إجراءات بكين الصارمة بحق شركات التكنولوجيا.. وضرورة الأمن السيبراني

02:16 صباحا
قراءة 3 دقائق

* بيتر جارنري

حققت سلّتا أسهم رئيسيّتان فقط أداءً أفضل من توقعات مؤشر «مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال»، ما يسلط الضوء على المشكلات التي واجهتها عدّة جيوب نموّ في يوليو بالرغم من انخفاض أسعار الفائدة. وبرز الأمن السيبراني بوصفه السلّة الأفضل أداءً، وارتفعت أسهمه بنسبة 5.1% مدفوعاً بقوّة الطلب والمعنويات الإيجابية نتيجة الأخبار المتعلقة بتوقيع إدارة بايدن على أمر تنفيذي بشأن الأمن السيبراني. بينما كانت سلّتنان من أسهم القطاعات الاستهلاكية والتكنولوجية الصينية الأسوأ أداء، وانخفضت بنسبة 11.9% من جرّاء حملة الإجراءات الصارمة التي تعرّض لها قطاع التعليم الربحيّ وقطاع التكنولوجيا بشكل عام، في إطار رغبة الدولة في تعزيز تكافؤ الفرص والتوجّه نحو تقنيات أخرى في مجالات الطاقة المتجددة وأشباه الموصلات.
 وشهد أداء سلالنا من الأسهم الرئيسية، تراجعاً في يوليو، حيث كان أداؤها جميعاً أسوأ من توقعات «مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال» للأمن السيبراني، وظهر إعراض عن الأسهم الرئيسية المعروفة بفعل مخاوف من انخفاض النمو المرتبط بالمتغير«دلتا»، السلالة الجديدة وشديدة العدوى من فيروس «كورونا» المستجد. ومن غير المعتاد أن تتراجع العديد من سلال النموّ لدينا بالرغم من انخفاض عائدات السندات الأمريكية المستحقة لأجل 10 سنوات في يوليو بمقدار 25 نقطة أساس، والذي كان يؤدي عادةً إلى رفع هذه الجيوب. ويؤكد ذلك ارتفاع مدى التأثير الراهن للمخاوف الأساسية بشأن النمو الاقتصادي قياساً بالانخفاض الطفيف لمعدل الحسومات على التدفقات النقدية.
 وتمثلت أكثر الأخبار أهمية هذا الشهر في الإجراءات الصارمة التي فرضتها الصين على نظامها التعليمي الربحي والإجراءات المماثلة على القطاع التكنولوجي بهدف تحسين المنافسة والحدّ من إساءة استخدام بيانات الخصوصية من قِبل شركات التكنولوجيا العملاقة، وتوجيه الاقتصاد بعيداً عن منصّات التكنولوجيا نحو التقنيات التي تلبي الاحتياجات البيئية وتسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بأشباه الموصلات وغيرها من التقنيات الرئيسية الأخرى.
 وتتجه الصين نحو التخلي عن النموذج السابق الذي يسعى لتحقيق النمو الاقتصادي بأي ثمن، اقتداءً بنجاح الولايات المتحدة الأمريكية وهونج كونج باتباع النموذج الألماني مع تركيز أكثر عمقاً على مجموعات التكنولوجيا المتطورة التي تعمل معاً وفق مبادئ تقييد الاستهلاك. كما يؤثر المسار الجديد في الاكتتابات العامة الأولية الصينية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تسبّب بانخفاض بنسبة 11.9% في سلّتنا من أسهم القطاعات الاستهلاكية والتكنولوجية الصينية في يوليو من جرّاء إعادة ضبط المستثمرين الأجانب لمدى انكشافهم على الأسواق الناشئة والصين.
 وتفرّد الأمن السيبراني في يوليو بكونه الرابح الأكبر، وارتفعت أسهمه بنسبة 5.1% بفضل المعنويات الناشئة عن الأخبار الإيجابية وزخم قوّة الأرباح في هذا القطاع، إذ وقّع بايدن يوم الأربعاء الماضي أمراً تنفيذياً يهدف إلى رفع سوية الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية في مجال الأمن السيبراني، وضمان استعدادها للتصدّي للهجمات الإلكترونية التي كان آخر ضحاياها شبكة خطوط الأنابيب الخاصة بشركة «كولونيال بايبلاين»، والتي تعتبر من أهم البنى التحتية الأمريكية.
أرباح راسخة في الربع الثاني من العام مع بعض المخاوف المتعلقة بالسلع الأساسية.  تخطّت الشركات ذات رأس المال الضخم التوقعات، ما أدى لموسم أرباح قويّ حتى الآن. وبحسب مؤشر «مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال»، ارتفعت ربحية السهم في الربع الثاني من العام بنسبة 6.4% على أساس ربع سنوي؛ وارتفعت ربحية السهم في ناسداك 100 بنسبة 7% على أساس ربع سنوي، ما يشير إلى أن نمو الناتج المحلّي الإجمالي الاسمي السريع يتدفق عبر أرباح الشركات. وتشير معظم الشركات إلى تضرّر أعمالها، ولا سيما من حيث الإمكانات، بفعل الاضطرابات المستمرة التي تشهدها سلسلة التوريد العالمية، ويتخوف بعضها بشأن أسعار السلع باستثناء شركة يونيليفر، بحجة التعرض لضغوط فيما يتعلق بالأرباح التشغيلية. ورغم أن هذا قد يمثل تحذيراً مبكراً لما سيحدث؛ لكننا نعتقد في الوقت الراهن أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتأثيرها السلبي المحتمل في أرباح الشركات يشكل مصدر قلق لموسم أرباح الربع الأخير من العام. وكما يوضح الرسم البياني للأرباح أدناه، تعافت الأرباح بشكل كامل، وأصبحت الآن أعلى بكثير من مستواها قبل أزمة «كوفيد-19» الصحية.

* رئيس استراتيجيات الأسهم لدى ساكسو بنك

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

رئيس استراتيجيات الأسهم لدى ساكسو بنك

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"