انتبه من قراءة الكتب

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

الكتب مفيدة، لا جدال في ذلك، فهي مستودعات العلوم، وهي ملاذ كل متعلم، فيها نجد المعارف المتنوعة والتجارب والخبرات الثمينة التي لا تقدر بثمن، فيها الماضي والحاضر والمستقبل، وهي أكثر من هذا. ومع هذا تبقى كتباً وما تحتويه قابلة للأخذ والرد، بل الكثير من الكتب مضى عليها الزمن وما كانت تضمه من نظريات وآراء جاء العلم الحديث وحولها إلى حقائق أو أنه فندها وحولها إلى نظريات غير صحيحة، خاصة في مجال العلوم والطب ونحوها. 
والحال نفسه ينطبق بدرجة أو بأخرى على مجال العلوم الإنسانية، مثل الكتب التاريخية التي تم بناء البعض منها على نظريات أو آراء ونحوها، ثم جاءت الأحافير وعلم الآثار وكشفت عن آثار توضح مخالفة ما ذكر في تلك الكتب، مثل تحديد تاريخ حضارة ما أو طرق اجتماعية ونحوها، فتظهر الكشوف الأثرية عن واقع مغاير تماماً، وهذا حدث، مما جعل هناك التباساً وحوارات عملية ثرية ومفيدة.
 الحال نفسه في جوانب تتعلق بالشخصية والإيجابية والمثابرة، عندما يقع بين يديك كتاب يحث على التنمية الذاتية، ويحاول أن يشجعك على اكتشاف نفسك، ويقوم بوضع منهج عبارة عن نقاط، يجب التنبه لجانب محوري ومهم وهي شخصيتك أنت، ظروفك، بيئتك، تعليمك، معارفك، اهتماماتك، ونحوها، هذه الجوانب هي التي تشكّل وعيك، وتقودك نحو الاستفادة من هذا الكتاب أو ذاك. عندما يخاطبك كتاب ما، ويملي عليك ما الذي ستفعله في مستقبل الأيام، يجب أن يكون لديك الوعي، لأن هناك جوانب مما جاء في الكتاب قد لا تنطبق عليك، بل على العكس لو طبقتها قد تؤدي إلى نتائج عكسية. 
الأديب الروسي أليكسي مكسيموفيتش بيشكوف، الذي عرف باسم مكسيم جوركي، يقول: «واصل قراءة الكتب ولكن تذكر أن الكتب تبقى كتباً وأن عليك التفكير بنفسك». الكتب كنوز علمية ومعرفية، ولكن البعض منها قد لا ينطبق عليك تماماً، قد لا يلائم: تفكيرك، نهجك، مبادئك، طرق الحياة، الأولويات، قد لا تتناسب مع تعليمك، مع توجهك المستقبلي، لذا فإن النصائح أو المعلومات يجب أن تخضع للتدقيق والتمحيص، الكتب نقرؤها ونستفيد منها دون شك، ولكن لا يجب أن نضفي عليها أي قدسية، فنأخذ ما تحتويه دون تدقيق أو دون تمحيص أو دون دراسة ومعرفة، خاصة تلك الكتب التي تتحدث عن التنمية البشرية، وتلك التي تتحدث عن تطوير الذات وإطلاق القدرات الذاتية للفرد.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"