وسام عالمي

02:18 صباحا
افتتاحية الخليج

خالد عبدالله عمران

أن تصبح الإمارات عضواً غير دائم في مجلس الأمن، فهذا ليس انتصاراً لدولتنا فحسب، إنما هو انتصار للعالم، انتصار للسلام والأمن والتسامح والخير، ولكل القيم التي قامت عليها الأمم المتحدة، وما نص عليه ميثاقها، وهو ما تمثله الدولة في كل سياساتها وأفعالها وممارساتها اليومية في محيطها والعالم.

 أن تمحض 179 دولة من دول العالم ثقتها للإمارات لتعتلي واحداً من أهم المنابر العالمية، فهذا وسام عالمي يعلّق على صدرها، اعترافاً بدورها وبمسؤولياتها في ترسيخ السلام والتعاون بين أمم الأرض، وهو تأكيد على نجاح دبلوماسيتها وفاعلية إنجازاتها، وقدرتها على أن تكون جسراً موصولاً مع مختلف دول العالم يبني أواصر السلام والثقة، ويعمل على إقامة الشراكات المميزة.

 يحق للإمارات أن تزهو بهذا الإنجاز، لأنه يمثل إنجازاً سياسياً يختصر دورها بما يمثله بالنسبة للعالم من ثقة وتقدير وعرفان. لذا فهو إنجاز مستحق يعطي الإمارات بعض ما لها على العالم، مما قدمته من دعم ومساعدة وأعمال إنسانية في خدمة البشرية على مر السنوات السابقة.

 هي ليست المرة الأولى التي تشغل فيها دولة الإمارات هذا المنصب، فقد تولته في الفترة 1986 -1987، لكن بين الأمس واليوم فارق زمني، وفارق في الدور والأداء، إضافة إلى عالم مختلف، تنوعت فيه القضايا والأزمات، وجرت خلالها مياه كثيرة في مجرى العلاقات الدولية، كانت دولة الإمارات في صميمها، لاعباً مميزاً بأدوار مشهودة، من منطلق مبادئ كرستها أسلوباً للعلاقات الدولية، تقوم على قيم عليا تستند إلى ترسيخ مبادئ السلام والتعايش والأمن.

 يحق لقيادتنا الرشيدة التي أنجزت هذا الانتصار السياسي أن تزهو به، ولذلك وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الشكر إلى فريق الدبلوماسية الإماراتية بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، متطلعاً إلى «فترة عضوية فاعلة وإيجابية ونشطة في مجلس الأمن الدولي»، كما اعتبر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن هذا الإنجاز «يجسد ثقة العالم بالسياسة الإماراتية، وكفاءة منظومتها الدبلوماسية وفاعليتها»، مؤكداً أنه «انطلاقاً من المبادئ والقيم التي تأسست عليها، ستواصل مسؤوليتها من أجل ترسيخ السلام والتعاون والتنمية على الساحة الدولية».

 يحق لشعب الإمارات أن يبتهج بهذا الإنجاز الذي يتوج مسيرة الدبلوماسية الإماراتية، ويضيفها لجملة الإنجازات التي تحققت في مختلف الميادين الأخرى، لأن السعادة تكمن في متعة الإنجاز ونشوة المجهود.

مبروك للإمارات، مبروك للعرب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​رئيس مجلس إدارة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، رئيس تحرير "الخليج"

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"