عادي

الأمل رهان سعد الله ونوس

«العويس» تحتفي برائد المسرح السوري

23:33 مساء
الصورة
متحدثون في الملتقى

دبي:«الخليج»

نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي على مدار يومين الملتقى الفكري الافتراضي الموسع عن الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس بعنوان «الأمل ينتصر والحلم يستمر»، حضر الملتقى الدكتور سليمان موسى الجاسم نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة، وعبد الحميد أحمد الأمين العام للمؤسسة، والدكتورة فاطمة الصايغ عضو مجلس الأمناء.

وألقى الدكتور سليمان موسى الجاسم كلمة قال فيها:«دأبنا في المؤسسة على تنظيم الملتقيات الفكرية احتفاءً بالمبدعين الراحلين عن عالمنا ممن فازوا بالجائزة في مختلف حقولها، وذلك تقديراً منا لأدوارهم الرائدة في الثقافةِ العربية، وتأكيداً على قيمتهم الفكريةِ الملهِمة التي ساهمت في إعلاء الكلمة وتعزيز حضورها المستقبلي».

وتابع الجاسم: «وعليه نجد أن تنظيم ملتقىً فكرياً موسعاً عن سعد الله ونوس هو بمثابةٍ تحيةَ تقديرٍ واعتزازٍ لهذا المبدع العملاق، الذي أعطى للمسرح العربي وجهاً أصيلاً، وأَلهمَ أجيالاً من المبدعين ليسيروا على ذاتِ الدرب.. درب العطاء المخلصِ للإنسان وقضاياه وحقوقه وقيمته البشرية المطلقة، لقد أراد ونوس أن نتمسكَ بالأمل لأنه بصيصُ الضوء في نهايةِ النفق، وأراد أن نستمرَ في الطموح والتطلعِ لغدٍ أفضل، وليست مسرحياتُه إلا محاولةً لوضع الأصابع على الجرحِ أو الإشارةِ إلى مواقع الخلل في سيرورتنا التاريخية».

ثقافة موسوعية

وقدم الكاتب المسرحي فرحان بلبل بحثاً بعنوان «كيف يبني سعد الله ونوس مسرحياته»، وقرأ الكاتب والمخرج المسرحي عبد الإله عبد القادر شهادة شخصية بعنوان «عنق حنظلة على الخشبة» أشار فيها إلى أن ونوس رجل مثقف موسوعي وعميق في معرفته، وواعٍ لكل ما يدور حوله، لذا جاءت مسرحياته تلامس عقل الإنسان العربي وضميره، بلا ضجيج ولا انفعالات ولا شعارات.

الدكتور حسن يوسفي شارك بورقة بعنوان «مساحات الحلم والأمل في مسرح سعد الله ونوس» اعتبر فيها أن الأمل بمثابة الرهان الأكبر لتجربة إبداعية مسرحية نضجت على نار هادئة، وعرف سعد الله ونوس كيف يحولها إلى نبوءة تستشرف الآتي، وتتطلع نحو المأمول في المستقبل، وتجسد، فعلياً الفكرة التي تقول إن «الأمل ينتصر، والحلم يستمر».

الكاتب المسرحي والفنان عبد الله صالح قرأ شهادة فنية بعنوان «رحلة النضوج» حيث التقى ونوس في دمشق «فقال:ها هو ونوس يقف مبتسماً هو الآخر ويصفق لنا بحرارة ثم يعتلي المسرح ليهنئنا على أدائنا. كانت سعادتي وقتها لا توصف وأنا أرى هذا العملاق أمامي يشاهدنا ويصافحنا».

واختتمت مشاركات اليوم الأول ببحث قدّمه الشاعر والكاتب المسرحي بول شاوول بعنوان «سعد الله ونّوس في درب الجلجلة محكوماً بالألم»، أشار فيها إلى أن نتاج ونوس يدخل في مشروع متكامل العناصر والمواصفات، يحاول من عمل إلى عمل أن يرسّخ معاني الانسجام والتناغم، ليؤلّف في النهاية عملاً واحداً، متعدد النبرات، غنيّ الإشارات، مفتوحاً على الحياة والزمن بتجلياتهما ومآسيهما.

وقد أدار منصة الملتقى في اليوم الأول الدكتور حبيب غلوم.

شهادات خاصة

وفي اليوم الثاني للملتقى افتتحت الدكتورة ابتهال الخطيب المشاركات ببحث عنوانه « من حيرة ذلك المخلوق الخائف.. حيث يبدأ مسرح سعدالله ونوس... ولا ينتهي»، وقرأ الفنان أحمد الجسمي شهادة بعنوان «تجربتي مع نصوص سعد الله ونوس» أشار فيها إلى أن نصوص ونوس المسرحية تنتمي إلى النصوص المسرحية العالمية.

وفي بحثه المعنون «سعد الله ونوس.. الريادة الثانية في المسرح السوري» قدم الكاتب والناقد المسرحي نجم الدين سمان إضاءة إضافية لمسرح ونوس.

وشاركت ابنة سعد الله ونوس الروائية ديما ونوس بشهادة مؤثرة تحت عنوان «بحثاً عن الجملة السحرية»، قالت فيها: «العتبة بين حياته وحياتي لم تكن موجودة. لا أعرف إن كان قد ردمها والدي، أم أنها لم تكن موجودة أصلاً. أو أن حياته ألغت المسافة مع حياتي، لمعرفتها بأنها ستكون قصيرة».

واختتمت المشاركات بشهادة شخصية للفنانة القديرة نضال الأشقر بعنوان «صداقة حنونة.. لا تنسى». حيث قالت (عرفت سعد الله ونوس في أواخر الستينات في بيروت وهو يقدّم عمل «حفلة سمر من أجل خمسة حزيران»، ولا شك أنه أدهش الجمهور بهذا العمل المختلف ذي اللغة المختلفة). وأدار وقائع منصة اليوم المسرحي عصام أبو القاسم.