيههم وثنيهم عن كل ما يشكل خطورة، أو تقليد أعمى.
الوعي بخطورتها
وشدد محمد راشد الحمودي، رئيس محلس أولياء أمور الطلبة والطالبات في دبا الحصن، التابع لمجلس الشارقة للتعليم على كون اللعبة المنتشرة حديثاً على وسائل التواصل، وبالتحديد «تيك توك»، من الألعاب الخطرة جداً على سلامة الأطفال، حيث قد تؤدي إلى الاختناق في الغرف المظلمة، بحسب توجيهاتها وشروطها.
وقال: في الحقيقة هذه اللعبة لا تمتّ إلى عاداتنا وتقاليدنا بصلة، لذلك وجب على الأسر أهمية التوعية بخطورتها على الأبناء، بما يتطلب متابعتهم أثناء توجههم إلى غرف النوم، وعدم تركهم بمفردهم، حتى لا يتعرضون للابتزاز الإلكتروني. 
ألعاب محلية
وأكد المستشار القانوني خليفة بن هويدن، أهمية تصدي الجهات المعنية بالشباب لمثل هذه التطبيقات الخطرة المنتشرة على وسائل التواصل، وكذا الألعاب الإلكترونية المدمرة، وفرض عقوبات على من يسهم في انتشارها، ومحاسبة الشباب ممن هم على دراية كافية ووعي بممارستها، أو دعوة أصدقائهم لذلك، لتسببهم في تعريض أنفسهم لأضرار، والإلقاء بأنفسهم وغيرهم في التهلكة، لخطورتها الجمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"