حرب النسوار

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين

سنوات طويلة مضت وحرب القضاء على آفة (النسوار) مستمرة ومتواصلة من أجل تطويق هذه الظاهرة السلبية وحماية المجتمع من آثارها الصحية والنفسية عبر تلك المادة الخضراء التي توضع في الفم ويظل مستخدمها يبصق أينما ذهب، أما المشكلة الحقيقية فهي أنها من أرخص أنواع التبغ وأخطره وأكثره انتشاراً، كانت حتى عهد قريب حكراً على الآسيويين ممن أدمنوا عليها في بلادهم، لكنها اليوم وصلت إلى شريحة جديدة من المتعاطين هم وبكل أسف المراهقون وطلبة المدارس.
بالأمس تمكنت بلدية مدينة الذيد بالتنسيق مع الشرطة بعد بحث وتحر طويل من القبض على عمالة آسيوية تقوم بتصنيع مادة النسوار المخدرة، في مزرعة بمدينة الذيد، حيث استغلت هذه المزرعة لتصنيع وتجهيز هذه المواد وتخزينها ومن ثم بيعها، وقد تمت مصادرة ما يقارب 64 ألف كيس من النسوار الجاهز للبيع و15 ألف كيلو جرام من المواد الأولية لتصنيع مادة النسوار، هذا السيناريو يتكرر كل فترة في حرب الكر والفر مع عصابات التصنيع والترويج ما يوحي إلى ضرورة الانتقال إلى مستوى أعلى من المكافحة يتضمن تغليظ العقوبة بهدف اجتثاث تلك الظاهرة نهائياً من بلادنا.
كما أن المواطن مطالب بلعب دور أكبر في التصدي لهذه الآفة خاصة أن الباغات والضبطيات الخاصة بالنسوار تكون لمصانع سرية تقام في المزارع وفي مناطق معينة من الدولة، وغالباً ما تكون تلك المزارع مؤجرة وتستخدم لغير الهدف المحدد للإيجار، وكالتزام مجتمعي وأخلاقي على المؤجر ضرورة التأكد من الأنشطة التي تدار في مزرعته والتعاون مع الجهات المختصة في حال الشك في أي تحرك مريب أو عمل غير مشروع يؤثر في صحة الناس والمجتمع، خاصة أن هذا التبغ الرخيص الضار يجد طريقه للناس عبر التوزيع في مختلف مناطق الدولة.
إضافة إلى ذلك ينبغي التحرك في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع وخاصة الآسيويين بخطورة مكونات (النسوار) وما يمكن أن يحدثه من ضرر خاصة أن مكوناته ليست مجرد ورق أشجار، كما يعتقد الجميع، بل نكهات أخرى تخلط مع الجبس المستخدم في أعمال البناء والديكور، وهي مادة خطرة يحذر الأطباء من الأمراض الفتاكة التي قد تسببها وتصل إلى سرطان الفم، إضافة إلى تقرح اللثة وارتفاع الضغط الشرياني وأمراض القلب والتقرحات الهضمية والبصق المستمر، أما الأخطر فهو اعتقاد شريحة كبيرة من الشباب المدخنين أن استخدام النسوار، قد يكون طريقة للامتناع عن التدخين من دون إدراك منهم أنهم بذلك يهربون من وحش ليلقوا بأنفسهم في أحضان وحش آخر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"