أحمد الحمادي لـ "الخليج": ما قمت به قيمة تعلمناها من القائد المؤسس

الشارقة: محمود محسن
اتقان العمل على أكمل وجه، واجب على كلٍ في مجاله وفي حدود عمله، إلا أن ما قدمه الرقيب أحمد حسن الحمادي، من إدارة المرور والدوريات بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، فاق حد واجب العمل، ليتعدى الواجب الإنساني، في مبادرة فردية منه اكتسابها من عادات وتقاليد وأخلاقيات غرسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في تقديم يد العون قبل طلبها، حيث أقدم على مساعدة مقيم عربي تعرضت مركبته لعطل فني خلال القيادة، ما أدى لتوقفها بشكل مفاجئ، فما كان من الشرطي إلا أن قام بواجبه الشرطي في تأمين مسار المركبة في مكان آمن وضمان عدم عرقلتها لحركة السير، ليفاجئ بعدها صاحب المركبة بطلب سيارة لسحبها وإيصالها إلى المنطقة الصناعية وسداد تكاليف سحبها من جيبه الخاص، في موقف عجز المقيم العربي عن رده أو التعبير عن شكره، ليتوجه بعد ذلك عبر مكالمة هاتفية لبرنامج "البث المباشر" عبر أثير إذاعة الشارقة، بتقديم شكره لما لاقاه من خدمة وبادرة طيبة من الشرطي النابعة من أخلاق أبناء زايد.
تلك المكالمة كان لها صدى إعلامي واسع بلغ مسمع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي أعرب عبر "تويتر"، عن شكره على الدور النبيل الذي قدمه الشرطي وعن الكلمات التي توجها بها المقيم العربي لأبناء شعب الإمارات قائلاً " تقديم العون وحب الخير، قيم متجذرة في مجتمع الإمارات، وما قام به أحمد حسن الحمادي من شرطة الشارقة، بموقفه الحميد مع قائد المركبة زين العابدين والذي عبر بكلمات طيبة عن تقديره ورده للجميل، نموذج يتكرر في هذه الأرض الطيبة، أشكرهما، وأثني على كل من يخدم الناس بإخلاص ويمثل قيم مجتمعه".
«الخليج» التقت الرقيب أحمد حسن الحمادي، من مرتب إدارة المرور والدوريات بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، الذي أعرب عن فخره بهذه الرسالة القيمة قائلاً «رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أثلجت صدري فور قراءتها وانتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وما قمت به لم يكن سوى قيم نشأنا عليها وتعلمناها من مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ومن والدنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومن قيادتنا الرشيدة.

شعور بالفخر
أشعر بالفخر لما لاقيته من كلمات شكر وتقدير من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وما تلقيته من مكالمة هاتفية من الديوان الأميري في إمارة أبوظبي، كما أنني افتخر كوني أحد الأفراد العاملين ضمن منظومة القيادة العامة لشرطة الشارقة على مدار 11 عاماً، نواجه العديد من المواقف خلال عملنا ونقوم بواجبنا كما كلفنا به، إلا أن تلك البادرة كانت دون تفكير مسبق، وشعرت أن واجبي الإنساني يحتم علي المساعدة وتقديم العون لصاحب المركبة، والأمر ليس بجديد أو غريب على ضباط وأفراد شرطة الشارقة، أتوجه بالشكر لكل من وجه لي عبارات التشجيع، وأدعو جميع زملائي في العمل على الاستمرار في البذل والعطاء وتحمل المسؤولية التي أوكلت لنا لضمان أمن وسلامة جميع أفراد المجتمع.

حلم وتحقق
زين الدين الصادق سليمان، من الجنسية السودانية، ومقيم في إمارة دبي منذ أكثر من 20 عاماً، ويعمل كمستشار قانوني في إحدى المؤسسات، أكد أن كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كانت بمثابة حلم لم يتوقعه في حياته وتحقق، قائلاً«لم تُغنِ مسؤوليات وأعمال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن كتابة عبارات الشكر لشخصي الضعيف، وما قام به سموه ليس بالغريب، فخير الإمارات يراه الأعمى قبل المبصر، وما تقدمت به من كلمات خلال مداخلتي الهاتفية ما كان إلا حقيقة أشهدها ويشهدها كل مقيم على أرض دولة الإمارات، فكنت صادقاً لاغاية لي فيه ولا هدف ولا أستحق هذا الشكر من سموه، فشيوخ الإمارات وشعبها هم الأحق بالتقدير لما لاقيته طوال سنوات إقامتي من كرم أخلاقهم، فأهل الإمارات دائماً ما يفاجئوننا بما هو غير متوقع وخارج عن المألوف.

بادرة طيبة
وحول الواقعة يقول «لم يحدث قط أن تعطلت مركبتي على الطريق، وكانت هذه المرة الأولى التي أشهد هذا الموقف والذي صادف وقوعه على أعلى الجسور على طريق محمد بن زايد، حيث تعرضت المركبة لعطلٍ فني منعها من الاستمرار في السير مع تدني سرعتها شيئاً فشياً فتداركت الموقف وجنحت بها جانباً، وفي أقل من دقائق ظهر لي الرقيب أحمد الحمادي بالدورية الشرطية، وسألني عن كيفية تقديم المساعدة، وبعد شرح الموقف، لم يتوان في الاتصال وطلب مركبة خاصة لشحن سيارتي المعطلة، ودار نقاش بينه وبين قائد تلك المركبة يطلب فيه عدم استغلال الموقف بطلب رسوم مرتفعة، وبعد صعودي إلى شاحنة نقل المركبة، حضر مجدداً ليسدد عني جميع التكاليف، حاولت معه مراراً وتكراراً عن رد ما قام به فأبى وقال لي إنني في مقام والده أو أخيه الأكبر، وطلب مني العودة للمركبة والذهاب إلى وجهتي، فعجزت عن شكره ولم يغب عني النظر إلى مسماه على زيه العسكري، حقيقة ظل ذلك الموقف يجول في خاطري ولم أشعر بالراحة إلا بعد توجيه الشكر باسمه كاملاً وبرتبته عبر إذاعة الشارقة لما بدر منه من بادرة طيبة غير متوقعة، خاصة أنني ميسور الحال ولم أكن بحاجة إلى المساعدة».

تكريم
وكرّم اللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة الأسبوع الماضي، الرقيب أحمد حسن الحمادي، لحسن تصرفه.
وأشاد اللواء الشامسي بالدور الذي قام به الرقيب أحمد الحمادي، والذي يعكس حرص شرطة الشارقة على تقديم العون والمساعدة لمختلف شرائح المجتمع، وتعاملها مع مختلف الأحداث بالسرعة المطلوبة، بما يضمن ويحقق السلامة العامة، مؤكداً أن ما قام به الرقيب الحمادي يعد نموذجاً مشرفاً لعناصر الشرطة بالشارقة، وعنواناً لتفانيهم في أداء مهامهم الوظيفية على الوجه الأمثل.
وأكد قائد عام شرطة الشارقة أن هذا التكريم يأتي تماشياً مع نهج شرطة الشارقة في تثمين أدوار منتسبيها،خاصة تلك التي تندرج ضمن المواقف والخدمات الإنسانية، تشجيعاً منها على التميز والتفرد في التعامل مع مثل هذه المواقف التي تحقق أمن وسلامة أفراد المجتمع.