عادي

خضراء ولكن..!

19:58 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

تزداد أعداد السيارات الكهربائية على طرق العالم بوتيرة متسارعة، مسجلة رقماً قياسياً العام الماضي. وقد يبدو أن هذه أخبار جيدة؛ حيث يحاول العالم أن يفطم نفسه عن الوقود الأحفوري الذي يدمر المناخ. ولكن مع ازدياد شعبيتها، يتساءل البعض عن مدى صداقة السيارات الكهربائية للبيئة.
تعتمد المركبات الكهربائية على بطاريات الليثيوم أيون القابلة لإعادة الشحن للتشغيل. وقال الخبراء: إن عملية صنع هذه البطاريات، من استخدام المواد الخام للتعدين مثل الكوبالت والليثيوم، إلى الإنتاج في المصانع الضخمة، وصولاً إلى النقل، هي عملية كثيفة الاستخدام للطاقة، وواحدة من أكبر مصادر انبعاثات الكربون من السيارات الكهربائية اليوم.
كما أن شحن البطارية يأتي مباشرة من الشبكة الكهربائية، والتي في الأغلب تعمل بالوقود الأحفوري. وهناك إشارات استفهام كثيرة حول كمية الطاقة المستهلكة في تصنيع السيارات الكهربائية نفسها، مقارنة بالسيارة التقليدية.
فهل السيارات الكهربائية أكثر اخضراراً؟ الإجابة المختصرة هي نعم، ولكن إمكاناتها الخضراء الكاملة لا تزال بعيدة عدة سنوات. ويتفق الخبراء اليوم على أن السيارات الكهربائية تخلق بصمة كربونية أقل على المدى الطويل، مقارنة بالسيارات والشاحنات التي تستخدم محركات الاحتراق الداخلي.
وأوضحت الدراسات: إن الفوائد الكاملة للمركبات الكهربائية لن تتحقق إلا بعد أن تصبح مصادر الكهرباء متجددة، وقد يستغرق الأمر عدة عقود حتى يحدث ذلك.
في الوقت الحالي، ينبعث من السيارة الكهربائية في الولايات المتحدة نحو 200 جرام من ثاني أكسيد الكربون لكل ميل، ومن المتوقع، من خلال تنظيف الشبكة الكهربائية، أن تقل الانبعاثات بنسبة 75 %، إلى نحو 50 جراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل ميل في عام 2050.
وتنبعث من السيارة الهجينة أيضاً نحو 275 جراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل ميل، ومن المتوقع أن تراوح انبعاثاتها بين 160 جراماً إلى 205 جرامات خلال نفس الفترة.
إن إزالة الكربون هي عملية تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري. ومن المتوقع أن تؤدي الجهود المبذولة للحد من التلوث في مختلف الصناعات إلى تقليل التأثير البيئي لإنتاج المركبات الكهربائية وشحنها بمرور الوقت.
ويتفق الخبراء على أن الانتقال من السيارات التي تعمل بالبنزين أو الديزل إلى السيارات الكهربائية ليس حلاً سحرياً للحرب العالمية ضد تغير المناخ. ويجب أن تسير العملية جنباً إلى جنب مع التغيير المجتمعي الذي يشجع على زيادة استخدام وسائل النقل العام وأنماط السفر البديلة، بما في ذلك الدراجات والمشي.

سي إن بي سي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"