عادي

السكري «وحش العصر».. هل يمكن ترويضه؟

16:58 مساء
قراءة 5 دقائق
السكري أحد أمراض العصر الحديث، وصف بـ«الوحش»، ويتزايد انتشاره في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بشكل أسرع مما هو عليه في البلدان ذات الدخل المرتفع، ويعتبر من الأسباب الرئيسية للعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وبتر الأطراف السفلية. وهو عدد من الأمراض التي تنطوي على مشاكل مع هرمون الأنسولين، وعادة ما يقوم البنكرياس (عضو خلف المعدة) بإفراز الأنسولين لمساعدة الجسم على تخزين واستخدام السكري والدهون من الطعام الذي يتناوله الإنسان، ويمكن أن يحدث مرض السكري عندما ينتج البنكرياس نسبة قليلة جداً من الأنسولين أو لا ينتجه من الأساس، أو عندما لا يستجيب الجسم بشكل مناسب للأنسولين. وحتى الآن، لا يوجد علاج لمرض السكري، ويحتاج المصابون به إلى إدارة مرضهم للبقاء في صحة جيدة.
ويمكن إدارة مرض السكري بشكل فعال عند اكتشافه في وقت مبكر، ومع ذلك، عند تركه دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات محتملة تشمل أمراض القلب والسكتة الدماغية وتلف الكلى وتلف الأعصاب.
أنواع مرض السكري:
هناك 3 أنواع رئيسية من مرض السكري: السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني وسكر الحمل.
1- السكري من النوع الأول يعتمد على الأنسولين، وكان يطلق عليه في السابق مرض السكري الذي يصيب الأطفال، لأنه غالباً ما يبدأ في مرحلة الطفولة. ويعتبر حالة من أمراض المناعة الذاتية، وينتج عندما يهاجم الجسم البنكرياس بالأجسام المضادة، لكن العضو تالف وغير قادر على إنتاج الأنسولين.
2- مرض السكري (النوع 2): كان يطلق على مرض السكري من (النوع 2) اسم السكري غير المعتمد على الأنسولين أو السكري الذي يصيب البالغين، لكنه أصبح أكثر شيوعاً بين الأطفال والمراهقين على مدار الـ20 عاماً الماضية، وذلك بسبب انتشار البدانة بين الشباب إلى حد كبير.
وعندما تكون مصاباً بداء السكري من (النوع 2)، فعادة ما ينتج البنكرياس بعض الأنسولين، لكنه لا يكون كافياً أو عدم قدرة الجسم على استخدامه بالشكل المطلوب، وتحدث مقاومة الأنسولين عندما لا تستجيب خلايا الجسم له، والموجود عادة في خلايا الدهون والكبد والعضلات.
3- سكر الحمل: غالباً ما يكتشف الأطباء سكر الحمل في منتصف أو أواخر الحمل.
يبلغ الأطباء عن سكر الحمل في 2% إلى 10% من حالات الحمل، وعادة ما تختفي بعد الولادة، لكن ما يصل إلى 10% من النساء المصابات بسكر الحمل يصبن بالنوع الثاني بعد أسابيع أو حتى سنوات. ويعتبر سكر الحمل أكثر خطورة على الطفل من الأم، إذ قد يسبب له زيادة غير عادية في الوزن قبل ولادته، أو صعوبة في التنفس عند الولادة، أو زيادة خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري في وقت لاحق من الحياة، وقد تتطور الأمور إلى الحاجة إلى إجراء عملية قيصرية بسبب ضخامة حجم الطفل، أو قد تلحق الضرر بالقلب والكلى والأعصاب والعينين.
* أعراض مرض السكري الأكثر شيوعاً:
تظهر أعراض مرض السكري من (النوع 1) سريعاً، فمن الممكن أن تتطور أعراض مرض السكري من (النوع 2) بشكل أبطأ، لذلك قد لا تعرف أنك مصاب بمرض السكري حتى تعاني مشاكل صحية مرتبطة به.
وبحسب موقع «هيلث لاين» الطبي، فقد يعاني معظم المصابين بمرض السكري من النوع 2 «مقدمات السكري»، والتي تحدث عندما تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المعتاد، لكنها ليست عالية بما يكفي لتشخيص مرض السكري. أما أكثر أعراض مرض السكري شيوعاً: كثرة التبول، زيادة العطش والجوع، الإعياء، الرؤية الضبابية، شعور بالخدر والوخز في اليدين أو القدمين، فقدان الوزن، بطء التئام الجروح.
أعراض مرض السكري (النوع 1): اعتلال الشبكية السكري، اعتلال الأعصاب السكري، مشاكل في الكلى، أمراض القلب، السكتة الدماغية.
أعراض مرض السكري (النوع 2): كثرة التبول، زيادة العطش، الجوع الدائم، التعب الشديد، رؤية ضبابية، بطء التئام الجروح، وخز أو تنميل أو ألم في اليدين أو القدمين، بقع من الجلد الداكن،الحكة وعدوى الخميرة
أعراض مرض سكر الحمل:
لا يسبب سكر الحمل أي علامات أو أعراض ملحوظة، وهنا تكمن أهمية اختبارات الفحص، لكن يمكن ملاحظة في حالات نادرة زيادة العطش أو زيادة تكرار التبول.
* أسباب الإصابة بمرض السكري
مرض السكري (النوع 1): قد تلعب الجينات الوراثية دوراً في الإصابة بهذا النوع من مرض السكري، كما يمكن أن يحدث بسبب مشاكل في خلايا البنكرياس التي تصنع الأنسولين.
مرض السكري (النوع 2): يعتبر الأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة معرضين بشكل خاص لخطر الإصابة بهذا النوع من مرض السكري، إذ غالباً ما تسبب السمنة مقاومة للأنسولين، ما يرغم البنكرياس على العمل بجهد أكبر لإنتاج المزيد منه، إلا أن هذا لا يزال غير كاف للحفاظ على مستويات السكري في الدم المطلوبة.
مرض سكر الحمل: يحدث نتيجة انتقال سكر الدم عند المرأة عبر المشيمة إلى الجنين.
* الفرق بين السكري من النوعين الأول والثاني
أهم ملامح المرض: في السكري (النوع 1) يهاجم الجسم خلايا البنكرياس، ما يعني أنه لا يستطيع صنع أي أنسولين، أما في السكري (النوع 2) فالجسم غير قادر على إنتاج ما يكفي من الأنسولين أو أن الأنسولين الذي يصنعه الجسم لا يعمل بشكل صحيح.
أسباب حدوث المرض: لا توجد هناك أسباب محددة وراء الإصابة بمرض السكري (النوع 1)، بينما تلعب السمنة دوراً في الإصابة بمرض السكري (النوع 2).
الأعراض: تظهر أعراض السكري (النوع 1) سريعاً ويمكن تحديدها بسهولة، بينما لا يمكن رصد أعراض السكري (النوع 2) بسهولة، بسبب ظهورها على المريض بشكل بطيء.
كيفية التحكم بالمرض: في السكري (النوع 1) يتم تعاطي الأنسولين للتحكم في مستوى السكري في الدم، أما في السكري (النوع 2) فمن الممكن إدارته بطرق أكثر من طرق (النوع 1) والتي تشمل الأدوية والتمارين الرياضية والنظام الغذائي، وكذلك بالحصول على الأنسولين.
العلاج والوقاية: في الوقت الحالي لا يوجد علاج محدد لمرض السكري (النوع 1) وما زالت الأبحاث جارية للوصول إليه، بينما لا يمكن الشفاء من السكري (النوع 2) لكن هناك أدلة تشير إلى أنه في كثير من الحالات يمكن منعه.
أهم الفحوص للكشف عن مرض السكري
يعتبر اختبار الهيموجلوبين السكري (إيه 1 سي) أكثر الفحوص شيوعاً، وهو اختبار دم يشير إلى متوسط ​​مستوى السكري في الدم خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر سابقة، ويقيس كمية السكري في الدم المرتبطة بالهيموجلوبين، وكلما ارتفعت مستويات السكري في الدم زاد ارتباط الهيموجلوبين بالسكري.
اختبار سكر الدم العشوائي: الحصول على عينة دم في توقيت غير محدد، وإذا كانت مستويات السكري في الدم 200 ملليغرام لكل ديسيلتر أو أعلى، فمن المحتمل الإصابة بمرض السكري.
فحص سكر الدم أثناء الصيام: أخذ عينة دم بعد فترة من الصيام، وإذا كانت مستويات السكري في الدم 126 ملليغرام لكل ديسيلتر أو أعلى، فسيتم التشخيص بمرض السكري.
اختبار تحمل الغلوكوز عن طريق الفم: يستخدم بشكل حصري لتشخيص سكر الحمل، ويجري على مرحلتين: الأولى إجراء اختبار سكر الدم أثناء الصيام، والثانية يشرب المريض سائلاً سكرياً ثم يتم قياس مستويات السكري في الدم لديه بشكل دوري خلال الساعتين القادمتين، وفي حال كان هناك أكثر من 200 ملليغرام لكل ديسيلتر فسيتم التشخيص بمرض السكري.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"