عادي

«طالبان» توافق على الدراسة الجامعية للنساء بشرط الفصل بين الجنسين

17:00 مساء
قراءة 4 دقائق
عبد الباقي حقاني
1

قال وزير التعليم العالي الأفغاني الجديد، أمس الأحد، إنه سيُسمح لنساء أفغانستان بالدراسة في الجامعات مع سعي البلاد إلى إعادة الإعمار بعد حروب دامت لعقود، لكن الفصل بين الجنسين والالتزام بالزي الإسلامي سيكون إلزامياً، في وقت عادت فيه قلة من النساء اللائي كن يعملن في مطار كابول إلى عملهن، فيما انتشرت عناصر من الشرطة في عدة نقاط تفتيش في محيط المطار.

طالبان تسمح بالتعليم الجامعي للفتيات

وقال الوزير عبد الباقي حقاني الذي تولى منصبه الأسبوع الماضي، إن حكومة طالبان الجديدة «ستبدأ في بناء البلاد على أساس ما هو قائم اليوم»، وإنها لا تريد إعادة الزمن إلى الوراء عشرين عاماً عندما كانت الحركة في سدة الحكم 19962001.

وأضاف أن النساء سيتولين الدراسة للطالبات كلما تسنى ذلك، وسيستمر الفصل بين الجنسين في أماكن الدراسة، تماشياً مع تفسير الحركة للشريعة.

وقال في مؤتمر صحفي بكابول: «الحمد لله، لدينا عدد كبير من المعلمات. لن نواجه أي مشكلات في هذا الأمر. ستُبذل كل الجهود لتوفير معلمات للطالبات». وتعليم المرأة من التساؤلات المحورية التي تواجه طالبان، مع سعيها إلى إقناع العالم بأنها تغيرت، بالمقارنة مع حكمها المتشدد الذي فرضته في تسعينات القرن الماضي، حيث كانت تحرم النساء إلى حد بعيد من الدراسة والعمل.

وقال مسؤولو طالبان إنه سيُسمح للنساء بالدراسة والعمل بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية والتقاليد المحلية، لكن ينبغي الالتزام بالملابس المحتشمة. وقال حقاني إن الحجاب سيكون مفروضاً على الطالبات، لكنه لم يحدد ما إذا كان يقصد غطاء الرأس أم الوجه.

وقال حقاني إنه في حالة عدم توفر معلمات فسيتم اتخاذ إجراءات خاصة لضمان الفصل بين الجنسين.

وتابع: «إذا كانت الحاجة ملحة، فيمكن للرجال أيضاً التدريس (للنساء)، ولكن بالتماشي مع الشريعة، عليهن الالتزام بالحجاب». وسيتم وضع ستائر للفصل بين الطلاب والطالبات عند الضرورة، ويمكن التدريس عبر البث المباشر أو الدائرة التلفزيونية المغلقة.

وقال حقاني للصحفيين إن الفصل بين الجنسين سيُطبق في مختلف أنحاء أفغانستان، وستتم خلال الأشهر القادمة، مراجعة كل المواد التي يجري تدريسها في الكليات.

وشوهدت فصول دراسية بها ستائر تفصل بين الجنسين في عدة أماكن منذ انهيار الحكومة المدعومة من الغرب، وسيطرة طالبان على مقاليد الأمور الشهر الماضي.

وكانت مجموعة من النساء تضم على ما يبدو، طالبات اتشحن بالسواد وارتدين النقاب قد تظاهرت أول أمس السبت في كابول، دعماً لفرض قيود على الزي والفصل بين الجنسين في أماكن الدراسة.

إعادة انتشار الشرطة في كابول

وعادت الشرطة الأفغانية إلى الانتشار عند نقاط التفتيش في محيط مطار كابول، إلى جانب قوات تابعة لطالبان، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة الحركة على البلاد، حسبما أفاد عنصران في الشرطة، أمس الأحد.

وكانت الشرطة انسحبت من مواقعها خوفاً من ردة فعل الحركة عندما اجتاحت كابول الشهر الماضي وأطاحت الحكومة، لكن عنصرين في الجهاز الأمني قالا إنهما عادا إلى العمل بعد تلقي اتصالات من قادة في طالبان. وقال أحد أفراد الشرطة لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم الكشف عن هويته: «عدت إلى العمل (السبت) بعد أكثر من أسبوعين من بقائي في المنزل». وأوضح آخر «تلقيت اتصالاً من أحد كبار قادة طالبان طلب مني العودة»، مضيفاً: «كان يوماً رائعاً، ونحن سعداء جداً للخدمة مرة أخرى».

وشاهد مراسل وكالة «فرانس برس» في المطار أمس الأحد، عناصر من شرطة الحدود منتشرين في عدة نقاط تفتيش خارج المباني الرئيسية للمطار، بما في ذلك صالة الرحلات الداخلية. وأكد موظف بالمطار يتولى الأمن ويعمل لشركة خاصة، أن شرطة الحدود منتشرة حول المطار منذ السبت، قائلاً لوكالة «فرانس برس»: «إنهم يتشاركون مهام الأمن مع طالبان».

وتقول حركة طالبان إنها منحت عفواً عاماً لكل من عمل في الحكومة السابقة، بما في ذلك الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى.

ويشير مسؤولون في طالبان إلى أنهم يريدون دمج القوى الأخرى، لكنهم لم يوضحوا كيف سيحدث ذلك، أو كيف سيتعاملون مع جهاز أمني قوامه نحو 600 ألف عنصر.

عودة موظفات إلى المطار

عادت ربيعة (أم لثلاثة أطفال) إلى عملها في مطار كابول. ومن بين أكثر من 80 موظفة كنّ يعملن في المطار قبل سقوط العاصمة في أيدي طالبان في 15 أغسطس، انضمت 12 إلى صفوف الموظفين العائدين هذا الأسبوع. وهن قلة قليلة من النساء في العاصمة اللواتي سُمح لهنّ بالعودة إلى العمل؛ إذ أمرت الحركة معظمهنّ بعدم استئناف وظائفهن حتى إشعار آخر.

ووقفت ست من موظفات المطار العائدات عند المدخل الرئيسي أول أمس السبت، يتجاذبن أطراف الحديث ويضحكن سوياً، بينما كنّ ينتظرن تفتيش مسافرات على متن رحلة داخلية.

الحوالات بالعملة المحلية

وقالت مصادر مطلعة إن البنك المركزي الأفغاني أمر البنوك بقصر صرف الحوالات على العملة المحلية فحسب، في أحدث خطوة للحفاظ على الدولار الأمريكي الشحيح. وكانت حوالات العملة الصعبة مصدراً مهماً للتمويل الخارجي في أفغانستان على مدى أعوام، لكن الدولار بات شحيحاً في أعقاب سيطرة طالبان على البلاد.

وتحت قيادة الحاج محمد إدريس، القائم بأعمال محافظ البنك المركزي والموالي لطالبان ولا يمتلك خبرة مالية سابقة، تحرك البنك لفرض قيود على خروج الدولار من البلاد وسط توقف المساعدات الخارجية وإقبال بعض الأفغان على إخراج مدخراتهم من البلاد.

ومن المتوقع أن تؤدي مزيد من القيود إلى تسريع انخفاض قيمة العملة مقابل الدولار، الأمر الذي سيرفع التضخم في بلد يعيش أكثر من ثلث سكانه على أقل من دولارين يومياً.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"