عادي

بسبب العنصرية.. بريطانيا تعتذر عن عدم تكريم قتلى المستعمرات في الحربين العالميتين

21:13 مساء
قراءة دقيقتين

لندن - أ ف ب

اعتذرت المملكة المتحدة، الخميس، بعد نشر تقرير يؤكد أن «العنصريّة» وراء عدم تكريم أكثر من 150 ألف عسكري من المستعمرات البريطانية، لقوا مصرعهم خلال الحرب العالمية، بعدما أثار المسألة وثائقي نقدي يحمل عنوان «المنسيين».

وباسم الحكومة، قال وزير الدفاع بن والاس، أمام نواب البرلمان:«أريد أن أعتذر وأعبر عن أسفي العميق»، مضيفاً «لا يمكننا تغيير الماضي، لكن يمكننا تصحيح الأمور والتحرك».

وتشير الوثيقة إلى عدم تخليد ذكرى بين 45 ألف و54 ألف عسكري، غالبيتهم هنود، وأفارقة قضوا خلال الحرب العالمية الأولى، بالشكل الذي كرم به نظراؤهم البيض في أوروبا. وشيدت معالم تذكارية جماعية في حالة غير الأوروبيين، فيما وضعت للقتلى الأوروبيين قبور تحمل أسماءهم.

وأوضح التقرير أن 116 ألف عسكري آخر، وهو رقم قد يصل إلى 350 ألف، غالبيتهم من شرقي إفريقيا ومصر «لم تخلد ذكراهم بأسمائهم، أو بأي شكل آخر». وشدد أن تلك القرارات مؤسسة على «تحيّزات متأصلة، أفكار مسبقة وعنصرية معمّمة ومواقف إمبريالية معاصرة».

وينقل النصّ تصريحات لحاكم المستعمرة التي صارت لاحقاً غانا، أكد فيها العام 1923، أن «الساكن الأصلي العادي لن يفهم أو يقدّر قيمة شاهد القبر»، ودعا إلى إنشاء ساحة تذكارية لا تحمل اسماً محدداً.

أما بالنسبة للوزير بن والاس:«لا شك أن الأحكام المسبقة» لعبت دوراً إزاء المقاتلين الراحلين المتحدرين من مستعمرات سابقة.

وأكد أن لجنة الكومنولث لمقابر الحرب ستعمل على إصلاح الأمر.

وجاء التقرير بطلب من لجنة الكومنولث لمقابر الحرب، وهي هيئة مكلفة تكريم ذكرى 1.7 مليون عسكري من المستعمرات البريطانية قتلوا خلال الحربين العالميتين.

وقالت اللجنة إنها تقبل الخلاصات وأوجه القصور المحدد في التقرير، وقدمت «اعتذارات دون تحفّظ» لتقصيرها في تطبيق مبدأ «المعاملة المساوية في الموت» بصرف النظر عن الأصل والدين والرتبة العسكرية.

وأضافت المديرة العامة للجنة كلير هورتون: «نقرّ بأخطاء الماضي، ونأسف بشدة، ونتحرك على الفور لتصحيحها».

وتابعت: «الأحداث التي وقعت قبل قرن كانت خاطئة حينها، وهي خاطئة الآن».

ووضعت التقرير لجنة شُكلت، إثر نشر وثائقي نقدي حول المسألة يحمل عنوان «المنسيين»، قدّمه النائب عن حزب العمال ديفيد لامي.

وقال لامي على «تويتر»: «لن يؤدي أي اعتذار لإصلاح الإهانة التي عانى منها أولئك الذين تم نسيانهم». وأضاف:«ومع ذلك، يوفر هذا الاعتذار فرصة لنا كأمة لفحص هذا الفصل المروع من تاريخنا، وتكريم كل جندي ضحى بحياته من أجلنا».

ويأتي نشر التقرير تزامناً مع «حياة السود مهمّة» التي تطالب بمراجعة الذاكرة البريطانية في علاقة بالمستعمرات السابقة.

وأثارت الحكومة البريطانية جدلاً في نهاية مارس/ آذار الماضي، بنشرها تقريراً يقلّل من وجود العنصرية في المجتمع، ويخلص إلى أن المملكة المتحدة لا تحوي «عنصرية مؤسساتية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"