الفضول المؤذي

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

كثيراً ما نصطدم بازدحام مفاجئ في أحد الشوارع، وينتهي سريعاً بشكل مفاجئ، لنكتشف أن سببه الفضول، فقط لا غير، فضول مؤذٍ للآخرين، وقد ينجم عنه تعرضهم لحادث ما.
فضول سببه رغبة السائقين في مشاهدة حادث وقع في شارع مجاور، وتفصلنا عنه حواجز أسمنتية، ومن ثم ليس هناك منطق وسبب وجيه للازدحام، غير الفضول.
توقف كل سيارة عابرة لمدة دقيقة لمشاهدة ماذا جرى، واحتساب عدد الأرواح والسيارات التي تضررت، والتمهل لتحليل الأمر ومعرفة المتسبب، يعرقل السير، وقد يتسبب بحادث آخر نتيجة التوقف المفاجئ.
لماذا الفضول المؤذي؟ لماذا نكون سبباً في إصابة الآخرين بحادث سير؟ لماذا نعرقل حركة السير؟ وهل العقوبات رادعة فعلاً لمثل هؤلاء الفضولين؟
الفضول قد يصل ذروته لدى البعض، بأن يتجاوز فجأة من المسار اليمين إلى اليسار، ليشاهد عن كثب قصة الحادث، من دون مراعاة أن تصرفه ذلك قد يكون سبباً إضافياً لعرقلة السير.
الجهات الأمنية تحذر من تلك التصرفات غير المسؤولة، وتنبّه السائقين إلى أن فضولهم وتجمهرهم أمام حوادث السير قد يكون سبباً في تأخر وصول سيارات الشرطة والإسعاف، فضلاً عن تسببهم بحوادث تتابعية. 
الإشكالية الأخرى، تجرؤ بعضهم على تصوير الحادث، كأنهم حققوا إنجازاً كبيراً بتوثيقهم وجع الآخرين، وللأسف قد ينشرون تلك اللقطات.. لكن تشديد العقوبات حدّ من تلك السلوكات العشوائية. فلتكن الغرامات رادعاً لهؤلاء الذين يريدون الشهرة على حساب ألم المتضررين، وانتهاك خصوصيتهم. 
آداب استخدام الشوارع، يجب أن تدرّس في مدارسنا، في ورش تعليمية، ليكتسبوا تلك المهارات والآداب، وتدريبهم بكثافة، بعد حصولهم على رخصة القيادة، ليدركوا أنه ليس كل رغبة شخصية تصلح لتطبيقها في الشوارع العامة أثناء القيادة. 
خفض السرعة فجأة نتيجة الفضول الذي لا معنى له، سلوك مرفوض ومعاقب عليه، ولكن الأغلبية قد لا تطالهم العقوبة، لعدم وجود كاميرات مراقبة في كل متر من الشارع، وانشغال سيارات الشرطة مع المتضررين، وتنظيم حركة السير، من دون تمكنها من مخالفة الفضوليين في الشارع الآخر المجاور. 
سلوكات مرفوضة كثيرة نشاهدها يومياً، وليتنا نستطيع توثيقها وإرسالها للجهات الأمنية لمخالفتها، كبعض سيارات الأجرة التي تتوقف في الشارع العام فجأة لنقل الركاب، والسائقين الذين يرمون مخلفاتهم من النافذة، أو المعاندين الذين يصرون على القيادة ببطء في المسار الأيسر. 
العقوبات وكاميرات المراقبة تضبط العملية، وتقلل من تلك السلوكات المرفوضة، ورغم ذلك يصر بعضهم على المخالفة في الأماكن التي لا رقابة فيها، فالرقابة يجب أن تنبع من الداخل، حتى يكون كل شخص مسؤولاً عن قيادته وسلوكه، لنحظى بقيادة آمنة ومريحة.

[email protected]
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"