«التوظيف».. ملفّ مفتوح

00:51 صباحا
قراءة دقيقتين

الملف الحاضر المتجدد، الشائك الصعب، والمعقد والسهل أحياناً، وغير الواضح حتى الآن، ويتكرر مراراً، وينادي به الشباب ليلاً ونهاراً، باحثين عن فرصة وظيفية يبدأون بها رحلة العمل في وطنهم. 
ملف توظيف المواطنين الذي طرحناه أكثر من مرة، ونوقش كثيراً، ووضعت استراتيجيات لحله، ما زال معقداً، وما زال الشباب يعانون البطالة، بعد أن انتهوا من التعليم العام، وبعضهم أنهوا دراستهم الجامعية، وللأسف هناك من أنهوا الماجستير، وما زالوا من دون وظيفة. 
لن نلقي اللوم على جائحة «كورونا»؛ لأن المشكلة كانت قائمة قبل الجائحة، وأعداد العاطلين عن العمل في تزايد، مع تخريج الطلبة سنوياً في الجامعات، فلماذا لا تكون هناك آليات واضحة وصريحة، لتوفير الفرص الوظيفية للشباب في القطاعين الحكومي والخاص؟ 
الواقع أن الجهات تعلن عن الشواغر في المنصات المختلفة، والشباب يقدمون على التي تتناسب مع مؤهلاتهم؛ لكن بحسب ما نرصد في منصات التواصل وما نراه فعلياً على أرض الواقع، فلا أحد يتواصل معهم لإجراء المقابلات، بناء على تلك الشواغر التي أعلن عنها، ولا تفسير منطقياً لذلك. 
شباب لديهم أسرة، ويصرفون على أسرهم، وفقدوا وظائفهم لسبب ما، لينضموا إلى قائمة العاطلين، وتتعسر حياتهم، وتتعقد أمورهم، وتزيد مطالبهم وديونهم، ومع ذلك يبقون سنوات في رحلة البحث عن العمل؛ فما السبيل إلى توفير فرص عمل لهم في وطنهم؟ خاصة أن الدولة تستقطب آلاف الموظفين من دول العالم سنوياً، وتوفر آلاف الفرص للباحثين عن عمل من شتى أنحاء العالم. 
المواطنون أقلية، وأعدادهم محدودة، والعاطلون في حاجة إلى العمل حتى لو كان في القطاع الخاص، ولكن بما يتناسب مع طبيعة المجتمع وثقافته، ولا أعتقد أن العاطل سيرفض وظيفة جيدة في الخاص بعد أن بقي سنوات طويلة عاطلاً، ولا صحة لما يتداول مراراً وتكراراً عن رفض المواطنين العمل في القطاع الخاص. 
أصبحنا فعلياً في حاجة ماسة إلى قوانين واضحة وآليات صارمة في تعيين المواطنين الباحثين عن عمل، لإغلاق هذا الملف فيما يخص الطلبات القديمة الباقية في قائمة الباحثين عن العمل في الجهات المعنية لسنوات طوال، والتفرغ للطلبات الجديدة سنوياً، والتي لن تتجاوز 4 آلاف طلب، وستتوزع على تخصصات مختلفة، وستكون الدولة قادرة على توظيفهم. 
قائمة العاطلين في ارتفاع، وقد نصل إلى أرقام مخيفة، في ظل عدم توافر فرص وظيفية عاجلة لهم، فلتمنح الأولوية لهم في الجهات الحكومية والخاصة وفي شواغر تتناسب مع ثقافة المجتمع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"