رياح الأمل

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين

صيفنا هذا العام منعش، يحل علينا محملاً بالفرح والتفاؤل والأمل، وكأنه يلطّف من حرارة شمسه بتلك التباشير التي تدعونا إلى استعادة ما أهملناه من تفاصيل وجوانب ربما تبدو للبعض هامشية لكنها للبعض الآخر ضرورية. 
منعشة رياح الأمل، تمنح الإنسان طاقة إيجابية وتدعوه للنهوض والتحرك والتفكير في الغد بكل نشاط وعزيمة. منعش مثلاً أن تحمل لك تلك الرياح أخباراً عن فتح مطار دبي كل أبوابه لاستقبال القادمين إليه بعد اضطراره إلى إغلاق بعض المرافق في 25 مارس/ آذار 2020 بسبب الجائحة، وتعليق رحلات سفر وإغلاق دول أبوابها في وجه أي طيران. ومنعش أن تعود الحياة لقطاعي السياحة والسفر وتنشط الحركة في السماء وننتظر بلهفة قدوم الأحبة ونسافر لاكتشاف أماكن ومعالم وثقافات وعادات شعوب.. 
منعش أيضاً أن يبشرك التعليم بموسم دراسي جديد كله حيوية، عام ستدب فيه الحياة من جديد في كل أروقة المدارس باستقبالها لكل أبنائها، يعيدون إليها الفرحة وتعود إليهم عافية الحياة الطبيعية. يحتاجون إليها وتحتاجهم بشدة. مفيد التعليم أينما كان ومهم أن يعرف الإنسان كيف يتعامل مع الأزمات التي تعصف به ليخرج منها بأقل الأضرار ويكمل طريقه صعوداً، ومفيد التعليم عن بُعد الذي أنقذ الطلاب من التعثر وتعطل مسيرتهم التعليمية خلال انتشار وباء كورونا، للتعليم عن قُرب نكهة أخرى وفوائد لا يعوضها الأونلاين ولا يحل محلها تواصل افتراضي.
عودة نظام التعليم حضورياً في المدارس، بدءاً من العام الدراسي المقبل، هو العودة إلى الحياة الطبيعية، شرط أن يلتزم الجميع بالتعليمات والإجراءات الوقائية من أجل سلامة الأبناء والأهالي والمجتمع بأسره. يفتقد الأطفال خصوصاً صغار السن إلى مهارات كثيرة لا يمكن تعويضها في البقاء داخل المنزل، كما يحتاجون تربوياً إلى الابتعاد عن حضن الوالدين وجدران البيت وألعابهم وأغراضهم المألوفة لينخرطوا في عالم جديد ومع أشخاص غرباء عنهم ويتعلمون كيف يتعاملون مع الآخرين بأنفسهم ويتحملون مسؤولية أنفسهم ويتخلصون من خجل أو خوف أو قلق يكبلهم. 
الكبار أيضاً يحتاجون إلى هذا التواصل المباشر مع المدرسين ومع زملائهم، وعدم التواكل أو الاعتماد على الأهل في كل شؤونهم التعليمية. كما أن مغادرة البيت للذهاب إلى المدرسة تمنح التلميذ إحساساً بالالتزام بالمواعيد والانضباط والاشتياق للعودة إلى المنزل. 
كلنا أمام اختبار للانضباط وحسن التصرف ولا خيار أمامنا إلا أن نجيد التصرف ونتعامل بوعي كي نواصل الحياة ونستعيد بريقها رغم وجود الوباء الذي أصبح أمراً واقعاً. 

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"