عادي
تجول في محطات دبي التاريخية

عبد الغفار حسين: «التجارة أساس العمران»

17:08 مساء
قراءة 3 دقائق
عبد الغفار حسين وعلي عبيد الهاملي في الجلسة
دبي: علاء الدين محمود
استضافت مؤسسة «سلطان بن علي العويس»، في دبي، مساء الأربعاء، الأديب عبد الغفار حسين في جلسة حوارية بعنوان «التجارة والتجار في دبي... إطلالة تاريخية في نصف قرن»، أدارها الإعلامي علي عبيد الهاملي، بحضور كبير تقدمه ‏بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي، والدكتور محمد سالم المزروعي، عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وعبد الحميد أحمد الأمين العام للمؤسسة، ود. عبد الخالق عبد الله وميرزا الصايغ، ونخبة من الشخصيات العامة.
في مستهل الجلسة الرمضانية، قدم الهاملي، لمحة تاريخية عن واقع التجارة في دبي، وكيف حدث ذلك الارتباط بين المدينة وتلك المهنة الاقتصادية المهمة؟، مشيراً إلى العديد من المحطات المهمة، حيث كان للعام 1902، دلالة خاصة في تاريخ دبي وانطلاقتها في عالم التجارة في ذلك الوقت الباكر.
«التجارة أساس العمران في أي بلد»، هكذا تحدث الأديب عبد الغفار حسين، والذي أكد أن البلد الذي يخلو من التجارة فهو بلا اقتصاد حقيقي؛ حيث إن دبي قد اشتهرت مرتين، قديماً إذ عرفت بالمال الواسع، وحديثاً بداية من مستهل القرن الماضي، وقد ذكرت دبي في كتب الرحالة العرب مثل كتاب ابن خرداذبة «المسالك والممالك»، حيث ورد فيه أن دبي مكان واسع للمال، ولم يزد على ذلك، ومن خلال البحث الذي قام به حسين وجد أنه ما من مكان أو مدينة أخرى في الجزيرة العربية تحمل ذلك الاسم وتنطبق عليها تلك الصفات غير إمارة «دبي»، وما زاد على ذلك أن دبي اكتشف فيها مكان وهو «بر دبي»، والذي كان محطة للقوافل، وذلك الأمر ذكره أيضاً بعض الرحالة، الذين أشاروا إلى أن هنالك مكاناً بين عمان والبحرين هو محطة للقوافل.
وشدد حسين على أن جميع ما ذكر من قبل الرحالة وغيرهم أكد على أن دبي كانت في قديم الزمان محطة للقوافل، وتغيرت الأمور، بطبيعة الحال، بعد ذلك، مع أواخر القرن التاسع عشر مع تولي المغفور له بإذن الله مكتوم بن حشر آل مكتوم أمر دبي، «1894 –1907»، والذي كان يتمتع بالبصيرة وبعد النظر، فقد حدثت اضطرابات في ذلك الوقت، وقامت الحكومة الفارسية بتأجير الموانئ على ساحلها لبلجيكا وبعض الشركات الهولندية، وهذا قاد التجار إلى التفكير في إيجاد مكان آخر، وكان الشيخ مكتوم بن حشر آل مكتوم يعرف بذلك الأمر فقام بإرسال وفد إلى «لنجة»، يشرح للتجار أنه على استعداد لأن يقيم موانئ في دبي ليأتوا ويمارسوا نشاطهم فيها، دون أن يتقاضى منهم شيئاً، فبدأ التجار في التوافد من «لنجة»، وكان هناك أيضاً بعض التجار في الشارقة والساحل الشرقي في السعودية والبحرين، لتبدأ مرحلة ازدهار التجارة في دبي؛ إذ عملت الإمارة على تسهيل أمور التجار وتقديم الخدمات لهم، حيث أقيمت مستودعات كبيرة لتخزين البضائع برسوم بسيطة، وتم بناء أسواق في ديرة وبر دبي، ونتيجةً لقدوم عدد كبير من التجار بدأت بواخر الشحن الكبيرة القادمة من الهند تغير مسارها من لنجة إلى دبي، وجاءت أول باخرة عام 1902 لترسو بالقرب من الشندغة تحمل بضائع التاجر عبد القادر عباس الذي نقل تجارته الواسعة من لنجة إلى دبي.
وأوضح حسين، أن من أهم الأسباب التي قادت إلى نجاح تحول دبي إلى مدينة تجارية ذات ثقل كبير هو «ديمقراطية التجارة»؛ حيث كان للتجار مجلسهم الاستشاري الخاص، وكانوا يقومون بعملهم ومهنتهم بحرية كبيرة، موضحاً أن قوة اقتصاد الإمارات في الوقت الراهن كان بسبب ازدهار التجارة منذ وقت قديم.
وقدم حسين تطوافاً لعدد من المحطات والمنعطفات المهمة في تاريخ دبي التجاري، في الماضي منها لحظة تولي المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حكم دبي عام 1935، حيث أدار الإمارة بجدارة واجتهاد، وبدأت دبي بعد الحرب العالمية مباشرةً تتجه اتجاهاً جديداً في العمران وإيجاد المؤسسات الحديثة والبنوك والشركات التجارية الكبرى، فكانت تلك بمثابة نقلة وبداية جديدة في علاقة دبي بالتجارة.
وختم حسين حديثه بقصيدة الشاعر أحمد أمين المدني بعنوان «دبي ما أبهاكِ».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/dw2zrz8t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"