عادي

«كورونا» وعمالة الشباب

21:01 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

انخفضت عمالة الشباب بنسبة 8.7 % في عام 2020. وبالنسبة للأكبر سناً من البالغين، كان الانخفاض في التوظيف أقل حدة، حيـــث سجــل 3.7 %، ما يوضح العواقب الاقتصادية الكبيرة التي خلّفها وباء كورونا على الجيل الحالي من العمال.
كانت الضربة الاقتصادية التي لحقت بالاقتصاد العالمي في عام 2020 أعمق بكثير من تلك التي حدثت عام 2009، في أعقاب الأزمة المالية العالمية، وطالت الآثار السلبية جميع أنحاء العالم. وفي إبريل/نيسان من العام الماضي، شهدت الولايات المتحدة على سبيل المثال أعلى معدل بطالة، عند 14.8 %.
ويظهر التحدي المتمثل في الحرمان الاقتصادي للشباب في تقرير المخاطر العالمية لعام 2021 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي صوّر شباب اليوم على أنهم يتحملون بالفعل ندوب أزمة مالية استمرت عقداً من السنين، ونظاماً تعليمياً عفا عليه الزمان، وأزمة مناخية مترسخة، فضلاً عن العنف في العديد من الأماكن.
ووفقاً لمنظمة العمل الدولية، فإن آثار الضرر الاقتصادي الذي خلّفته الجائحة جرّاء عمليات الإغلاق عالمياً وتدابير الاحتواء الأخرى، ولا سيما في الربع الثاني من عام 2020، كانت واسعة الانتشار. وتشير التقديرات إلى أن الناتج الإجمالي المحلي في الاقتصادات الناشئة والنامية قد انخفض بنسبة 2.2 % في عام 2020، مقارنة بانخفاض بنسبة 4.7 % في الاقتصادات المتقدمة. كما انخفض عدد ساعات العمل بسبب «كوفيد-19» بما يعادل فقدان 255 مليون وظيفة بدوام كامل حول العالم. ولم يقتصر الأمر على معاناة الشباب أكثر من البالغين، ولكن الشابات تضررن بشدة أيضاً من البطالة أثناء الوباء.
وبيّنت أرقام منظمة العمل الدولية، استناداً إلى عينة من 58 دولة، انخفاض التوظيف بنسبة 11.2 % للشباب، و13.9 % للشابات في الربع الثاني من عام 2020. وكانت المعدلات داخل الاقتصادات متوسطة الدخل الضعف تقريباً. كما أشارت البيانات التقديرية القادمة من الولايات المتحدة، والتي وصّفت الوضع بـ «الركود المعتدل»، إلى خسارة تراكمية تعادل 60 % من أرباح عام كامل.
يتطلب حل هذه السيناريوهات فهم تقاطع ظروف الأشخاص، وبحسب منظمة العمل الدولية، فإن الحلول ذات الحجم الواحد لن تناسب الجميع عندما يتعلق الأمر بالتخطيط لاستعادة فرص العمل للشباب. وتوصي المنظمة بسلسلة من المبادرات والتدخلات التي تحركها السياسات للمساعدة في تغيير الأمور. ومنها تشجيع فرص العمل الجديدة، وريادة الأعمال، مع التركيز على الشباب الأكثر هشاشة وحثهم على العمل. ومن المهم أيضاً استمرار منظومة التعليم والتدريب لسد أي فجوات في المهارات لدى الشباب قد تكون نشأت بسبب الاضطرابات أثناء الوباء. وترى المنظمة أن إعادة دمج الشباب، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية لهم، وحماية حقوق العمال، سيجعلهم أقل عرضة للبحث عن فرص كسب المال، وسيشعرون بأن لديهم صوتاً مسموعاً في مكان العمل وخارجه.
المنتدى الاقتصادي العالمي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"