بدأت مؤخراً، فرق هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بتنفيذ مشروع استزراع الشعاب المرجانية في منطقة الحمرية بالشارقة، حيث يعمل المشروع على تحقيق تنمية مستدامة للأحياء البحرية، وزيادة الغطاء الحيوي والتنوع البيولوجي وإعادة تأهيل الحياة البحرية في منطقة الحمرية.
قالت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية:«ينقسم المشروع إلى مرحلتين، الأولى عبارة عن إكثار الشعاب المرجانية من خلال التكاثر الخضري لإنتاج عدد كبير من مستعمرات الشعاب المرجانية، باستخدام عملية تفتيت هذه الشعاب إلى جزئيات صغيرة وتثبيتها على قواعد (أسلاك معدنية)، في مناطق ضحلة يتراوح عمقها بين 6 و7 أمتار، ورصدها خلال فترة النمو التي تكون عادةً في فصل الصيف بعد انتهاء موسم التكاثر، لأنها تحقق أعلى معدلات نمو وبقاء مقارنة بفصل الشتاء، والمرحلة الثانية ترتبط بنقل هذه المستعمرات من أماكن نموها في الأماكن المراد تنميتها وتثبيتها، ومتابعة معدلات البقاء والنمو». ولفتت إلى أن المشروع يعمل على تعظيم استخدام المادة البيولوجية وهي الشعاب المرجانية، لإنتاج كميات كبيرة من المستعمرات، بدلاً من الحصول عليها من أماكن وجودها.
وأوضحت أنه تم استزراع أربعة أنواع من الشعاب المرجانية الصلبة الشائعة في الخليج العربي، وهي «اكروبورا»، و«بوريتز»، و«تربناريا»، و«بلاتيجيرا».
وتعتبر التقنيات المستخدمة في هذا المشروع بسيطة للغاية، حتى يمكن تكرارها بسهولة مستقبلاً، وسيتم خلال هذا العام استخدام تقنيات أخرى تساعد على إنتاج عدد كبير جداً من المستعمرات باستخدام مستعمرة واحدة صغيرة الحجم. وقالت السويدي: تأتي أهمية الشعاب المرجانية في أنها ملجأ وملاذ للكائنات البحرية والأسماك، وهي ثروة قومية للأجيال القادمة تضمن استدامة الأمن الغذائي، والهدف من استزراع الشعاب المرجانية تحديد أنواع الشعاب التي يمكن استزراعها، والظروف البيئية المناسبة من حيث العمق والإضاءة والتيارات التي يمكن أن تعطي أفضل النتائج، بالإضافة إلى الاستفادة من استخدام الشعاب المزروعة في إعادة تأهيل المناطق الساحلية المدمرة نتيجة البناء العمراني، وزراعتها في أماكن مختلفة وتهيئة بيئة مناسبة لنمو المرجان وتوطين الأسماك وجذب واستقطاب الغواصين والهواة وزيادة الوعي لدى الغواصين والعامة بمراقبة نمو الشعاب المرجانية.
أضافت السويدي: يسهم المشروع في تأهيل واستعادة مناطق الشعاب المرجانية إلى ما كانت عليه سابقاً، ويسهم في ازدهار الحياة البحرية والثروة السمكية، مشيرة إلى أن عمليات استزراع الشعاب المرجانية تسهم في إعادة التوازن للبيئة البحرية، وتوفير بيئة بحرية مستدامة، وتساعد البيئة الطبيعية كي تعود إلى ما كانت عليه، ومن خلال عملية زراعة الشعاب المرجانية يتم جمع بعض المرجان الطبيعي ليزرع في الأقفاص، كي تنمو وتتكاثر فيما بعد.
«الحيد المرجاني»
الشعاب المرجانية، «الحيد المرجاني»، هي عبارة عن هياكل تتكون من كائنات حية موجودة في المياه الضحلة عموماً، وهي عبارة عن جزء مرتفع من قاع البحر في منطقة ضحلة نسبياً، تتكون من صخور ناتجة من تراكم الهياكل الخارجية الكلسية لحيوانات المرجان، والطحالب الحمراء الكلسية والرخويات، وتبني حيوانات المرجان الحية الشعاب المرجانية طبقة بعد طبقة، فوق هياكل الأجيال المرجانية التي سبقتها، وتتميز بأن لها منظومات بيئية.
وفكرة وتطبيق استزراع الشعاب المرجانية ليست الأولى التي تعمل الهيئة عليها بهذا الخصوص، فقد سبق وأن نفذتها، في جزيرة صير بو نعير، حيث يعتبر “الحيد المرجاني” هناك من أكثر مناطق الشعاب المرجانية تنوعاً مقارنة بالمناطق الأخرى في الخليج العربي، وتمتد الشعاب المرجانية في الجزيرة إلى 20 متراً في عمق البحر، وكانت قد عانت في العقود الأخيرة تدهوراً شديداً بسبب العوامل الطبيعية والبشرية، نتيجة للعديد من الممارسات الخاطئة، وعليه، كان لا بد من التحرك الفوري لإعادة تأهيل المناطق الساحلية المدمرة وزيادة مساحات الشعاب المرجانية، ما مكننا من رصد 40 نوعاً من الشعاب المرجانية الأصلية.