عادي

ما أغرب حالات طرد الملاعب في التاريخ؟

14:32 مساء
قراءة 7 دقائق
كرة القدم

إعداد: معن خليل
ترفع البطاقات الحمراء في ملاعب كرة القدم عند الخشونة بوجه لاعب منافس، لكن بعضها ليس له علاقة باللعب العنيف، ويأتي لأسباب غريبة وفكاهية، تعرف إليها في هذا التقرير:
تعرض النجم البرازيلي السابق ريكاردو كاكا لطرد غريب، عندما كان يلعب مع فريقه السابق أورلاندو أمام نيويورك ريد بولز في الدوري الأمريكي للمحترفين في كرة القدم، بعدما رفع الحكم في وجهه البطاقة الحمراء المباشرة، لأنه مازح لاعباً من الفريق المنافس.
سبب طرد كاكا الذي كان معروفاً بأناقته في اللعب، والذي نادراً ما تُرفع في وجهه بطاقة حمراء طوال مسيرته، عدّ غريباً جداً؛ حيث توقف اللعب مع اقتراب المباراة بين أورلاندو وريد بولز من نهايتها بعد ارتكاب خطأ، وكانت الأجواء مشحونة جداً بين اللاعبين، ومن أجل تهدئة الأمور، مازح كاكا زميله السابق في أورلاندو لاعب الفريق الخصم الفرنسي أورليان كولين عندما وضع يده على وجهه وسط ضحكات اللاعبين الصديقين، لكن الحكم قام بإشهار البطاقة الحمراء بوجه النجم البرازيلي وسط ذهول الأخير.

الصورة
اللاعب البرازيلي كاكا

وكثيراً ما رفع الحكام بطاقات حمراء في وجه لاعبين لأسباب تافهة، وربما الحادثة الأشهر في هذا المجال، تعود إلى عام 2016، وتحديداً خلال مباراة في الدوري السويدي؛ حيث طرد الحكم اللاعب آدم ليندن لقيامه بإخراج الغازات من جسده، وهو ما اعتبره «قاضي الملعب» استفزازاً له، وسلوكاً غير رياضي، ورفع في وجهه البطاقة الصفراء الثانية، وطرده في موقف كوميدي للغاية تحدثت عنه وسائل الإعلام العالمية طويلاً، ووصفته صحيفة «الجارديان» البريطانية بأنه أغرب حالة طرد في تاريخ كرة القدم؛ ذلك أن البطاقة رفعت للاعب قام بأمر إنساني معتاد من جميع البشر، في حين رأى الحكم عكس ذلك، واعتبره قلة احترام له.
واحتارت وسائل الإعلام في وصف الحالة؛ حيث كشف الحكم بعضها أنه طرد آدم ليندن لاعب فريق يارنا السويدي جاء لقيامه بسلوك غير رياضي من خلال قيامه بإخراج الغازات بالقرب منه أكثر من مرة، في حين أن ليندن أكد بأنه كان يعاني بعض الألم في معدته، فأخرج الغازات بشكل لا إرادي.
كما احتلت حادثة طرد ادين هازارد لاعب ريال مدريد الحالي، وتشيلسي الإنجليزي السابق، مرتبة متقدمة ضمن أشهر حالات البطاقات الحمراء في ملاعب كرة القدم، فخلال مباراة في «البريميرليج» في مواجهة نادي سوانزي سيتي قام هازارد بركل صبي الكرات، واسمه تشارلي مورجان، ما دفع حكم المباراة إلى طرده.

الصورة
هازارد

وكان الصبي الذي يشجع نادي سوانزي يحاول تأخير دفع الكرة إلى الملعب عندما تخرج إلى خط التماس، وهو ما استفز اللاعب البلجيكي وركله بقدمه، لتكون البطاقة الحمراء في انتظاره، وعلى الرغم من اعتذار هازارد بعد نهاية اللقاء عن فعلته إلا أن الصحافة لم ترحمه، في حين تحول الصبي الصغير إلى نجم، وتلقى مساندة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
حالات فريدة
وهناك بعض مواقف الطرد الفريدة التي لا تمحى من ذاكرة مشجعي كرة القدم، وتتحدث عنها وسائل الإعلام دائماً عندما يتعلق الأمر بأحداث مشابهة لطرد ريكاردو كاكا وهازارد وليندن؛ حيث طُرد اشلي فيكرز لاعب نادي دورتشستر الإنجليزي المغمور، خلال مباراة لفريقه اشلي مع نادي اند ووترلوفيل عندما دخل أحد المشجعين إلى أرضية الملعب متنكراً بملابس شخصية كوميدية، وتمت مطاردته من قبل رجال الأمن، لكن لم يستطيعوا الإمساك به، ليقوم اللاعب فيكرز بمساعدتهم بإلقاء القبض عليه، ليفاجأ كل من تواجد في اللقاء بقيام الحكم بطرد اللاعب برفع البطاقة الحمراء في وجهه.
وكثر الجدل حول الحادثة، وإن كان يحق للحكم أن يطرد لاعباً بسبب هذا الأمر، لكن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم حسم الموقف واعتبر قرار الحكم صحيحاً، متذرعاً أن اللاعب ارتكب سلوكاً عنيفاً خالف به قواعد اللعبة، مؤكداً أن السلوك العنيف لا يتعلق باللاعبين الذين يخوضون المباراة وحسب؛ بل يشمل حتى المتفرجين.
وهناك حالة احتلت مرتبة متقدمة ضمن غرائب البطاقات الحمراء؛ حيث تم طرد لاعبي نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لي بوير، وكيرون داير بعد تعاركهما بالأيدي أثناء مباراة فريقهما ضد نادي استون فيلا؛ حيث رفع الحكم البطاقة الحمراء في وجههما ليخسر فريقهما لاعبين في موقف غريب.

الصورة
كيرون

وربما يكون سبب الخلاف بين اللاعبين هو الأكثر غرابة من حالة الطرد، وقد كشف داير أن زميله بوير طلب أن يمرر الكرة له أكثر من مرة، لكنه لم يفعل ذلك؛ بل قام بإعطائها للاعب آخر، فسأل بوير عن ذلك بغضب، فرد عليه بعدد من الشتائم، ليبدأ الخلاف والعراك بالأيدي، وبعد طرد اللاعبين استمر الخلاف بينهما في غرفة خلع الملابس قبل أن ينتهي بتدخل زملائهما في الفريق.

الصورة
اللاعب الكاميروني

وبالنسبة لمدافع منتخب الكاميرون أندريه فقد حصل على البطاقة الحمراء بسبب دفعه لأحد أعضاء الفريق الطبي لمنتخب غانا المنافس على أرضية الملعب خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2008، ليطرده الحكم على الفور، مما حرمه من المشاركة في المباراة النهائية لمنتخب بلاده أمام المنتخب المصري، وكذلك فإن بيكي غرم بدفع خمسة آلاف جنيه إسترليني.

وفي بعض الأحيان يكون موقف الحكم هو الغريب؛ حيث شهدت مباراة فريقي فاسكو دي جاما وفلامنجو في الدوري البرازيلي حالة طرد نادرة كانت من نصيب مهاجم منتخب «السامبا» السابق لويس فابيانو؛ وذلك بعدما تظاهر الحكم بتعرضه لاعتداء من اللاعب، ليشهر في وجهه البطاقة الحمراء وسط ذهول الجميع.
وفي التفاصيل، فإن فابيانو تدخل بشكل عنيف على أحد لاعبي فلامنجو ليشهر الحكم بداية في وجهه البطاقة الصفراء، وهو ما أثار اعتراض المهاجم البرازيلي، ليقترب من الحكم، الذي تظاهر بتعرضه لاعتداء قوي وسقط على الأرض، وتوجه اللاعب إلى وسط الملعب، بعدما توقع أن الأمر قد انتهى، ليفاجأ بأن الحكم قد أشهر في وجهه البطاقة الحمراء، وسط استغراب من الجميع.
طرد كاهيل
وهناك لاعب معروف آخر تعرض لحالة طرد غريبة، هو أسطورة أستراليا تيم كاهيل خلال مباراة لفريقه السابق ملبورن سيتي ومبلورن فيكتوري؛ حيث رفع الحكم في وجهه البطاقة الحمراء حتى قبل أن ينزل إلى أرضية الملعب ليشارك في لقاء «الديربي»، والغريب أن الحكم لم يفصح عن سبب طرده.

وكان المهاجم الأسترالى يستعد للتبديل مع أحد اللاعبين، ليبحث عن هدف التعادل لفريقه المتأخر بهدف، ولكن الحكم رفض نزوله وقام بطرده بعد حديث قصير بينهما، والغريب أيضاً أن فريق ملبورن سيتي استكمل المباراة بـ 11 لاعباً وليس عشرة داخل أرض الملعب على الرغم من طرد كاهيل؛ حيث إن اللاعب تعرض للعقوبة قبل أن ينزل إلى أرض الملعب.
وفي حادثة أخرى، أثار الحكم البرتغالي لويس جودينيو، موجة من الجدل بعدما قرر طرد لاعب، اصطدم به دون قصد؛ وذلك خلال مباراة بين فريقي مورينينسي وضيفه بورتو.
وأشهر جودينيو البطاقة الصفراء في وجه اللاعب، بعد تدخل عنيف مع أحد لاعبي مورينينسي، وبينما كان الحكم يعود للوراء دون أن ينتبه أن دانيلو يقف بالقرب منه، اصطدم به، ليفاجئ الجميع بأن الحكم أشهر في وجهه البطاقة الصفراء الثانية ليطرده، وأكدت صحيفة «آس»الإسبانية يومها أن البطاقة الحمراء لدانيلو كانت الأكثر ظلماً في تاريخ كرة القدم.
والغريب أنه في نفس اللقاء استمر أداء الحكم جودينيو المثير للجدل بعدما قام أيضاً بطرد لاعب بورتو السابق، الجزائري ياسين براهيمي، بعد تدخل أكدت وسائل الإعلام أنه قد لا يستحق الإنذار الثاني عليه، وهو ما دفع براهيمي لرفض الخروج من الملعب اعتراضاً على هذا القرار.
وهناك حادثة برتغالية أيضاً تورط بها المدرب البرتغالي لفريق فيورنتينا الإيطالي باولو سوزا، خلال إحدى مباريات «الكالتشيو» أمام فريق جنوى بعد أن منع الكرة من تخطي التماس بأرضية الملعب، ورأى سوزا الذي كان يقف على خط التماس أن الكرة التي أبعدها فريقه، كانت في طريقها للخروج من أرضية الملعب فأوقفها بقدمه وأعطاها لأحد لاعبي فريق جنوى لينفذ الرمية الجانبية ليقوم الحكم بطرد المدرب البرتغالي.
ومن بين الحالات القديمة في مجال الحالات الغريبة، ما حدث عام 2002 في دوري الهواة في إنجلترا، عندما قام الحكم رون مارسدن الذي كان يقود لقاء فريقي بلاكرو وبريستون سبرينغفيلد بطرد مساعده حامل الراية ( حكم التماس ) جيم مونك قبل نهاية اللقاء بقليل بعدما اتهمه بالغش، لعدم احتسابه إحدى الحالات التي رأى أنها واضحة.
وفي دوري الهواة الإنجليزي أيضاً، وخلال لقاء فريقي شيبينهام وباشلي أقصى حكم اللقاء مهاجم فريق شيبينهام، دافيد برات بعد ثلاث ثوان فقط من بداية المباراة إثر تدخل مع لاعب باشلي كريس نولز، وعلى الرغم من أن البعض يرى أنها أسرع حالة إقصاء في تاريخ كرة القدم، فإن البحث يقود إلى القول إن الأمر ليس كذلك؛ حيث إن هناك حالة طرد حصلت بعد مرور ثانيتين من بداية أحد اللقاءات.
الواقعة حصلت في ملعب باور فولد الخاص بأحد الأندية الصغيرة في مدينة مانشستر الإنجليزية يُسمى ستالي بريدج سيلتك، فخلال مباراة لهذا الفريق عام 2000 أمام نادي تونتون إيست واندرز، تعرض لاعب فريق سيلتك لحالة إقصاء بعد ثانيتين من اللقاء، بعدما أشهر الحكم بطاقة حمراء في وجه لاعب فريق ستالي بريدج، لي توود، علماً أنه لم يتعرض للعنف لأي لاعب حتى يستحق هذا القرار الغريب.
وعند سؤال الحكم عن سبب طرد اللاعب تبين أن لي توود شتم نفسه مع ضربة البداية قائلاً «اللعنة علي» من دون سبب واضح على مرأى ومسمع من حكم اللقاء الذي استدار له ليشهر البطاقة الحمراء.
وقد عبر مارك هيرد مدرب فريق بريدج عن دهشته وصدمته لما حدث، وقال بعد المباراة «اللاعب لم يخطئ فهو كان يستحق حالة الطرد إذا سب الحكم أو سب أي لاعب من الفريق المقابل، ولكنه سب نفسه فلماذا يطرد إذاً ؟».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"