عادي

أولوية اللقاح.. سيطرة ذكية على جائحة كورونا

22:10 مساء
قراءة 4 دقائق

بعد إعلان النتائج السريرية للقاحات كان التحدي الكبير هو مدى إقبال الناس عليها بسبب الشائعات والتخوف منها الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي. بعد الطمأنينة تجاهه والإقبال عليه كان من الواجب إعطاء الأولوية للفئات الأكثر عرضة للعدوى، مثل الكوادر الطبية، أو الأقل مقاومة لها، مثل كبار السن.

يعتبر توزيع اللقاح بحسب تلك الأولوية استراتيجية تتسم بالذكاء وسرعة التصرف لأن الفيروس لم يهدأ منذ بداية الجائحة أواخر عام 2019، وبالتالي فإن الوقت عامل مهم في معركة مع كائن مجهول تصعب السيطرة على طرق انتشاره.

يقول الباحثون في قسم الدراسات البيئية جامعة كاليفورنيا إن تحديد الأولويات له فوائد لأن الناس يختلفون في طريقتين رئيسيتين على الأقل؛ هما: خطر الإصابة بالعدوى واحتمال حدوث عواقب وخيمة عقب الإصابة. فالعاملون في الخطوط الأمامية لا تتوفر لهم إمكانية التباعد الجسدي؛ حيث يضطرون للاقتراب من المرضى بالمستشفيات وبالتالي تزيد احتمالية تعرضهم لالتقاط عدوى فيروس كورونا، وكبار السن يكونون عرضة لمضاعفات خطرة عقب الإصابة بالفيروس.

«أكسفورد» وكبار السن

بحث العلماء في مدى تأثير لقاحين شائعي الاستخدام في استنباط مناعة خلطية ضد الفيروس لدى كبار السن؛ وهما لقاح أكسفورد / أسترازينيكا الناقل للفيروسات، ولقاح فايزر القائم على الرنا المرسال. كلاهما يعبر عن مستضد النتوء البروتيني بسطح الفيروس الفيروسي، وكلاهما يستخدم حالياً في برنامج التطعيم دول عدة بالعالم.

أظهر اللقاحان فاعلية أعلى من 62% في التجارب السريرية، مع ارتفاع فاعلية الأخير بنسبة 95%. نظراً لأن هذه التجارب استبعدت الأفراد الأكبر سناً والأضعف فإن فاعليته في هذه المجموعة غير معروفة إلى حد كبير.

هدفت الدراسة الحالية بشكل خاص إلى فحص فاعلية الحماية، في كل من مداها ومدتها، بعد جرعة واحدة من أي لقاح. شملت الدراسة أكثر من 10000 شخص بمتوسط عمر 86 عاماً؛ نحو 70 % من الإناث و 11% لديهم تاريخ من الإصابة السابقة.

نحو 88% تلقوا جرعة واحدة أو جرعتين إما من أحد اللقاحين، 67% من لقاح فايزر و 33% لقاح أكسفورد. تلقى نحو 900 جرعتين بفاصل تسعة أسابيع في المتوسط. هذا بجانب فحص العدوى بانتظام.

مقارنة بانخفاض معدل الإصابة بنحو 21 في المجموعة التي لم تتلق اللقاح، انخفض المعدل في المجموعة التي تلقت اللقاح إلى نحو 10 في 28-34 يوماً، و9 في 35-48 يوماً بعد تلقيه.

عند تحليل نتائج اللقاحين بشكل منفصل كان هناك انخفاض في خطر الإصابة بإيجابية تفاعل تسلسل البوليميراز بين الذين تلقوا لقاح أكسفورد، لكن ليس لقاح فايزر، في فترة ما بعد التطعيم المبكرة (0-13 يوماً).

بحلول اليوم 28 انخفض خطر الإصابة بعد الجرعة الأولى من لقاح أكسفورد بنسبة 67%، لكن لم تتم ملاحظة ذلك مع لقاح فايزر.

الخطوط الأمامية

بدأت جهود التطعيم في أواخر عام 2020 في محاولة لاحتواء انتشار الجائحة. كشف الباحثون في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن لقاحين من لقاح الرنا المرسال، وهما فايزر ومودرنا، فعالان للغاية في منع العدوى بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، والمستجيبين الأوائل، وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية؛ في ثمانية مواقع بالولايات المتحدة بين ديسمبر 2020 ومارس 2021.

في الدراسة استخدم الفريق الأفواج المحتملة من موظفي الرعاية الصحية والمستجيبين الأوائل وغيرهم من العاملين الأساسيين والعاملين في الخطوط الأمامية في 8 مواقع أمريكية في الفترة بين 14 ديسمبر 2020 و 13 مارس 2021.

للوصول إلى نتائج الدراسة خضع 3950 من العاملين في مجال الرعاية الصحية وأول المستجيبين وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية لفحص فيروس كورونا الأسبوعي لمدة 13 أسبوعاً، بغض النظر عن حالة الأعراض، وفي بداية ظهور الأعراض المتوافقة مع المرض المرتبط ب«كوفيد-19». أجرى الباحثون مراقبة لأعراض المرض، مثل القشعريرة والحمى والسعال وضيق التنفس والتهاب الحلق والإسهال وآلام العضلات و فقدان حاسة الشم أو التذوق.

قدر الفريق أن فاعلية لقاح الرنا المرسال للوقاية من العدوى كانت بنسبة 90% للعاملين الذين تم تحصينهم بالكامل و 80% للعاملين الذين تم تحصينهم جزئياً.

خلص الباحثون في الدراسة إلى أن لقاحات الرنا المرسال المصرح بها فعالة في الوقاية من فيروس كورونا في ظروف العالم الحقيقي. توضح الدراسة أيضاً أن جهود اللقاح الحالية تؤدي إلى فوائد وقائية كبيرة بين البالغين في سن العمل، وخاصة أولئك الذين يعملون في الخطوط الأمامية للاستجابة للوباء.

أهمية الأولوية

قد يكون انتظار الدور لتلقي لقاح «كوفيد- 19» مثيراً للقلق بعض الشيء خوفاً من الإصابة قبل تلقيه، لكن إعطاء الأولوية ينقذ الأرواح ويقلل من انتشار العدوى؛ وذلك وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم» وقام بها باحثون من جامعة كاليفورنيا- ديفيس.

في حين أن هناك اتفاقاً عالمياً في الغالب على أنه يجب إعطاء الأولوية لكبار السن، فإن المناقشات جارية حالياً حول إعطاء الأولوية لمجموعة متنوعة من الفئات الأخرى، كما أن آخرين لا يزال يجادلون ضد الاستهداف على الإطلاق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"