معدن أصيل

00:29 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

الأزمات عادة تظهر معادن الرجال، وقيادتنا الرشيدة بمعدنها الأصيل، اللامع بأفعال الخير، تحمل لواء إغاثة الإنسان في مشارق الأرض ومغاربها، ومن أقصاها إلى أدناها، تحمل همومه وتعمل جاهدة على التخفيف من وطأتها، لا تنظر إلى العرق، ولا تلتفت إلى الديانة، غايتها نجدة الملهوف، ومساعدة الدول التي وجد أفرادها أنفسهم في مواجهة مباشرة مع كوارث، ليس بمقدورهم وحدهم كف بلائها وأخطارها. 
الخير سمة إماراتية، نثر بذوره في أرضنا الطيبة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فأينعت غرساً مباركاً، وقيادة حكيمة، تشربت توجيهات القائد المؤسس ورؤاه وأفكاره، وجعلت منها نبراساً، لتقديم يد العون للجميع، وهو ما ظهر جلياً خلال جائحة «كورونا»؛ حيث كانت «دار زايد» من أوائل الدول الداعمة للمبادرات الإنسانية خلالها، لتشكل مساعداتنا الإنسانية 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتعثرة.
هذه هي إمارات الخير التي تحمل همّ الإنسان داخل حدود الوطن وخارجه، امتدت يدها البيضاء إلى 135 دولة ب 2154 طناً من المساعدات الطبية والأجهزة التنفسية، وأجهزة الفحص ومعدات الحماية الشخصية والإمدادات، عبر 196 رحلة جوية، ناهيك بإنشاء 6 مستشفيات ميدانية في السودان، وغينيا كوناكري، وموريتانيا، وسيراليون، ولبنان، والأردن، وتجهيز عيادة متنقلة في تركمانستان، والتبرع ب 10 ملايين دولار مساعدات عينية.
عمل الخير، ليس جديداً على الإمارات، التي فطر شعبها على مساعدة الملهوف وكل محتاج؛ فسجلّنا حافل بالعمل الإنساني، بصفحات رصّعتها أيادٍ بيض امتدت لتقديم المساعدة والعون لكل شعوب العالم، ما خوّلها التربع على عرش أكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية، قياساً إلى دخلها القومي لسنوات عدّة، وهو ما يعدّ نتاجاً طبيعياً للطريق الذي خطته لنفسها واهتمامها بالعمل الخيري، وتوظيفها كل إمكاناتها المادية والبشرية لتعزيز مجالاته المختلفة. 
صرح خير الإمارات الذي وضع لبنته الأولى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، يزداد بنيانه قوة ورسوخاً، في ظل قيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومبادرات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي أسهمت بشكل كبير في ترسيخ مكانة العمل الخيري الإماراتي، حتى أمسى الخير والعطاء سمة «دار زايد». 
وهذا النهج لم يكن وليد حالة معيّنة أو حدث ما.. بل هو ينبوع يتدفّق وسيستمرّ، ما دامت القيم الأصيلة والخيّرة هي الأساس.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"