قصر الوطن.. نهضة وطن

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

يعد قصر الوطن واحداً من أهم المعالم الحضارية والثقافية والتاريخية التي تحكي عن نهضة وطن لم يتجاوز عمره الخمسين، ويؤرخ التاريخ المجيد لدولة الإمارات التي شقت طريقها بسلام وبمبدأ الاتحاد قوة ليعم الخير الوفير على جميع ساكني هذه الأرض الطيبة.

 يأتي بناء هذا الصرح المعماري احتفاءً بإنجازات الآباء المؤسسين وتقديراً لجهودهم وتماشياً مع النظرة الاستشرافية لحكومة الإمارات التي تسهر على تنمية الوطن وازدهار المواطن، وحفظاً على التاريخ وتوثيقه للأجيال القادمة، ومد جسور التواصل الحضاري بينها وبين جميع الثقافات.

يهدف قصر الوطن الذي يقع ضمن مجمع قصر الرئاسة في العاصمة أبوظبي والذي يمتد على مساحة 380 ألف متر مربع إلى المساهمة في تعزيز التواصل الحضاري والإنساني وتحقيق التلاحم الوطني والمجتمعي ونشر الوعي والمعرفة بين أفراد المجتمع والزوار وكل المهتمين بتاريخ دولة الإمارات ومراحل تأسيسها، وأبرز ملامحها التراثية والإبداعية وإرثها الثقافي والإنساني وإسهاماتها القيمة وإنجازاتها في القطاعات كافة محلياً وعربياً ودولياً، وعلاقاتها الدبلوماسية والاستراتيجية الطيبة مع الدول الصديقة والشقيقة من خلال عرض الهدايا الرئاسية المقدمة إلى الدولة. 

يضم القصر عدداً من الأجنحة المميزة التي تبعث على الفخر والاعتزاز بما وصلنا إليه مثل قاعة روح التعاون التي صممت بشكل دائري متدرج، والمخصصة لاستضافة اللقاءات والاجتماعات الرسمية والقمم الرئاسية والوزارية المهمة والجلسات الدورية للمجلس الأعلى للاتحاد، وجناح بيت المعرفة الذي يعرض مجموعة من الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على ملامح الحضارة العربية، وجناح المائدة الرئاسية الذي يعكس قيمنا المتمثلة في إكرام الضيف وحسن الضيافة الإماراتية.

ومكتبة قصر الوطن التي تضم أبرز الكتب والمخطوطات ومن بينها 1900 كتاب نادر. 

 إلى جانب العديد من العروض والفعاليات التفاعلية التي تنظم في قصر الوطن تزامناً مع المناسبات الوطنية، ما يجعله وجهة كاملة ومكاناً نموذجياً لزيارته مع عائلاتنا وأبنائنا من الجيل الجديد قادة المستقبل وأصدقائنا من كافة أقطار العالم في هذا الصيف وفي كل المواسم. 

وهنا نستحضر واحدة من الروائع الشعرية التي قالها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه - والتي تذكرتها فور دخولي لقصر الوطن .. حيث اختصرت أبيات القائد المؤسس كل ما رأيته في قصر الوطن: 

دنيا محلا وطرها

                        فيها زهت الأنوار

كثر الخير وشجرها

                       وتوفرت الأثمار

يا ها السعد وغمرها

                      من والي الاقدار

عم البر وبحرها

                     وفاضت بها الأنهار

تتوافد لقطرها

                   عالم من الزوار

تتفسح في شجرها

                   وورودها والأزهار

فيها المها مكثرها

                  وريومها والأمهار

وختاماً لا يسعني إلا أن أشكر جميع فرق العمل المساهمة والداعمة لازدهار هذا الصرح الذي نباهي به دول العالم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية إماراتية وكاتبة، وباحثة وخبيرة في الاتصال الاستراتيجي. حاصلة على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة زايد، شغلت منصب مدير إدارة الاتصال الحكومي في عدد من الجهات الحكومية منها المجلس الوطني للإعلام، وزارة الطاقة، ووزارة العدل. عملت أستاذة جامعية في كلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة زايد. أصدرت كتابها الأول "هويتنا الإعلامية .. من صحيفة الفريج إلى الصحافة العالمية" في العام 2011.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"