«نسل الأغراب».. وسقطة كرارة والسقا

01:16 صباحا
قراءة دقيقتين

الدراما الصعيدية دائماً تكسب لأن لها جمهوراً عريضاً وتتطلب أدوات مختلفة عن الدراما الاجتماعية الأخرى، ولأن الفكرة دائماً جاهزة وقواعد القصة الأساسية فيها تبنى على «الثأر»، ومنه ينطلق الكاتب في حياكة قصته. هذا ما يراهن عليه بعض صناع الدراما، ويحسبون أن دراما الصعيد لا تتطور، والثأر مازال الخبز الذي يصلح على كل الموائد ويقتات منه الجميع، حتى صار الفخ الذي يقع فيه الساعون إلى الاستسهال في التأليف الدرامي والتعامل مع المنتج الفني كوسيلة لفرد العضلات وفرض الوجود على الشاشة بأي شكل. 
قبل أن يولد «نسل الأغراب» على الشاشة في رمضان، توقع البعض أن يكون عملاً قوياً لوجود أمير كرارة وأحمد السقا فيه، بينما لم يتفاءل البعض الآخر كثيراً بسبب وجود نفس تركيبة مسلسل «لؤلؤ» بكل أبطاله ما عدا النادر منهم، وكأنك نقلتهم من لوكيشن تصوير إلى آخر وبدلت الملابس والديكور مع الاحتفاظ بنفس مبدأ المغالاة والبهرجة والثراء الفاحش وتغيير اللهجة. محمد سامي هو المؤلف وكاتب السيناريو والحوار وهو المخرج في «نسل الأغراب» وزوجته مي عمر هي «جليلة»، بدر البدور أجمل امرأة في الصعيد والتي يقتتل عليها الرجال وقلبها ممزق بين البطلين عساف (أحمد السقا) وغفران (أمير كرارة).
هدير عبد الناصر التي لعبت دور مساعدة مي عمر في «لؤلؤ»، هي خادمتها في هذا المسلسل، وإدوارد تحوّل من مدير أعمالها إلى شقيقها الذي لا يحب أحداً بقدر حبه لها، وسلوى عثمان حافظت على مكانتها وهي والدتها في العملين، وباقي الممثلين نجلاء بدر وملك أحمد زاهر وحمدي هيكل وغيرهم تبدلت مواقعهم وأدوارهم. 
يليق بأمير كرارة وأحمد السقا تقديم دراما فيها قتال وأكشن وتشويق و«فتوّة»، لكن لا يليق بهما العمل في مسلسل عموده الفقري مي عمر والتقاتل من أجل الفوز بها. كما لا يليق بالصعيد المصري أن يتم ربطه في أذهان الجمهور بفكرتي الثأر وزراعة المخدرات أياً كان نوعها. منذ الحلقة الأولى والمسلسل يدور ويراوح مكانه، وحول فكرة الحب والانتقام. ومحمد سامي أراد أن يجعل من شقيقته ريم سامي نقطة أنثوية ثانية للصراع، فجعلها اليتيمة القوية فاطمة - وهي تقلد كثيراً أداء مي عمر في الحلقات الأولى من لؤلؤ- التي يتصارع على حبها الشقيقان حمزة (أحمد مالك) وسليم (أحمد داش) رغم غرورهما وتعاليهما على الناس في البداية، وهي مجرد خادمة لدى عدوهما عساف. 
«نسل الأغراب» سقطة درامية خصوصاً لبطليه كرارة والسقا، ويبدو أن محمد سامي يحب التباهي والمغالاة في الشكل والمظهر، فالديكور والقصور والمبالغة في كل شيء تنفّر المشاهدين، حتى مشهد شراء غفران لزوجته جليلة حقيبة متخمة بأساور الذهب والعقد.. يُفقد الذهب قيمته ومعناه، ويرفض تصديقه الجمهور.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"