أجندة الإمارات الإنسانية

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

في كل مرة تضرب الإمارات المثل والنموذج لحكمة قيادتها وسلامة خياراتها، وكان عيد الأضحى المبارك مناسبة في هذا السياق، وأجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اتصالات هاتفية مع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية، تجاوزت تبادل التهاني إلى البحث في المستجدات الجارية والتحديات القائمة، وأهمها التنسيق والتكامل لمواجهة الجائحة الصحية التي سببها فيروس كورونا.

من فضائل مناسبة دينية في أيام مباركة كعيد الأضحى، أنها فرصة للتراحم بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية، ومدعاة لتدبر الأحوال ووضع الخطط العملية المناسبة لتأمين الخير والرفاه للجميع. ولأن الأوضاع العامة ليست طبيعية، كما هو مألوف، وهناك شعوب عربية تعاني تبعات خطرة لتفشي الوباء، كانت الإمارات خير سند لأشقائها، وسارعت  بحكم الواجب والأخلاق والقيم  إلى تقديم العون والمساعدة بإرسال ملايين الجرعات المضادة لكورونا، ووضع خبراتها الرائدة في مكافحة الجائحة تحت تصرف الجميع دون تفريق أو تمييز، ففي مثل هذه المحن تتبين معادن القيادات والدول، ويلاحظ ذلك جلياً من خلال شهادات الإكبار والتقدير من شعوب شقيقة لمساعي الإمارات الخيّرة، ولما أبدته من استجابة سريعة وتلبية أخوية صادقة لن تُمحى من الذاكرة وستظل تضيء طريق الخير.

وفي زمن الجوائح ليس هناك أفضل من عمل صالح يسهم في إنقاذ الأرواح، ويزرع الأمل ويبعث الطمأنينة في مجتمعات أرهقها اليأس.

تونس البلد العربي العزيز الذي يمر بظرف صحي صعب، وصلتها يد الإغاثة الإماراتية خالصة النية والفعل، وكان وصول نصف مليون جرعة من اللقاح بعد ساعات من الإعلان عنها، موضع ترحيب عبر عنه الرئيس قيس سعيّد لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، في مناسبتين على الأقل، وأشادت به فعاليات سياسية واجتماعية تونسية تقدّر الإمارات حق قدرها، وتعرف نزاهة سياستها وحرصها على الفعل الإنساني السامي ودفاعها عن الحق في الحياة للجميع. 

أما ليبيا البلد العربي الآخر الذي يسعى إلى الخروج من دائرة الفوضى المدمرة، فكان أيضاً على الأجندة الإنسانية للإمارات، بوصل شحنات من الأضاحي إلى محدودي الدخل في مدينة غات الصحراوية، وهي جزء من مسار إغاثي تقوم به هيئة الهلال الأحمر نصرة للأشقاء في ما يمرون به من محنة. ومثلما حدث مع تونس وليبيا، هناك عشرات الدول تلقت ومازالت تتلقى الدعم والرعاية من الإمارات وأذرعها الإنسانية المختلفة، وهي أعمال ستبقى بلا شك، طيبة الأثر.

غاية الإمارات مما تقدمه من غوث ومساعدات ومبادرات هي المساهمة في بناء مجتمع إنساني أكثر تراحماً وعدالة، إيمانا منها بأن القضاء على نوازع الشر يبدأ بالعمل على إشاعة الخير بين البشر، وأن التمنيات من دون أفعال تبقى مجرد أقوال بلا معان. ومهما كانت التحديات كبيرة والمسؤوليات جسيمة، فإن القادم يمكن أن يكون أفضل، وهذا ما تؤمن به الإمارات وتصمم عليه قيادة وشعباً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"