عادي
محور رئيسي في الاقتصاد العالمي

«إكسبو 2020».. مدينة فائقة التقنية تحتضن المبدعين

00:16 صباحا
قراءة 6 دقائق
1

دبي: حمدي سعد

يتميز موقع إكسبو 2020 دبي، الذي سيتطور بعد ختام الحدث الدولي ليصبح دستركت 2020، المدينة الذكية متعددة الأغراض، والتي ستكون من بين المواقع الأكثر اتصالاً في العالم، وذلك بفضل التقنيات المتطورة المستخدمة وشبكة الجيل الخامس. وفيما سيستقطب الحدث الدولي، نخبة من المبدعين والمفكرين والمبتكرين خلال فترة إقامته من 1 أكتوبر 2021 إلى 31 مارس 2022، ستحتوي دستركت 2020 مزيجاً متنوعاً من المستأجرين يتألف من أكبر الشركات العالمية، والمشاريع الناشئة، والشركات الصغيرة والمتوسطة، ومحفزات الأعمال. وسيؤدون جميعاً دوراً مهماً في تشجيع التنافسية وريادة الابتكار. وقد بدأت دستركت 2020 باستقطاب الشركاء والمستأجرين؛ حيث أبدت شركتا «سيمنس» و«موانئ دبي العالمية»، التزامهما بأن يكون لكل منهما مقر دائم داخل دستركت 2020. 

ستؤسس شركة «سيمنس» مقرها للعمليات اللوجستية العالمية للمطارات والبضائع والموانئ في الموقع، وتخطط «موانئ دبي العالمية» لفتح مركز تدريب على العمليات اللوجستية في دستركت 2020. أما «ترمينوس تكنولوجيز»، شريك إكسبو 2020 للروبوتات من فئة شريك أول رسمي، فقد أبرمت عقد إيجار طويل الأجل في دستركت 2020؛ حيث ستنشئ مركزاً للأبحاث والتطوير، فضلاً عن مقرها الأول خارج الصين. كل هذه الأمور ستجعل الموقع مركزاً جاذباً للقطاعات التقنية المتطورة والحلول المبتكرة. 

كما ستدعم دستركت 2020 المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة من خلال برنامج رواد الأعمال العالمي «Scale2Dubai»، الذي سيمكّن هذه الشركات من توسيع أعمالها في دبي، داخل دستركت 2020، ويواصل استثمار الفرص والاتصالات الناجمة عن مشاركات الدول في إكسبو 2020، ما يحمل رؤية إكسبو لتحقيق فوائد طويلة الأمد للشركات.

ستعيد دستركت 2020 توظيف أكثر من 80% من منشآت إكسبو 2020 دبي، بعد إسدال الستار على فعالياته في مارس 2022، وستضم مساحات سكنية تمتد على 65 ألف متر مربع، إلى جانب 135 ألف متر مربع من المساحات التجارية، وذلك ضمن موقع يحتضن طائفة متنوعة من أرقى مرافق الابتكار والمرافق التعليمية والثقافية والترفيهية. وستوفر دستركت 2020 منصة للشركات الباحثة عن تأسيس نفسها في دبي ودخول شراكات عالمية جديدة. وبفضل موقعها وسط أكثر المسارات التجارية ازدحاماً في العالم، تعد دبي ودستركت 2020 جذابتين جداً بالنسبة للشركات العالمية الطموحة الباحثة عن التوسع.

 مدينة ذكية ومستدامة 

باتت المدن الذكية تمثل نقطة تركيز عالمية؛ حيث من المتوقع أن ينتقل 70 في المئة من سكان العالم إلى المدن بحلول عام 2050. ولأن المدن تستهلك أكثر من ثلثي مخزون العالم من الطاقة والموارد، فإن اقتصادات العالم تلجأ إلى التقنية لتقليل استهلاك الموارد وزيادة الكفاءة وإقامة تنمية حضرية وريفية مستدامة. وتُعرف دبي بريادتها في مجال خدمات المدن الذكية، وهي تعمل على نحو فعال لبناء مدينة ذكية داخل المدينة - في غضون ما يزيد قليلاً على نصف عقد من الزمن.

وقدرت شركة «آي دي سي»، المتخصصة في أبحاث السوق، قيمة هذا القطاع بمبلغ 100 مليار دولار في عام 2019، ويتوقع بعض المحللين أن تصل هذه القيمة إلى 2.5 تريليون دولار بحلول عام 2025 وترتفع أكثر بعده. عبّر رواد التقنية عن اهتمامهم المتزايد بالمجال، بمن فيهم بيل غيتس، الذي تعهد بتخصيص أكثر من 80 مليون دولار أمريكي لإنشاء مدينة ذكية في الولايات المتحدة.

رائدة المدن الذكية

وأدى النمو السريع الذي تشهده دبي في جميع المجالات إلى جعلها مدينة رائدة في قطاع المدن الذكية. في أكتوبر 2019، اختيرت دبي أول مدينة في العالم تحقق جميع مؤشرات الأداء الرئيسية التي يعدها الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة ضرورية لتصنيف مدينة ما على أنها «مدينة ذكية مستدامة»، وشغلت المرتبة الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤشر المدن الذكية 2019.

في القمة العالمية للحكومات في دبي عام 2019، ركز خطاب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، إلى حد كبير على الخطوات التي تتخذها دبي لتحويل نفسها من أجل المستقبل؛ حيث ناقش كيف ستكون المدينة أكثر اخضراراً، وأماناً، وأتمتة، وعمودية، وقدرة على فك تشفير تيرابايتات من البيانات في ثوانٍ معدودة. وإكسبو 2020 نموذج للمدينة الذكية المستقبلية. 

مدينة ذكية مبنية من الصفر

سيثبت إكسبو 2020، أنه لا يمكن بناء مدينة ذكية من الصفر فحسب؛ بل يمكن بناؤها بشكل أسرع وأكثر كفاءة. وبصفته أول مشروع من نوعه يبدأ من الصفر في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، سيضم موقع إكسبو 2020 دبي، ومن بعده دستركت 2020، أكثر من 100 مبنى دائم مصمم ليطابق معايير الشهادة الذهبية من نظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (لييد)، وهي أرقى شهادة تُمنح للمباني المستدامة بيئياً. ستصبح دستركت 2020 نموذجاً للمدن الذكية؛ حيث يتم استغلال التكنولوجيا والبيانات لتحسين الأداء وجودة المعيشة، بشكل يلائم أسلوب البشر في السكن، وستؤدي التطبيقات المبتكرة للتكنولوجيا الجديدة إلى مواجهة التحديات المختلفة، وتحسين الخدمات، وتمكين المجتمعات من أداء مهامها بذكاء واستدامة أكبر. على سبيل المثال، مسارات السيارات ذاتية القيادة التي تخفض التلوث وتوفر كفاءة في التنقل، وحساسات وشبكات إنترنت الأشياء في الأبنية من أجل مراقبة ذكية لاستهلاك الطاقة والمياه بشكل فوري.

أكثر بقاع الأرض تطوراً 

سيسفر أول عقد تجاري بارز لاستخدام شبكات الجيل الخامس للاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، عن توفر اتصال فائق السرعة بالإنترنت تعم أرجاء موقع إكسبو 2020. وعلاوة على ذلك، ستؤدي الآلاف من أدوات الاستشعار والأجهزة إلى عمليات عمرانية ذكية في مختلف أنحاء الموقع، وستدعم منتجات سيسكو (الشريك الرسمي لإكسبو 2020 دبي للشبكات الرقمية) تجربة الحدث الرقمية عبر مساعدة الزوار والمشاركين والشركات على الاتصال بأمان وموثوقية وسلاسة - باستخدام أي جهاز ومن أي مكان في الموقع الذي تبلغ مساحته 4.38 كيلومتر مربع. ستحصل دستركت 2020 من إكسبو 2020 على البنية التحتية المتقدمة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ما يعزز طموحاتها للنمو والتحول إلى منظومة للابتكار وستدعم هذه البنية التحتية الابتكار من خلال تمكين الشركات من زيادة سرعتها وذكائها وتحسين اتصالها ببعضها البعض.

العمليات الذكية

ستدعم سيمنس العمليات الذكية في إكسبو 2020 عبر تطبيقها المعتمد على إنترنت الأشياء والمسمى «مايندسفير»، وهو نظام تشغيل صناعي للأتمتة وتكامل إنترنت الأشياء، يتحكم في الخدمات المرتبطة بالبنية التحتية المادية في موقع إكسبو 2020، ومن أبرز تطبيقاته الرصد البيئي والإضاءة والري. 

وضمن الأشهر الستة لانعقاد إكسبو 2020، سيعرض موقع الحدث الدولي حلولاً ذكية للتخطيط الحضري التقليدي. وباستخدام تقنيات متقدمة مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس للاتصالات، سيوفر إكسبو 2020 تجربة عالمية للزوار؛ حيث سيستعرض إمكانية الاتصال على مستوى الموقع كاملاً، والتحكم عن بُعد في البيئة والأجواء المحيطة، وأدوات متطورة للإدارة الآلية للحشود. 

تجارب منطقة الفرص

يمكنك أثناء زيارة منطقة الفرص مشاهدة كيف تتشابك الحيوات والأفعال، وأن تقابل أناساً من أنحاء العالم يحولون أحلام اليوم وتطلعاته إلى واقع غداً، ويمكنك أن تنطلق بثقة للمساهمة في رسم ملامح المستقبل عبر إطلاق إمكاناتك الكامنة.

- تكوين معارف جديدة: تفاعل مع الآخرين وتبادل الأفكار معهم، تواصل مع أشخاص جدد، وتعرف إلى أشياء جديدة.

- مبدعون في الخير: قابل المبتكرين الاجتماعيين الذين يؤثرون بشكل ملموس على حياة الناس في أنحاء العالم، لتستمد منهم الإلهام.

- تمكين الشباب: شارك في فعاليات صممت خصيصاً لتمكين الشباب وبناء المهارات.

تجارب منطقة التنقل

شاهد بنفسك كيف تبني منطقة التنقل جسور التواصل بين العالم لتدفعه إلى الأمام وتكسر الحاجز بين العالمين الواقعي والرقمي من أجل بناء مجتمع عالمي متجانس نتبادل فيه المعرفة والأفكار والبضائع بشكل أسرع من أي وقت مضى.

- سيارات المستقبل: استقل سيارة ذاتية القيادة وتعرّف بنفسك إلى أحدث تقنيات التنقل.

- استكشف الفضاء: تعرّف إلى أحدث التطورات في مجال استكشاف الفضاء، بما في ذلك برنامج الإمارات الوطني للفضاء ومشروع الإمارات لاكتشاف المريخ.

- مسار التنقل: شاهد وسائل التنقل المبتكرة على مسار بطول 330 متراً يمر تحت الأرض وفوقها. 

تجارب منطقة الاستدامة

بينما تستكشف منطقة الاستدامة، ستشاهد مجموعة من أكثر التقنيات في العالم تقدماً، وستتعرف إلى ما تقوم به الدول لإعلاء قيمة الاستدامة، وستختبر بنفسك كيف يمكن للبشر الاستمتاع بالعيش في انسجام مع الطبيعة في مستقبل قائم على التقنية الحديثة.

- محيط مستدام: تجول في محيط من الطاقة الشمسية و«أشجار» تعمل على تكثيف الماء، إلى جانب تدفق الماء من خلال قناة «الفلج» التقليدية المستخدمة في الري.

- بيت الهامور: استكشف الشعاب المرجانية التي تتخذ منها أسماك الهامور بيتاً من خلال رؤى غير متوقعة لفنانين وطلبة مدارس وصيادين.

- مسرح المنطقة: شاهد عروضاً ثقافية وموسيقية وعروضاً راقصة ومسرحاً في منطقة كبيرة مفتوحة تسع عدداً يصل إلى 300 شخص.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"