عادي
تجار وموردون: 25% تراجعاً في أسعارها ليلة الوقفة

أضاحي العيد.. عروض مغرية «أون لاين»

00:21 صباحا
قراءة 7 دقائق
1

تحقيق: يمامة بدوان
«اشترِ أضحيتين واحصل على هدية قيّمة، التوصيل إلى باب المنزل مجاناً، تقطيعها وحفظها في صناديق مبردة، تتبيلها وطهيها حسب رغبة المستهلك»، عبارات تشكل عامل جذب للباحثين عن الأضاحي عبر المنصات الإلكترونية التي باتت تنشط مؤخراً، قبيل حلول العيد.

«الخليج» استطلعت آراء بعض التجار الذين أكدوا على أن تنامي الطلب على الأضاحي عبر المنصات الإلكترونية جاء تجنباً للاختلاط مع الآخرين، حرصاً على سلامتهم، إلا أن ذلك لا يمنع أهمية تحري الدقة في البحث عن الأنواع والأسعار المناسبة، تجنباً لتعرضهم للغش والخداع.

وقال طلال عبدالكريم، تاجر مواش ومؤسس منصة إلكترونية لبيع اللحوم عبر «إنستجرام»، إن الإقبال على شراء الأضاحي عبر المنصات الإلكترونية في تزايد مستمر، في ظل الإجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا، وتخوف الأفراد من الاختلاط بالآخرين، إلا أن أغلبيتهم يتصفون بوعي عال، لكونهم يطرحون العديد من التساؤلات قبل الشراء، بل تكون لدى بعضهم فكرة عن الأسعار وأنواع اللحوم، لكونهم أجروا بحثاً في السوق التقليدي.

وأوضح أن أسعار الأضاحي تختلف بحسب رغبة المستهلك عند توصيلها إليه، سواء في نوعها وتقطيعها، أو تغليفها بطريقة محددة، حيث إن الأغلبية يفضلون حجزها إلى ليلة الوقفة، لعدم توفر مكان للاحتفاظ بها في منازلهم أو لمشقة الاعتناء بها وهي حيّة، إلا أن الأسعار تتراوح بين 900-1700 درهم في النعيمي، و600-1300 درهم في الجزيري، بينما يترواح سعر الصومالي بين 550-700 درهم، والأسترالي من 850-1100 درهم.

أكد عبدالفتاح البايض، تاجر لحوم، أن أسعار الأضاحي تشهد استقراراً هذا العام، بالرغم من ارتفاع أسعار الشحن عالمياً بنسبة 30%، إلا أن أغلب الأفراد فضلوا تمضية العيد في بلادهم وسط عائلاتهم، إضافة إلى المنافسة الشديدة بين التجار، والتي تصب في مصلحة المستهلكين.

ودعا المستهلكين إلى تحري الدقة قبل الشراء من منصات «الأون لاين»، ومعاينة المنتج قبل الدفع، تجنباً لتعرضهم للغش التجاري وعدم مطابقة الأضحية للشروط.

وحول تجارة الأضاحي في الأون لاين، ذكر أن منصة «إنستجرام» بشكل خاص، تشهد عروضاً مغرية للمستهلكين، تتمثل في تقديم خدمة الذبح والتوصيل إلى المنازل، وهي بلا شك تستقطب مستهلكين ليس لديهم مكان لحفظ المواشي حتى صبيحة العيد، إلا أنه في بعض الأحيان لا تتطابق المواصفات مع شروط الأضحية، وبالتالي على المستهلك معاينة المنتج قبل الدفع، كذلك الشراء من مواقع ذات مصداقية أو تعامل معها في ما سبق، تجنبا للخداع، خاصة أن الكثير من المنصات الجديدة تظهر في فترة ما قبل العيد فقط.

المعاينة قبل الشراء

في المقابل، أكد عدد من المستهلكين حرصهم الشديد على معاينة الأضحية قبل شرائها، بما تتوافق مع الاشتراطات الإسلامية، حيث أوضح أسامة البيوك، أهمية معاينة الأضحية على أرض الواقع، للتأكد من جودتها، مثل الوزن والعمر، وعدم الاكتفاء بالشراء الإلكتروني لسهولته، تجنباً للانصياع للإغراءات التي قد تكون بعيدة عن الحقيقة، وتجعل من الفرد ضحية للغش التجاري.

وقال إن الخدمات التي يوفرها بعض الباعة عبر المنصات الإلكترونية، تعد خادعة، لكونها تضلل المتسوق، وتقدم له وعوداً غير واقعية، ومع ذلك، فإن أغلبية المستهلكين يعودون للشراء من البائع ذاته في كل عام، لأنه يطلق لهم الوعود، ما يجنبهم من مشقة الذهاب إلى السوق، من خلال «كبسة زر»، مطالباً المستهلكين بالبحث عن المنصات ذات المصداقية، وليست التي تروج عن الأضاحي بأقل الأسعار وبعبارات براقة، لجذب المشترين فقط، مع ضرورة البحث في السوق التقليدي، لكونه أكثر أمناً ويمكن التعامل مع الباعة وجهاً لوجه.

كذلك الحال بالنسبة إلى رائد شهوان، الذي شدد على أن التسوق الإلكتروني شهد إقبالاً غير مسبوق خلال جائحة كورونا، لكنه لا يمنع من التوجه للسوق للبحث عن الأضاحي الملائمة والأكثر جودة، مع ضرورة عدم التقاعس إلى اللحظات الأخيرة، ما يجعل الفرد لا يملك وقتاً وبالتالي التوجه إلى أول منصة إلكترونية، ما قد يجعله هدفاً سهلاً لضعاف النفوس من الباعة.

وأضاف أن العديد من منصات «أون لاين» تتصف بالمصداقية في مواصفات الأضاحي التي تقدمها، كذلك بالخدمات التي تعلن عنها من أجل كسب ثقة المستهلك، لكن الأمر يتطلب البحث والتحقق من مصداقية البائع قبل الشراء، ما يجعل المستهلك في مأمن من الوقوع ضحية للتضليل.

أما زهير محمد، فقال إن السلوك الخاطئ للبعض يجعل من التجار ضعاف النفوس يستغلون الوضع الراهن في تضاعف الإقبال على شراء الأضاحي ليلة الوقفة، بل إن الأغلبية من المستهلكين يفضلون تجنب مشقة البحث في السوق التقليدي، والاستغناء عن ذلك عبر منصات إلكترونية، قد يتلاعب بعضها بمواصفات الأضحية، من دون معرفة الفرد.

وذكر أن تشديد الرقابة على السوق ومواقع البيع ذات المصداقية، يجعل الشراء منها آمناً، ولا يعرض الفرد للتلاعب بالسعر والنوع، خاصة انه يتم تسليم الأضحية بعد ذبحها وتقطيعها، وبالتالي فإن معرفة المستهلكين بنوعية اللحوم محدودة وتحتاج إلى خبرة.

«ديلفري» بعد 180 دقيقة

عمد بعض بائعي الأضاحي عبر المنصات الإلكترونية إلى توفير خدمات عدة لجذب المستهلكين، منها سرعة توصيل الأضحية إلى المنزل بعد 180 دقيقة من الطلب، فضلاً عن توزيعها في أكياس بشكل متساو، وتغليفها بورق هدايا خاص عليه عبارات العيد.

وأوضح أحد البائعين أن الترويج للأضاحي إلكترونياً بوسائل عدة، لا يعني التحايل على المستهلكين، لكونهم على قدر عال من الوعي والثقافة، بل إن أغلبيتهم يفضلون الدفع عند الاستلام، للتأكد من جودة اللحوم، بناء على خبرتهم في هذا المجال، ما يجعل التاجر يحرص على توفير منتج ذات جودة عالية، من أجل كسب ثقة المستهلكين.

إجراءات واستعدادات

أعلنت وزارة التغير المناخي والبيئة عن تنفيذ عدد من الإجراءات والاستعدادات، في إطار استعداداتها لموسم عيد الأضحى، وحرصاً منها على تسهيل الخدمات المقدمة للمتعاملين، بهدف تأمين احتياجات كل المقيمين على أرض الدولة من اللحوم والأضاحي السليمة، ضمن خدماتها البيطرية في المنافذ الحدودية لضمان تسريع إجراءات الحجر البيطري، منها مراجعة وتطوير إجراءات الفحص في بلدان التصدير، وتعزيز الفحص والرقابة في منافذ الدخول، وزيادة عدد زيارات المسؤولين الميدانية لمنافذ الدخول للتأكد من جاهزيتها، كذلك تعزيز قدرات مراكز الحجر بالكوادر البشرية البيطرية اللازمة، وتزويد المراكز بمنظومات الفحص المخبري اللازمة للفحص، فضلاً عن تمديد ساعات العمل للأطباء البيطريين لضمان الاستجابة وإنجاز فحص الإرساليات الواردة في أسرع وقت ممكن، وتمديد ساعات العمل في المختبرات الفرعية بالمنافذ.

مليون رأس

على صعيد متصل، أكد عدد من تجار وموردي المواشي في الدولة استعدادهم للعيد بمليون رأس من الأضاحي، وبأسعار تنافسية، مرجح أن تتراجع بنسبة 25% في ليلة الوقفة، في حال السماح باستيراد أصناف محددة من بعض البلدان.

وقالوا إن الجهات المختصة بالدولة ذللت العقبات أمامهم عبر تسهيلات، تمثلت في رفع حظر الاستيراد من الكثير من الدول العربية والإقليمية والعالمية، ما يجعل الأمر يصب في صالح المستهلكين، لوجود فائض في الكميات والأنواع، بما يناسب مختلف العائلات ودخلها.

وأوضحوا أن الغالبية من المستهلكين يرجئون شراء الأضاحي إلى ليلة الوقفة، لعدم توفر مكان في شققهم للاهتمام بالأضاحي؛ حيث يعمدون إلى حجزها لدى البائعين.

وأكد محمد عبدالله، تاجر ومورد مواشي في دبي، جاهزية السوق لعيد الأضحى، من خلال توفير شتى الأصناف والأوزان، ومن دول عدة، منها الصومال وأثيوبيا وأرمينيا وجورجيا وباكستان والهند والأردن؛ حيث إن فيروس «كورونا» لم يؤثر في حركة الاستيراد من هذه الدول، في ظل وجود اشتراطات احترازية بموانئ الدولة، لا تسمح بدخول أي شحنة أو باخرة إلا عقب خضوع طاقمها للكشف الطبي والتأكد من سلامته، كما أن وزارة التغير المناخي والبيئة، تعمد إلى حجز المواشي المستوردة في المحاجر المخصصة لها، للتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض المعدية.

وأشار إلى أن أكثر أنواع الأضاحي المتوفرة بالسوق هي من الصومال وأثيوبيا بإجمالي 150 ألف رأس، يليها من الهند بإجمالي يتراوح من 20-30 ألف رأس، إضافة إلى النوع المحلي لدى مزارع المربيين، في حين تتراوح أسعار الأضاحي من 450-650 درهماً للنوع الصومالي والأثيوبي، فيما يتراوح المحلي وتحديداً النعيمي والنجدي من 1200-1600 درهم.

وشدد على أنه في حال السماح باستيراد الأغنام الجزيرية من إيران، فإنه متوقع انخفاض سعر الأضاحي بنسبة 25%، في ظل وجود فائض من الكميات تلبي حاجة السوق، ما يصب الأمر في صالح المستهلكين أنفسهم، خاصة الذين ينتظرون شراء الأضاحي في اللحظات الأخيرة كما هو حال كل عام.

تجاوز العقبات

بدوره، قال خالد الظاهري، تاجر مواشي، إن إجمالي ما سيتوفر بالسوق خلال الفترة المقبلة، والتي تسبق عيد الأضحى من 500 ألف إلى مليون رأس من المواشي المستوردة والمحلية، وهو ما يزيد على حاجة السوق، في ظل جهود وزارة التغير المناخي والبيئة، تم تجاوز عقبات كبيرة وتوفير تسهيلات مثل رفع حظر الاستيراد من دول معينة، منها مصر، جورجيا، أوكرانيا، البوسنة، صربيا، وغيرها.

وتابع إن أسعار الأضاحي تتراوح من 900-2000 درهم، كما أن أوزانها تتراوح من 35-60 كيلوجراماً، بما يناسب رغبات وأذواق المستهلكين وثقافاتهم المختلفة؛ حيث بدأت الحركة الشرائية تنشط في السوق، إلى جانب حجز الغالبية للأضاحي، لعدم توفر مكان لها في شققهم ومنازلهم، إلا أنه من المتوقع تضاعف الإقبال على الشراء في ليلة الوقفة.

وأوضح أن هناك فئة من المستهلكين تفضل تسوق الأضاحي عبر المواقع الإلكترونية ذات المصداقية، نتيجة تعاملهم معها فيما سبق، وتجنبا للاختلاط مع الآخرين بسبب فيروس «كورونا».

معاينة وحجز

أما بالنسبة لعادل غزال، تاجر مواشي، فأوضح توفر الأضاحي بما يفوق حاجة المستهلكين لفترة العيد، وبأسعار تلائم مختلف العائلات ودخلها؛ حيث يستقبل يومياً شحنة من 5 آلاف رأس، إلا أن الإقبال على الشراء لا يزال طفيفاً، خاصة مع انتظار الغالبية للأيام القليلة التي تسبق العيد، لعدم توفر مكان يلائم الاهتمام بالأضحية، أو رغبة المستهلكين بالتسوق عبر «أون لاين» لسهولة الأمر لديهم.

وذكر أن العديد من المستهلكين يبحثون في السوق لأجل معاينة الأضاحي من حيث النوع والوزن، للتأكد من ملاءمتها للشروط الشرعية؛ بل ويلجأ الغالبية إلى حجزها لدى البائع، إلى حين موعد حلول العيد.

وأكد أنه على الرغم من منع الهند لتصدير الأضاحي بسبب «كورونا»، إلا أن السوق المحلي وفر بدائل، خاصة من جورجيا وأرمينيا وإيران والصومال وغيرها، ما جعل الأسعار مستقرة، فضلاً عن توافر الكميات كما هو حال كل عام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"