عادي

موجة وبائية ثالثة «عنيفة» تضرب إفريقيا في ظل نقص في اللقاحات

18:51 مساء
قراءة 3 دقائق
افريقيا

جوهانسبرج - أ ف ب
 تضرب إفريقيا حالياً موجة وبائية ثالثة «عنيفة» من فيروس كورونا، تفرض ضغوطاً على المستشفيات المنهكة أصلاً والتي تعاني نقصاً في الموارد، في ظل بطء حملات التلقيح ضد «كوفيد-19» وتجنّبت القارة السمراء حتى الآن سيناريوهات كارثية شهدتها البرازيل والهند. ولا تزال إفريقيا مع قرابة 5,3 مليون إصابة بالمرض، و139 ألف وفاة، القارة الأقلّ تضرراً في العالم بعد أوقيانيا. وقالت مديرة منطقة إفريقيا في منظمة الصحة العالمية، ماتشيديسو مويتي، إن «الموجة الثالثة تتسارع، وتتمدّد بسرعة أكبر، وتضرب بشكل أقوى»، معتبرة أن «هذه الموجة قد تكون الأسوأ».
ويصادف تفشي الفيروس في القارة تراخي التدابير المقيّدة، إضافة إلى انتشار النسخ المتحوّرة الأشد عدوى، وحلول الشتاء في جنوب القارة حيث تتركز 40% من الإصابات.
وفي جنوب إفريقيا، الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في القارة، بتسجيلها 35% من الإصابات، يواجه الأطباء تدفقاً غير مسبوق للمرضى الذين تظهر عليهم أعراض الإنفلونزا، وهي لا تتوافق بالضرورة مع مؤشرات الإصابة «بكوفيد».
وقالت المسؤولة عن جمعية الأطباء في جنوب إفريقيا، أنجيليك كويتزي، إن «ما نراه حالياً مختلف عن الموجة الأولى أو الثانية».
وتشهد ناميبيا وزامبيا المجاورتان، توجه منحنيات كوفيد نحو الارتفاع. وتحدث وزير الصحة في زامبيا مؤخراً عن الاكتظاظ في مشارح الجثث.
وقال نظيره الأوغندي، إن هناك عدداً كبيراً من الشباب في المستشفيات، «وهو أمر مختلف عما كان عليه الوضع خلال الموجة الثانية». وعلى غرار جنوب إفريقيا، تحاول أوغندا زيادة خدمات الرعاية الصحية في المنازل للحالات الأقل خطورة، لكن هناك نقصاً أيضاً في الأوكسجين.
وتضرب الموجة الثالثة أيضاً دولاً كانت تُعتبر بمنأى نسبياً عن تفشي الوباء على غرار ليبيريا وسيراليون. وصرّح رئيس ليبيريا جورج ويا، بأن «الوضع أكثر إثارة للقلق مما كان منذ عام»، متحدثاً عن مستشفيات مكتظة بالمرضى.
واتخذت الدول الإفريقية مجدداً تدابير صارمة. وفرضت أوغندا مجدداً إغلاقاً، وينبغي على تجار الأسواق أن يبقوا في محالهم، وأن يناموا فيها، وعدم العودة إلى منازلهم. من جهتها، تفرض كينيا حظر تجوّل، فيما أعادت ناميبيا ورواندا وزيمبابوي فرض تدابير.
وتأتي الموجة الثالثة في وقت تتوقف تقريباً عمليات تسليم اللقاحات للقارة. وبحسب منظمة الصحة، تلقى أقلّ من 1% من السكان اللقاح بشكل كامل. وتُوجّه انتقادات للدول الغربية التي وعدت بتقديم مليار جرعة من اللقاحات إلى الدول الفقيرة، إلا أن هذا الوعد لم يُترجم على أرض الواقع.
وبحسب «الصحة العالمية»، تحتاج إفريقيا بشكل عاجل إلى مليون جرعة. وقال عالم الفيروسات الكاميروني جون نكينجاسونج، مدير المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، «إنه سباق مع الوقت، الوباء متقدم علينا. في إفريقيا، لسنا بصدد الانتصار في المعركة ضد الفيروس».
وتسبب ارتفاع عدد الإصابات في الهند، المصدر الرئيسي للقاح «أسترازينيكا»، بتأخير عمليات التسليم من خلال آلية «كوفاكس»، لكن إضافة إلى نقص الإمدادات، شهدت القارة السمراء شكوكاً وإخفاقات.
إذ إن دولاً إفريقية تملك لقاحات لم تتمكن من حقنها قبل انتهاء صلاحيتها. فقد أتلفت مالاوي قرابة 20 ألف جرعة منتهية الصلاحية. وأعادت الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان أكثر من مليوني جرعة.
وأتلفت جنوب إفريقيا التي لم تلقح سوى 2.2 مليون شخص من أصل 59 مليوناً، مليوني جرعة جراء خطأ في التصنيع.
وحتى اليوم، استنفدت 18 دولة إفريقية تقريباً كل اللقاحات التي أرسلتها إليها المنظمة العالمية. والشهر الماضي، تظاهر مئات المواطنين في هراري بعد نفاد المخزونات في مركز التلقيح الرئيسي في البلاد.
وقال ديبروز موشينا من منظمة العفو الدولية في بيان، إن في مواجهة النقص «كثراً هم أولئك الذين لديهم انطباع أنهم ينتظرون الموت».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"