عادي
دفاتر المبدع

فاطمة المزروعي: جدّتي أكبر أديبة عرفتها

22:59 مساء
قراءة 4 دقائق
2

أبوظبي: نجاة الفارس
تؤكد القاصّة والروائية فاطمة سلطان المزروعي أنها بدأت الكتابة مع الخواطر والقصة القصيرة، ثم أنشأت مكتبتها الخاصة والتي تضم اليوم ما لا يقل عن عشرة آلا ف كتاب، أما أول إصداراتها فكانت مجموعة قصصية بعنوان «ليلة العيد»؛ وتعتبرها أقرب إصداراتها إلى نفسها، وتقول عن تأثير الأهل عليها: «جدّتي أكبر أديبة مرت عليّ حتى اليوم لأنها من أهم الشخصيات التي أثرت في حياتي».

أكدت ل «الخليج» أن الكتابة تنقل مخاوفنا من العقل إلى الورق، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على تجسيد المشاعر والأحاسيس السلبية والعمل على مواجهتها والتغلب عليها، فكتابة 20 دقيقة يومياً كافية لاستعادة التوازن النفسي والثقة بالذات.

وحول بدايتها تقول المزروعي: «كانت بدايتي في الكتابة مع الخواطر والقصة القصيرة، سحرتني تلك العوالم بتفاصيلها المدهشة، كنت أتنقل فيها بخفة وسعادة، فكلما تناهى لمسامعي حديث جانبي أثناء جلسة نسائية أو في غرفة طوارئ أو حتى مشهد يثير مخيلتي، تسارعت أصابعي لنسج الحكاية وإعادتها من البداية إلى النهاية، ورغم صعوبة الكتابة آنذاك إلاّ أن عشقي للتفاصيل كان يجعلني أقبل عليها، كنت أشعر بأنني أرصد قضايا المجتمع ليس فقط من خلال كتاباتي، كذلك من خلال عقلي الذي بدأ يستوعب جميع تلك القضايا ويقوم بتحليلها بصورة رمزية، كما كنت أقول دائماً (أن تبدأ قصتك بمقدمة آسرة وتنهي بنهاية مدوية) هذا هو الأثر الذي تمنيته دائماً والذي تتركه كتاباتي مع الوقت لدى القراء».

أثرت البيئة بقوة في المزروعي، حيث تقول: «الأماكن التي عشت فيها والأحداث التي مرت بي حفرت بداخلي بقوة بدءاً من المنزل واللعب وقت الظهيرة خارج المنزل، وأمنيتي أن أحلق كطير بجناحين لألفّ العالم ليلاً وأستمع لحكاية الأمهات وهن يحكين قصصهن لأطفالهن قبل النوم، إلى جانب مكتبة المدرسة والجامعة وصديقات الطفولة والجيران ووجوه عرفتها ربما أو لم أعرفها، رأيتها في الشارع أو في المستشفى أو حتى في المراكز التجارية».

تأثير

وبالنسبة لأهم الكتّاب الذين ساهموا في تشكيل تكوينها تقول: «قرأت للكثيرين، وأهمهم نجيب محفوظ، بورخيس، أنطون تشيخوف، ماركيز، كما أن أغلب قراءاتي تتنوع بين الكتب النقدية والفلسفية والكتب التراثية، إضافة لكتب التاريخ والسياسة، والتنمية الذاتية، وقد قرأت كتاب«لماذا أكتب» لجورج أورويل ؛ و«تقنيات الكتابة» لنانسي كريسي، و«فن القصة القصيرة» لرشاد رشدي وأعدت قراءة كتب نيتشه«هذا هو الانسان» و«هكذا تكلم زرادشت»؛ ورواية «التحول» والمجموعات القصصية لفرانز كافكا، وغيرها من الكتب التي أستفيد منها وأستلهم أفكاري في كتابة أعمالي الأدبية أو حتى مقالاتي اليومية إلى جانب الورش التدريبية للشباب، ولكن أعتبر جدّتي أكبر أديبة مرت عليّ حتى اليوم لأنها من أهم الشخصيات التي أثّرت في حياتي، كانت ماهرة في سرد القصص وكان فتيان وفتيات الحارة يتجمعون حولها ويستمعون لحكاياتها، وفي الليل كنت استمع لقصصها وأنهيها بطريقتي، أعتقد أنها ساهمت بدفعي نحو عالم الكتابة والتأليف».

نتاج متنوع

وعن أكثر أعمالها قرباً إليها، تقول المزروعي: «أحب جميع إصداراتي وكل إصدار له قصة في حياتي، وقد كان في وقت كتابته هو الأقرب لنفسي، لديّ «ليلة العيد»، وهي مجموعة قصصية متنوعة تتناول قصصاً اجتماعية من الحياة، ومجموعة أخرى بعنوان «وجه أرملة فاتنة» كذلك لديّ رواية «زاوية حادة»، وهي تتناول الكثير من المشكلات والأزمات النفسية، وهناك رواية «كمائن العتمة» وهي تتطرق إلى قضايا الطلاق والعنوسة والعنف، ورواية «قصتي الأخرى»، وتتحدث عن غربة الإنسان في وطنه».

وتؤكد المزروعي ضرورة المطالعة للكاتب وهو ما يعني زيادة الحصيلة اللغوية والمعرفة الثقافية، فيمتلك معارف متنوعة تساعده في الكتابة، وبطبيعة الحال هناك عدة جوانب أخرى يجب الحرص عليها لكل من يريد التوجه نحو هذا المضمار، كما أن هناك أسباباً متنوعة تجعل المؤلف أو الكاتب يقتحم هذا المجال، وتدفعه لكي يمضى الوقت الكبير من عمره وهو يشكل الكلمات، ففضلاً عن الهمّ بنشر المعرفة والرغبة بتحقيق الذات لدى البعض، فإن هناك ثلة تجد في الكتابة مساحة لإيصال رسالتهم ومقاصدهم والهدف في العموم هو فائدة الناس.

رابطة قوية

وعن علاقتها بالقراء، تقول: «هناك رابطة قوية بيني وبين قرائي نشأت مع الوقت والمحتوى اليومي المطروح، فالمقالات اليومية كونت لديّ قراء يفهمون طابع كتاباتي، وهناك تفاعل كبير جداً بيني وبينهم، وأتقبل أي نقد يمكنه أن يحسّن من كتاباتي أو يجعلني أتطرق لموضوع يهمّ شريحة كبيرة من المجتمع، كما أتقبل أيّ فكرة جديدة أو أي موضوع لخدمة الفرد والمجتمع».

وبالنسبة لنتاجها القادم تقول المزروعي: «أقدم ورشاً في كتابة القصة القصيرة والمقال والرواية للشباب بالتعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية والشبابية منها مركز فتيات الفجيرة وجمعية النهضة النسائية وجمعية الإمارات للإبداع وغيرها، كون تلك الورش مهمة جداً في صقل المهارات لدى الشباب وتوعيتهم بضرورة شحذ أسلحتهم وتطويرها قبل استخدامها؛ تلك الورش سوف تسهم كثيراً في تعريف الأجيال القادمة بأهمية القراءة، كذلك أشتغل على عدة أعمال منها ما هو روائي ومسرحي وقصص للأطفال، سترى النور قريباً إلى جانب مقالاتي اليومية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"