شراكة الإمارات والنمسا

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى فيينا، ستضع علامة فارقة في مسيرة الصداقة والتعاون الممتدة منذ نحو نصف قرن بين الإمارات والنمسا، وستتيح للجانبين فرصاً أكبر لتعزيز التكامل وخلق فرص جديدة للشراكة في شتى المجالات، بما يحقق فوائد متبادلة للبلدين الصديقين، ويعزز من دورهما إقليمياً ودولياً في نشر قيم السلام والتعايش والتعلق بالمستقبل.

سمعة الإمارات الطيبة والنجاحات التي تحققها في مختلف الميادين، أصبحت حديث الدول والعواصم. وحكمة قيادتها في مواجهة التحديات واستكشاف فرص المستقبل باتت مضرباً للمثل ومصدراً للإلهام. 

وكان الترحيب النمساوي الحار بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خير دليل على التقدير العالمي الكبير لدولة الإمارات، وقد عبر عن ذلك المستشار سيباسيتيان كورتس، بقوله، إن «زيارة ولي عهد أبوظبي مصدر سرور وشرف عظيم لنا»، وهذا الاعتراف من دولة عريقة كالنمسا، يؤكد مكانة الإمارات الراسخة في خريطة العالم، ودورها الريادي في العمل الصالح مع المجموعة الدولية في مختلف القضايا.

هناك كثير من نقاط الالتقاء والتوافق بين الإمارات والنمسا، منها عمل البلدين على الارتقاء بعلاقاتهما الاقتصادية إلى مرتبة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، عبر تنمية أطر التعاون التجاري والاستثماري في مجالات الاقتصاد الرقمي، وتكنولوجيا المعلومات والخدمات اللوجستية والطيران المدني والمياه والطاقة المتجددة، بما يسهم في مكافحة الاحتباس الحراري وحماية المناخ. 

واستشرافاً للارتقاء بالعلاقات إلى فضاءات أرحب، شدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على أهمية التعاون في مجال التعليم الجامعي والأكاديمي والبحوث العلمية بين الإمارات والنمسا، إيماناً منه بأن العلم هو ضمانة المستقبل وحصن الأجيال المقبلة، ويساعد في نشر قيم التسامح والتعايش، لا سيما أن البلدين (الإمارات والنمسا) يؤمنان بضرورة محاربة الإرهاب والتطرف والكراهية، ويرفضان بشدة، كل أشكال العنف والترويع. وقد كان للإمارات موقف حاسم في التضامن مع النمسا بعد هجوم فيينا الإرهابي في الثاني من نوفمبر الماضي، وهو حدث نبه أوروبا إلى تهديدات كبيرة، ودفع النمسا إلى اتخاذ إجراءات رادعة تشمل ملاحقة كل الأطراف التي تساند الإرهاب تنظيراً وتمويلاً. 

وقد أشادت الإمارات بتلك التدابير المنسجمة مع مواقفها الثابتة في مكافحة الإرهاب واجتثاثه لحفظ أرواح الأبرياء وحماية المجتمعات، خصوصاً في هذه المرحلة من عمر البشرية.

في ظل جائحة كورونا، بدأت العلاقات الدولية تأخذ أبعاداً جديدة فرضتها جملة من المتغيرات، وقد كان هذا التحدي حاضراً في مباحثات ولي عهد أبوظبي في فيينا حول الجهود المبذولة للتضامن والتعاون لاحتواء التداعيات الاقتصادية والاجتماعية. 

والإمارات عندما تنخرط في هذا الفعل الدولي، فهي مدفوعة بتجربتها الفريدة في التصدي للجائحة، وأيضاً بجهودها الإنسانية التي لا تتوقف في توفير اللقاحات، وتقديم الدعم الصحي للدول الفقيرة، من أجل أن تكون الفائدة عامة والتعافي للجميع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"