هذا هو حال الأمة!

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

حافظ البرغوثي

سوريا في مكانك سر، لا جديد في المقتلة الكبرى المستمرة، و«داعش»  تقض مضاجع ما تبقى من أمن يضاف إليها الوجود التركي ثم الحماية الأمريكية لميليشيات «قسد» التي بدأت في استهداف القبائل العربية في شرق الفرات الغني بالنفط. 

ويكاد الفرات أن يجف بفعل حجب المياه من المنبع التركي.

 لبنان يعيش مرحلة هي الأسوأ منذ استقلاله، من حيث الفقر وتمترس الطبقة الحاكمة التي نهبت أمواله وتصر على البقاء في حكمها، فيما يصرخ الجيش اللبناني طالباً الدعم الدولي ليبقى صمام أمان في هذا البلد الطيب الذي نهشته الذئاب، بينما تستعد فلول «داعش» لتحريك الشمال. وعلى مبعدة من لبنان يئن العراق تحت ظلام انقطاع الكهرباء وإرهاب «داعش» وظلم الميليشيات بينما نفطه يضىء العالم ويعاني جنوبه الجفاف بفعل حبس إيران لروافد دجلة والفرات .

 وهناك في الأردن الذي احتبس عنه الدعم الأمريكي بسبب رفضه أن يكون وطناً بديلاً لفلسطين استطاع أن يعيد علاقاته مع الإدارة الأمريكية الجديدة. 

وفي فلسطين ترفض السلطة أن تغير ما فيها حتى لا يغيرها آخرون، وقد باتت على شفا الإفلاس المالي والسياسي إلا إذا حدثت معجزة.

  وعرب 48 الذي هبوا دفاعاً عن المسجد الأقصى وجدوا أنفسهم في عين الإعصار الإسرائيلي العنصري، كما وجدت القدس نفسها وحيدة بعد هبّتها المجيدة .

   وهناك في أقصى بلاد المغرب نجد من يطالب في الأمم المتحدة بمنح حق تقرير المصير لبعض السكان، بينما دول الغرب تدفع ب«داعش» إلى حدود الجزائر من مالي والنيجر وتشاد وليبيا . أما تونس فتشهد أكبر موجة كورونا دون علاج واقتصادها يتحول إلى أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها على يد «الإخوان». بينما يعيد أمراء الحرب والميليشيات في ليبيا الوضع إلى المربع الأول نحو الاقتتال .

  أما السودان الذي تسوده تمردات عرقية وقبلية متتالية فهو مهدد بالعطش بفعل تداعيات سد النهضة كما مصر.

   وفي شبه الجزيرة العربية هناك حرب اليمن التي لا حلول قريبة لها بسبب أطماع الحوثيين.. وفي مثل هذا المشهد الذي لا نجد له مثيلاً في التاريخ قد يقال إنه ما من أمة شهدت في تاريخها مثل هذا التشرذم والهوان . أمة يُضحَّى بها منذ عقود قرابين على مذابح  الغرب والشرق وما من بارقة أمل في الأفق.. فهل من معتبر؟!

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"