عمّان- «الخليج»:
فصل البرلمان الأردني في جلسة طارئة، أمس الأحد، أسامة العجارمة المعروف ب«نائب مشادة الكهرباء» بسبب إساءات جديدة طالت هذه المرة النظام الملكي في البلاد، فيما توعد مجلس الوزراء بملاحقة «محرضي الفتنة» عقب اعتداءات مناصريه على رجال أمن، وقيام عدد من الأشخاص بأعمال شغب وإطلاق عيارات نارية في لواء ناعور في العاصمة عمان.
ووافق 108 نوّاب من أصل 119 عضواً حضروا الجلسة على فصل العجارمة وعدم مناقشة استقالته التي كان قدّمها على خلفية قرار سابق بتجميد عضويته لمدة عام بعد تصرفات وعبارات مسّت هيبة البرلمان خلال مشاداته الصاخبة مع زملائه أثناء مناقشة أسباب انقطاع التيار الكهربائي لساعات في المملكة.
وظهر العجارمة بين مؤيديه في لواء ناعور غرب عمّان مساء أمس الأول السبت وهو يردد خطابات وُصفت بأنها «متمادية على النظام الملكي» دعا في إحداها إلى «الرد بقوة» على كل من يخالفه من أبناء العشيرة، وذلك في غضون مواجهات ميدانية قادها بعض مناصريه أسفرت عن 4 إصابات بين صفوف رجال الأمن، وذلك بعدما كررت وزارة الداخلية التحذير من «تجمعات تخالف القانون وتمس السلم المجتمعي».
رفض المساس بمكانة الملك
ودان رئيس البرلمان عبد المنعم العودات بشكل صارم «ما صدر من تفوهات منحرفة تجاه الملك عبد الله الثاني».
وأعلن في مستهل جلسة التصويت رفض البرلمان ووقوف بحزم في وجه أي مساس بمكانة ومنزلة ملك البلاد ونظام الحكم والنظام الاجتماعي والتوافق العشائري والعائلي والسلم المجتمعي.
وأكد العودات ضرورة فرض سيادة القانون للحفاظ على «وحدتنا ومكتسباتنا والدفاع عن أمن واستقرار بلدنا في جميع الظروف والأحوال».
«الإخوان» يرفضون
وللمرة الثانية رفض نوّاب «ائتلاف الإصلاح» المحسوب على حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية ل«جماعة الإخوان» الفاقدة للشرعية التصويت ضد العجارمة بعدما فعل أغلبهم ذلك من إجمالي 10 أعضاء يمثلون القائمة خلال جلسة سابقة تتعلق بتجميد عضويته.
واتهم رئيس الائتلاف النائب صالح العرموطي جلسة التصويت بأنها «غير قانونية» فيما تولى عضو في الائتلاف توصيل رسالة استقالة العجارمة للبرلمان ما قد يؤشر إلى «تحالف» غير معلن مع توجهاته.
وعقد مجلس الوزراء اجتماعاً طارئاً أمس في أعقاب «ليلة المواجهات» مع مناصري العجارمة أكد خلالها رصد تجاوزات وإساءات وتحريض مفتوح على الدولة وتهديد للسلم المجتمعي فضلاً عن التعدي على سلطة القانون ورجال الأمن.
وقال مجلس الوزراء في بيان رسمي إن ليلة السبت/ الأحد شهدت محاولات تحشيد واعتداءات على مرتبات جهاز الأمن العام وتجمعات غير مشروعة وكلام وسلوكيات تحريضية تشكل مخالفات قانونية مكتملة الأركان تمس صلب ثوابت البلاد والمرتكزات الدستورية والأدبيات المتوارثة.
وأكد المجلس ممارسة الأجهزة المختصة أعلى درجات ضبط النفس أملاً بعودة من يؤججون هذه التصرفات إلى رشدهم وجادّة الصواب.
وشدد على عدم سماح وزارة الداخلية بإقامة تجمعات أو فعاليات أو إقامة «بيوت شعر» وغيرها، مؤكداً التعامل بأقصى درجات الحزم لإنفاذ القانون ومنع «هذه النشاطات التحريضية الخطرة وما يتخللها من عبث بأمن المجتمع» داعياً للنأي عنها.
«نقاط غلق» في محيط لواء ناعور
وأكد مصدر أمني فرض «نقاط غلق» في محيط لواء ناعور لمنع تجاوزات جديدة واعتزام إلقاء القبض على كل من يحاول ذلك ونفاذ قرار الرد على أي اعتداءات مباشرة.
وكانت مديرية الأمن أعلنت في ساعة متأخرة مساء أمس الأول السبت وقوع اعتداءات مسلحة في المنطقة وإصابة عدد من رجال الأمن ما زالوا قيد العلاج.
وقالت إن قوة متخصصة تعاملت مع أحداث شغب وإحراق مركبات وإطلاق عيارات نارية في الهواء وخروقات ميدانية متكررة.
وأصدرت عشائر أردنية معروفة بيانات أعلنت خلالها رفضها المطلق استخدام المرجعية العشائرية لأهداف شخصية وارتكاب ما يمس الأمن والاستقرار ومحاولة اقتناص «بطولات» على حساب التماسك الاجتماعي.
