عادي

بين المرونة والواقع

23:30 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

أثبت العمل عن بُعد شعبيته لدى العديد من الموظفين، حيــث قال 54 % منهم إنهم يريدون الاستمرار في العمل من المنزل بعد انتهاء الوباء، وفقاً لمسح أجراه مركز «بيو» للأبحاث.
لكن من غير المحتمل أن يحدث هذا، ومن المتوقع أن تنتقل العديد من الشركات إلى ترتيبات العمل الهجين هذا العام لتحقيق أفضل ما في العالمين الفعلي والمرن، مع التركيز على بيئة مكتبية صحية، وشعور أقل بالوحدة، وتكاليف نقل أقل.
ومع ذلك، فإن الجدول الزمني الهجين، (ثلاثة أيام داخل المكتب ويومين خارجه على سبيل المثال)، سيقطع الطريق أمام استمرار واحدة من أعظم الامتيازات في آلية العمل عن بُعد وهي الجمع بين العمل والإجازة.
وتبدو فكرة العمل الهجين جذابة بعض الشيء خلال مواسم وفترات معينة، في الصيف الحار مثلاً، وخلال الشتاء الثلجي والعطلات المدرسية وغيرها من الأوقات الصعبة من العام. كما أن وجود فترات قصيرة من العمل عن بعد ستتيح لأصحاب العمل التنافس مع الشركات التي تضع ترتيبات عمل مرنة إلى أجل غير مسمى.
وبحسب «سي إن بي سي»، شـرّعت العديد من قطاعات الأعمال الرائدة مثل «سبوتيفاي»، و«تويتر»، و«سكوير»، ويونيليفر وغيرها لموظفيها إمكانية العمل إلى الأبد من المنزل. وهي تعرف أن هناك حرباً متزايدة على المواهب، وإذا لم تقدم مثل هذه الأنواع من المزايا المتطورة، فستكون هناك فجوة تنافسية كبيرة.
وأعلن الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي مؤخراً، نموذج العمل الهجين للشركة، وقدم سلسلة من التغييرات في ثقافة العمل في «جوجل» والتي ستسمح لـ60 % من الموظفين بالعمل معاً في المكاتب بضعة أيام في الأسبوع، و20 % للعمل من مواقع المكاتب المختلفة، و20% للعمل من المنزل بشكل دائم. وذلك لمنح الجميع مزيداً من المرونة وتحسين صحة الموظفين العقلية بدلاً من الإضرار بها.
بالمقابل، ووفقاً لمسح أجرته شركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، قال 68 % من المديرين التنفيذيين إنه بمجرد انحسار الوباء، يجب أن يكون العمال في المكتب لثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع للحفاظ على ثقافة الشركة. وأيد ذلك رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة «جيه بي مورجان» جيمي دايمون، في حين وصف الرئيس التنفيذي لشركة «جولدمان ساكس» ديفيد سولومون اتجاه العمل من المنزل بأنه «انحراف سنقوم بتصحيحه في أسرع وقت ممكن».
إن الانتقال إلى الجداول الهجينة يعني أن الطريقة القديمة للعمل، والحديثة التي فرضها الوباء عن بُعد قد يصبحان شيئاً من الماضي، فضلاً عن أن بعض القطاعات لا يمكنها العمل بسهولة وفقاً لهذه الطريقة الهجينة أو المختلطة، مثل قطاع البيع بالتجزئة، والبناء، والترفيه، والرعاية الصحية.
«سي إن بي سي»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"