151 شاعراً وشاعرة في أنطلوجيتين

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين

إسبانيا ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الأربعين في نوفمبر المقبل ضمن برنامج احتفائي كبير بالثقافة الإسبانية والتقاءاتها التاريخية والمرجعية بالثقافة العربية، ولعلّ الشعر بشكل خاص هو الفن الأهمّ الذي يشكل قاسماً مشتركاً وجدانياً ووجودياً بين القارئ الأسباني، والقارئ العربي، ومن باب اقتراح بعض الكتب ذات الصلة بالشعر الإسباني، وتفيد القارئ العربي في هذه المناسبة التكريمية للأدب الأسباني، رأيت، الإشارة إلى كتابين مهمّين يستحقان الحفاوة والقراءة في الوقت نفسه.. الأول: «هكذا هي الوردة = قرن من الشعر الإسباني الحديث»، وهو أنطلوجيا واسعة للشعر الإسباني في القرن العشرين وضعها قبل عامين 2018 الكاتب العراقي د. عبدالهادي سعدون، وتغطي الشعر الإسباني من العام 1900، وحتى العام 2000، ويقول د. سعدون إنه انتقى أكثر من شاعر يكتب باللغة الإسبانية إضافة إلى لغته الأم مثل شعراء كاتالونيا، وغاليثيا، والباسك.
في الكتاب نصوص لأنطونيو ماتشادو، أحد أهم الشعراء الإسبان في النصف الأول من القرن العشرين، ونقرأ أيضاً لكل من: خوان رامون خيمينيث، ورفائيل البيرتي، لوركا، وهذه نماذج معروفة بالنسبة للقارئ العربي الذي قرأ الشعر الإسباني مترجماً إلى العربية بلا أي وسيط لغوي، فهناك مترجمون محترفون يعرفون الإسبانية الأم، وجاءت ترجماتهم صافية تماماً مثل تجربة د. عبدالهادي سعدون الذي عرّفنا إلى 85 شاعراً وشاعرة في هذه الأنطلوجيا البالغة الأهمية الثقافية على المستويين: العربي، والأسباني.
د. سعدون، في كتابه الثاني: «رقة ماء يتبدّد بين الأصابع» يُعرف ب 66 شاعرة إسبانية، وهي أيضاً أنطلوجيا بانورامية معاصرة تدلنا على الروح الشعرية الأنثوية في إسبانيا إن جازت العبارة، ومن الملاحظ هنا، أن القارئ العربي عرف من خلال الترجمة الكثير من الشعراء الإسبان النجوم مثل: ماتشادو، والبيرثي، ولوركا، في حين أننا لا نعرف الكثير عن شاعرات إسبانيات تتوازى نجوميتهن مع نجومية شعراء إسبان كبار نقلوا إلى عشرات لغات العالم الحية.
أكثر من 60 شاعرة في نحو 100 عام من الكتابة نتعرّف إلى أرواح شعرية مثل: كلارا خانيس التي قرأنا لها قصائد عديدة في ملف حول تجربتها الشعرية في مجلة نزوى في العام 2008.
نقرأ أيضاً لِ: كونشا غارثيا، لويزا كاسترو، شيلو كانديل، صوفيا مارتينيث، وهذه أيضاً عرفناها في بعض الترجمات إلى العربية، غير أن أنطلوجيا الشاعرات الأسبانيات تتيح خريطة واسعة ليس للقراءة فقط، بل، تتيح أيضاً فرصة المقارنة بين هذه الأصوات الشعرية النسوية على مدى نحو قرن من الزمان كانت خلاله المرأة الإسبانية عنصراً حيوياً في ثقافة بلادها ذات الميزة اللغوية بشكل خاص المختلفة في روحها وغنائيتها الشعرية عن اللغات الأوروبية، والفرنسية بشكل خاص. اللغة التي احتكرت الأدب الغربي لسنوات طويلة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"