«جائزة اليونيسكو- حمدان»

لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام
21:31 مساء
قراءة دقيقتين
حمدان

علي عبدالله الأحمد

تحتفل منظمة الـ«يونيسكو» سنوياً في 18 إبريل/ نيسان، بيوم التراث العالمي، والاحتفاء هو من أجل تأكيد ضرورة حماية بعض المواقع في العالم التي لها قيمة عالمية استثنائية لأنها تعد جزءاً من التراث المشترك للبشرية، وهناك أكثر من 1000 موقع في 167 بلداً تصنفها الـ«يونيسكو» ضمن التراث العالمي.
 ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، وجدت لإرساء السلام من خلال التعاون الدولي في هذه المجالات، وتأسست في عام 1945 ومقرها باريس، وعدد الدول الأعضاء 193 دولة، ويبلغ عدد موظفيها 2200 موظف، يمثلون 179 جنسية، وتعد الصين الداعم الأكبر لميزانية المنظمة، وعربياً تأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى، ودولة الإمارات في المرتبة الثانية في الدعم المقدم إلى الـ«يونيسكو».
 والاختلاف الأكبر بين الـ«يونيسكو» ومنظمة الأمم المتحدة في نيويورك، المنظمة الأم، هو آلية اتخاذ القرار. وحسب قانون منظمة الـ«يونيسكو» لا يوجد مجلس أمن في باريس، ولا تملك أي دولة حق النقض (الفيتو)، فلكل دولة صوت والقرار للأغلبية. وعلى مستوى القارّات نرى أن إفريقيا لديها أكثر من 50 صوتاً، بينما لأمريكا الشمالية 3 أصوات.
 وعلاقة دولة الإمارات بالـ«يونيسكو» علاقة متطورة في مجالي التربية والثقافة. ففي مجال التربية، ومنذ أكثر من عشر سنوات، بادر الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، بدعم برامج التعليم في المنظمة، فقد آمن بأن الرغبة في دعم التعليم لا تتم إلا بتطوير المعلّمين، ومن هذا الإيمان تشكّلت رسالة «جائزة اليونيسكو- حمدان»، والهدف هو مكافأة الممارسات والجهود المتميزة لتحسين أداء المعلّمين. وهناك نقصٌ عالميّ في عدد المعلّمين المدرّبين تدريباً جيّداً، فوفقاً لـ«معهد اليونيسكو للإحصاء» لا بدّ من توظيف 70 مليون معلّم ومعلّمة للتعليم، الابتدائيّ والثانويّ، بحلول عام 2030.
 وفي يوم المعلم، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قالت أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة الـ«يونيسكو»: «إن تدريب المعلّمين هو محور استراتيجي، و«جائزة اليونيسكو- حمدان» تقدم أساليب تدريب فعّالة من خلال تطوير المهارات الرقمية، واستغلال التكنولوجيا في خدمة التعليم». وأعلنت المديرة العامة بعدها أسماء الفائزين الثلاثة بالجائزة، وهي مؤسسات تعليمية غير ربحية من البرازيل ومصر والبرتغال. ومن خلال رابط الـ«يوتيوب» بالإمكان رؤية مدى تأثير هذه الدورات التدريبية التي تديرها هذه المؤسسات، وكيف انتشرت بين الناس، وغيّرت واقع الحال، ومنحت الأمل لآلاف المعلّمين والطلاب.
 وفي مبنى الـ«يونيسكو»، وعلى مدخل القاعة الأولى، القاعة الأكبر حيث يعقد المؤتمر العام ويجتمع المجلس التنفيذي، هناك لوحة ذهبية كتبت عليها كلمات شكر للشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الذي تكفل بترميم القاعة.
 وفي ظهوره الأخير في يوم المعلّم أمام الـ«يونيسكو» قال الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله: «التعليم الجيد يصنع عالماً متقدماً ومستقبلاً مزدهراً، والتعليم حق للجميع، وروح التعاون التي تجمعنا هنا هي أساس الإرادة الإنسانية».
 وللـ«يونيسكو» دستور يختصر سبب وجودها يقول: «لمّا كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام».

سفير دولة الإمارات في فرنسا

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

دبلوماسي إماراتي وسفير سابق في ألمانيا وفرنسا

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"