تقدم الزمن التربوي

01:13 صباحا
قراءة دقيقتين

هل صار الزمن التربويّ يقصر؟ اليوم لم يعد مقبولاً في الكثير من البلدان ترك الطفل من دون تربية وتعليم حتى عتبة الابتدائية في السادسة. في بعض الدول الأوروبية، غدت التمهيديّة إجبارية، لكن الحضانة التي كانت تبكيراً في نظر البعض، هي الأخرى تجاوزها الزمن، فدماغ الطفل قادر على استيعاب أشياء كثيرة منذ بلوغ العام الأوّل. في «يوتيوب» عجائب عن أطفال في العام الثاني يعرفون في الجغرافيا ما لا يعرفه كبار كثر.
ألم يكن كونفوشيوس على حق حين أوصى برباعيته التربوية لابن الرابعة؟ قبل خمسة وعشرين قرناً، لم تكن لدى التنين مدارس ابتدائية، فكيف انبثقت في ذهنه فكرة أن التركيز هو الغاية المثلى لتربية أداء الدماغ، وأن الصبا الغض هو الملعب الأفضل للتأهيل؟كيف أدرك أن التركيز يتحقق بأربعة روافد: الخط، الرسم، الموسيقى، الشطرنج؟
كيف عرف أن هذه الرباعية الخارقة سيقوم عليها بناء طفل غير عادي. هذه المعجزة التركيزية ممكنة وفي سنتين، قبل دخول المدرسة.
الحكمة لا تأتي منفردة. ما على الأسرة إلاّ أن تهدي إلى نفسها دعائم تربية، ما قبل المدرسة، ستغيّر مسار نموّ الأداء في دماغ طفلها. 
اليوم يُعدّ التركيز العمود الفقري للتربية الحديثة. العلوم التربوية والعلوم العصبية وعلم النفس،كلها تلهث وراء تحقيق التركيز، حتى إن من التربويين من يوصي بتخصيص خمس دقائق في بداية الحصّة لتمارين التنفس العميق. 
المصادر واضحة: اليوجا، رياضة «زن»، بناء على أن قدرة التركيز لدى الطالب لا تتجاوز العشرين دقيقة بكثير.
تحفة رائعة أن يدخل الصغير الابتدائية، وهو قوّة تركيز. حكيم الصين اشترط في الخط ألاّ يخط الصبيّ أيّ شيء لا معنى له ولا قيمة. 
هذه قيمة فنّ وحياة. لا يقعنّ الأبوان في الخطأ الفظيع: تعلّم مهارات الأنامل على لوحة المفاتيح لا يغني عن الخط اليدوي وجمالياته شيئاً قطعاً. كذلك الرسم اليدوي، فالجرافيك شيء مختلف. علّموه كل مستويات البرمجة الحاسوبية وبدائع الجرافيك، لكن الفن التشكيلي اليدوي شيء آخر. 
الموسيقى روائع تربوية في الذوق والإيقاع والتناغم والتناسب والتناسق. ويأتي الشطرنج لصناعة الروح القيادية والإرادة والطموح إلى تحقيق الانتصار.
لزوم ما يلزم: النتيجة الحسابية: بالرباعية، سيكون ابن الرابعة في سنتين أكبر من ابن ستّ.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"