الإمارات والمكانة الدبلوماسية القارية

00:19 صباحا
قراءة 3 دقائق

المكانة السياسية والدبلوماسية في هذا العالم لا يمكن أن تتحقق لأي دولة في هذا الكون إلا بمقومات خاصة. منها ما هو طبيعي كالموقع الجغرافي، والثروات الطبيعية، ومنها ما هو مكتسب كالقيادات التاريخية، والخصائص النفسية لشعوبها.
 هذه المقومات بنوعيها وهبها الله لدولة الإمارات ممثلة في قيادتها الرشيدة التي آمنت بالوحدة سبيلاً، وبالعلم طريقاً، وممثلة كذلك في الشعب الأبيّ الذي آمن بقياداته وحكمتها ورؤيتها؛ فالتفّ حولها، ولا يزال، مسانداً ومعاضداً. لذا حصدنا ثمرة ذلك تلك المكانة العالية، والمنزلة الرفيعة التي تتمتع بها قيادات الدولة على المستويين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى المكانة التي يتمتع بها المواطن الإماراتي داخلياً وخارجياً. والمستوى الاقتصادي الرفيع الذي حققته الدولة، ويعزز كل ذلك تصنيف دولة الإمارات المتقدم في العديد من المجالات الاقتصادية والتنموية والبيئية والتعليمية والاستثمارية على مستوى العالم.
 كل ذلك ثمرة المبادئ والأسس التي وضعها القائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، والتي تقوم على قواعد استراتيجية ثابتة في السياسة الخارجية للدولة، والتي تتمثل في الحرص على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، واحترام المواثيق، والقوانين الدولية. والالتزام بمبادئ التعايش السلمي وحسن الجوار والاحترام المتبادل، وتكريس علاقات التعاون، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واللجوء للوسائل السلمية لتسوية النزاعات الدولية.
 وقد استطاعت دولة الإمارات من خلال هذه السياسة أن تكسب ثقة واحترام مختلف الدول، لأنها قدمت بنفسها المثال على المصداقية في العمل الثنائي والجماعي الدولي، حيث كانت دائماً تلتزم بأقوالها وتتصرف بحكمة في أصعب المواقف. وفي إطار مساعيها لتعزيز العمل الجماعي الدولي فقد انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة، دولة الإمارات عضواً غير دائم في المجلس، حيث حصلت على 179 صوتاً من أصوات الجمعية العامة للأمم المتحدة. 
 وقد عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن ذلك بقوله إن: «انتخاب دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، يعكس دبلوماسيتها النشطة.. وموقعها الدولي ونموذجها التنموي المتميز».
 كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن «انتخاب دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن الدولي للفترة من 2022-2023.. يجسد ثقة العالم في السياسة الإماراتية، وكفاءة منظومتها الدبلوماسية وفاعليتها انطلاقاً من المبادئ والقيم التي تأسست عليها، ستواصل الإمارات مسؤوليتها من أجل ترسيخ السلام والتعاون والتنمية على الساحة الدولية».
 ويعد مجلس الأمن الهيئة الوحيدة في الأمم المتحدة التي بإمكانها إصدار قرارات ملزمة قانوناً مثل: فرض العقوبات، والتفويض باستخدام القوة. ويضم المجلس خمس دول دائمة العضوية تتمتع بحق النقض (الفيتو) على قراراته هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا من بين الدول الأعضاء وعددها 15 دولة. ولا شك أن حصول دولة الإمارات على هذه العضوية هو إنجاز كبير للدبلوماسية الإماراتية، وسوف يكون له آثار ملموسة وواضحة في تأكيد الدور المحوري الذي تلعبه في العلاقات الدولية، وما تؤمن به، وتدعو إليه الإمارات دائماً بشأن تعميق العمل المشترك بين الدول، وإعلاء مبادئ الأخوّة الإنسانية، والتركيز على أدوات القوة الناعمة في العلاقات بين الأمم والشعوب، والعمل على نصرة القضايا العربية، ودعم الجهود الحثيثة في سبيل بناء علاقات إيجابية ومثمرة مع دول العالم أجمع، انطلاقاً من قناعتها الكاملة بأنها هي بلد الأمن والسلام، وأن قدر الدول المختلفة هو التعاون الجادّ والحقيقي من أجل بناء غدٍ إنساني أفضل في ظل المشاكل الكثيرة التي تعانيها البشرية، ولاسيما الأمراض الفتّاكة وظاهرة التصحر، واتجاه الموارد المختلفة نحو القلّة والندرة. 
 حفظ الله هذا الوطن وأدام عليه نعمة العزة والاستقرار في ظل قيادته الحكيمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب إماراتي، يشغل منصب المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات. نشر عدداً من المؤلفات في القصة والرواية والتاريخ. وكان عضو اللجنة الدائمة للإعلام العربي في جامعة الدول العربية، وعضو المجموعة العربية والشرق أوسطية لعلوم الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"