عادي
فهم جديد للعمارة والطبيعة

معارض تتأمل الوجود الإنساني في «الشارقة للفنون»

00:05 صباحا
قراءة 3 دقائق
2403

الشارقة: «الخليج»
تنظم مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامجها لصيف 2021 مجموعة من المعارض الفنية التي تستمر حتى 1 أكتوبر/ تشرين الأول، بينها معرضا «عندما أحصي لا أحد إلا أنت» و«المطر سيكون رصاصاً إلى الأبد» وهما من تقييم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، ويتضمنان أعمالاً مختارة من المعارض السابقة أو من تكليفات خاصة لبيناليات الشارقة، بالإضافة إلى مقتنيات حديثة لم تعرضها المؤسسة بعد، لكلّ من: فريدة لاشاي، رشيد أرائين، ماندي الصايغ، إيمان عيسى، فرهاد مشيري، ربيع مروة، براجكتا بوتنيس وناري وارد، إيتيل عدنان، سيمون فتال، ولالا روخ، إلى جانب مجموعة مختارة من منحوتات وأعمال ورقية تم اقتناؤها حديثاً للفنان شوقي شوكيني.

من المعارض أيضاً هناك سلسلة من الأعمال الفردية لفنانين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، ومعارض دولية تنظم بالتعاون مع عدد من المؤسسات الفنية حول العالم، وعدد من الفعاليات السنوية التي تسلط الضوء على أعمال الفنانين وصناع السينما والناشرين المحليين والدوليين.

يضم برنامج الصيف النسخة الثالثة من معرض «الشارقة- اليابان» ويقام تحت عنوان «هدوء غامر: السكينة والعزلة والاتصال في العمارة اليابانية» ويستكشف الدور الحميمي الذي تلعبه العمارة في حياتنا، من خلال أعمال بعض أهم الفنانين والمعماريين اليابانيين الذين استخدموا المفاهيم التقليدية لتكوين فضاءات فعلية يتردد فيها صدى الحديث والمعاصر، مستعرضين أفكاراً تحضر في هذه الأوقات العصيبة للجائحة التي جعلت من البقاء في المنزل «واقعاً جديداً»، وخلخلت اتصال الناس بعالم خارجي يبدو مثقلاً بالصعوبات والمخاطر والكثير من الاحتمالات المجهولة، ليكون المعرض بمثابة تأمل في احتمالات الحياة الجديدة وأنماط الوجود الإنساني، وسعياً لإغناء سبل العيش الإنتاجية والفكرية، واستيعاب الخيار بين العزلة والإقصاء والاتصال.

حديقة مائية

من التصاميم المعمارية التي اشتملها برنامج الصيف في المؤسسة، برزت التجربة اليابانية، التي تجمع بين الحداثة والجماليات التقليدية، من خلال مجموعة من أبرز المصممين المعروفين على مستوى العالم، فهناك جونيا إيشيجامي وتصميمه حديقة مائية، الذي يجيء ليبرز فهمه في تحدي المنهجيات القائمة في الهندسة المعمارية، ويقترح من خلالها بدائل تتخطى النظم الثابتة في العمارة، وتصاميمه جاءت بأسلوب يهدف إلى الحد من خطط قطع الأشجار في غابة مخصصة كموقع لفندق جديد على سفوح جبل ناسو في اليابان، وقد استغل إيشيجامي تراكم الطبقات الناشىء عن التطور التاريخي لبيئة الموقع، فحول المرج إلى مناظر طبيعية لحقل الأرز، بصورة متداخلة مع الغابة المغطاة بالطحالب.

الريف الياباني

أما توجو مورانو الذي عرف بمقارباته الحداثوية في التصميم، وفلسفته المعمارية القائمة على أسلوب سوكيا الياباني، فيولي اهتماماً بالغاً بالتفاصيل والمواد ونسب توزيعها.

في السابق تولى في عام 1974 مسؤولية ترميم دار الضيافة (قصر أكاساكا سابقا) وهو أول مبنى حديث يتم اختياره ككنز وطني.

ويشارك توجو في المؤسسة، بتصميم يعرض لمتحف ياتسوجاتي للفنون، في الريف الياباني، واختار منطقة تقل فيها الأشجار، ووضع المخطط المعماري متجنبا الإخلال بالطبيعة المحيطة، واستخدم الكثير من التفاصيل في السقف والجدران والمواد، كما عكس البيئة الطبيعية لهذا المتحف من جهة مساقط الإضاءة، وما يحيط بالمتحف من نباتات وأشجار.

وتضمنت قائمة المعارض أيضا سلسلة من الأعمال التي نظمت ضمن برنامج الخريف، وبينها: «الوجه الآخر للصمت» لهرير سركسيان، ويقام في الفترة بين 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 و30 يناير/ كانون الثاني 2022، وهو أول معرض استقصائي لأعمال الفنان التي تستكشف الطرق العديدة المستخدمة في سرد التواريخ المتنازع عليها عبر الصورة.

والمعرض ينظم بالتعاون مع «الشارقة للفنون» وجاليري بونييه كونستال في ستوكهولم، وبونيفانتن في ماستريخت، وهو الأكبر من نوعه لأعمال الفنان حتى تاريخه، حيث يوظف سركسيان الأساليب الفوتوغرافية في استحضار المناظر التي تكشف النقاب عن الصدمات التاريخية، وتعتمد أعماله على الذاكرة الفردية والجمعية، وهي تخوض في القصص التي تعجز السجلات والمصادر الرسمية عن روايتها، كما تتيح للمشاهد التفكير في الجوانب الشكلية للصورة، وتقييم احتمالات ما هو كامن تحت سطحها.

توثيق أدبي

يضيء معرض «كائنات وافدة» لمجموعة أوتوليث على التزام الفنانين الثابت بالعمل على خلق خيال علمي موازٍ للحاضر، عبر الصورة والصوت، بينما تحاكي الأفلام ومقاطع الفيديو بما فيها من بعد نظري، وتوثيقي أدبي شعري وروائي، الأزمات العالمية للرأسمالية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"