عادي

الهايتيون يواجهون محناً لا تنتهي: زلزال وعاصفة وفيضانات

16:39 مساء
قراءة 4 دقائق
هايتي- أ.ف.ب
يقف سكان جنوب غربي هايتي المنهكون الذين لا يملكون خياراً آخر سوى البقاء في الشوارع المهددة بالفيضانات منذ الزلزال الذي ضرب المنطقة، عاجزين في مواجهة الأحوال الجوية السيئة الناجمة عن عاصفة استوائية. وفي مدينة لي كاي بدأ أكثر من مئتي شخص بناء ملاجئ هشة في ملعب لكرة القدم غمرته المياه، وسط رياح وأمطار متواصلة.
وكل هؤلاء من المنكوبين في الزلزال الذي بلغت شدته 7,2 درجات وأدى، السبت، إلى تدمير عشرات الآلاف من المنازل خلال ثوان. وقتل 1941 شخصاً في الزلزال حسب حصيلة ما زالت «جزئية جداً» أعلنها الدفاع المدني الهايتي، الثلاثاء.
وبينما تستمر عمليات إزالة الأنقاض في المدينة على أمل العثور على ناجين، نظمت مروحية تابعة لخفر السواحل الأمريكي رحلات لنقل المرضى الذين يعانون وضعاً حرجاً.
مروحيات
استأجرت الولايات المتحدة التي أجلت نحو أربعين شخصاً يحتاجون إلى علاج عاجل بثلاث مروحيات لخفر السواحل، ثماني مروحيات أخرى للجيش انطلاقاً من هندوراس لمواصلة جهود الإجلاء الطبي. وقالت القيادة الجنوبية في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن من المقرر وصول سفينة النقل «يو إس إس أرلينغتون» التابعة للبحرية الأمريكية، إلى هايتي، الأربعاء، مع فريق جراحي.
ويتم تنظيم المساعدات الطبية لآلاف الجرحى مع ظهور غرف عمليات ميدانية في بعض المراكز الطبية في المنطقة المتضررة من الزلزال. وفي موقع مستشفى «أوفاتما» في كايس، أنزل الجنود الأمريكيون صناديق من المعدات قبل أن ينقلوا بطائرتهم إلى العاصمة بور أو برانس رجلاً مصاباً بجروح خطيرة وطفلاً يدعى جيريمي (سبع سنوات) حمله أحد العاملين في منظمة الإجلاء الطبي «هيرو امبولانس».
وقالت كارولين ديفيز الممرضة في منظمة المساعدة الطبية الكندية غير الحكومية «كانيديان ميديكال أسيستانس» التي وصلت إلى لي كاي غداة الزلزال: إن هذا الصبي الصغير يعاني نزفاً دماغاًي قد يضر به طوال حياته. إذا تمكنا من مساعدته فقد ينعم بطفولة طبيعية، لذلك هذا (المساعدة) يحدث فرقاً.
وبعد انتظار دام يومين، يشكل هذا الدعم الدولي مصدراً للتخفيف من أعباء الفريق الطبي في مستشفى لي كاي الذي ما زال يشعر بخيبة أمل مع ذلك ولا سيما جهاز مسح (سكانر) أو أشخاص مدربين لتشغيل هذا النوع من الأجهزة.
حد أقصى من اليقظة
تبدو ماغالي كاديت (41 عاماً) بغطاء حماية الشعر من المياه، منهكة بعد ثلاثة أيام من المحن التي اختبرتها. وقالت السيدة التي تعبت من الهزات الارتدادية التي لا تتوقف «حتى من أجل تلبية حاجتنا، ليس لدينا مكان لذلك علينا أن نبحث في الشوارع عن مكان لنتخلص من فضلاتنا».
وقالت: «مساء أمس، احتميت بمكان قريب من الكنيسة، لكن عندما شعرنا أن الأرض تهتز مرة أخرى ركضت للعودة إلى هنا».
وجرح نحو 9900 شخص في الهزات الأرضية وارتداداتها. وقالت السلطات إن رجال الإنقاذ انتشلوا من تحت الأنقاض 34 شخصاً أحياء خلال الساعات الـ48 الماضية.
وإلى محنة الضحايا الذين ينامون في الخارج، حملت العاصفة الاستوائية غريس، الثلاثاء، أمطاراً غزيرة. وذكر المركز الأمريكي للأعاصير ومقره في ميامي أن هطول الأمطار قد يتسبب في بعض الأماكن في حدوث «فيضانات كبيرة». وفي هذه الظروف دعت السلطات الهايتية إلى «التزام أكبر قدر من الحذر» حيال المنازل المتصدعة التي قد تنهار تحت تأثير المطر. ويشعر السكان الذين يبنون على عجل ملاجئ مؤقتة، بالغضب.
وقالت ناتاشا لورميرا وهي تمسك قطعة خشب صغيرة بقطعة قماش ممزقة: «مساء أمس شهدنا وضعاً سيئاً. رياح ثم هطلت أمطار غزيرة. بقيت جالسة وفي كل مرة كانت العواصف ترسل لنا المياه».
وأضافت: «لا أريد أن أذهب تحت ممر أو زاوية حائط، لأننا رأينا أشخاصاً يموتون تحت أجزاء من الجدران. لذلك نقرر أنه من الأفضل أن نبتل على أن نموت».
«الدولة لا تحل أي مشكلة»
يحاول فلاديمير جيل (28 عاماً) الذي كان مبللاً بالمياه زرع بضع قطع من الخيزران في عمق العشب لحماية زوجته وطفله. وقال: «بيتي مدمر وليس لدي مكان للنوم. نحن بحاجة إلى غطاء بلاستيكي للنوم قليلاً بلا أمطار لكن الدولة لا تحل أي مشكلة». وأعلن رئيس الوزراء أرييل هنري حالة الطوارئ لمدة شهر في المقاطعات الأربع المتضررة من الكارثة.
لكن أفقر دولة في القارة الأمريكية تواجه فوضى سياسية بعد شهر على اغتيال رئيسها جوفينيل مويز ما زاد من تعقيد إدارتها. وقدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، الثلاثاء، بـ1,2 مليون شخص من بينهم 540 ألف طفل عدد المتضررين من الأزمة. وما زالت إمكانية الحصول على المياه محدودة جداً في بعض الأماكن مثل بلدة بيستيل، حيث سحق أو تضرر أكثر من 1800 صهريج ما يثير مخاوف من تدهور الظروف الصحية. وبعد أشهر قليلة من الزلزال المدمر الذي أودى بحياة مئتي ألف شخص في 2010، أدت الإدارة السيئة لمياه الصرف الصحي في قاعدة تابعة للأمم المتحدة في هايتي، إلى انتشار الكوليرا في البلاد.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"