خيال في تنمية الخيال

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين

هل ستوضع تنمية الخيال في صميم تطوير التعليم، الذي صدر قراره في وثيقة «مبادئ الخمسين»؟ قليل أن يكون التطوير باقة إصلاحات. المنطلق: تشخيص العلل والشوائب المزمنة، والتخلص منها. القائمة طويلة، منها: لازمة الحفظ، عدم تربية العقل الناقد وحس البحث، اغتراب النصوص والمواد عن العصر. تذكيراً بمقولة أينشتاين: «الخيال أهمّ من المعرفة».
من عقبات العادات، أن تقول لحامل شهادة ماجستير: صدر تعيينك مدرّساً للصف الأول الابتدائي. ذكر القلم سابقاً أن هذا المستوى لا محيد عنه في ابتدائيات فنلندا، مع إثبات مواهبه في التدريس لنيل ذلكم الشرف. ماذا لو عيّنوه في حضانة؟ عندئذ تندبه كل خنساء: «أعينيّ جودا ولا تجمدا»... ألا تبكيان لفخر المدى.
المدارس فيها التربية وفيها التعليم. التربية: كيف تفكر، كيف تتعامل مع الجماد والنبات والحيوان والإنسان والمحيط والعالم والكون؟ كل صغيرة أو كبيرة الغاية منها تأهيلك للبحث العلمي. التربية هي تنمية أداء الدماغ. أمّا التعليم فهو اكتساب الأدوات التي هي محور البحث العلمي. 
يجب أن يؤخذ البحث العلمي على أنه ميدان إبداع. نجاح نظام التعليم هو أن يوقع الدارس في غرام العلوم والمعارف. كيف؟ هذه هي مهارات المدرس ومواهبه، لا ذلك المنصوص عليه في المقرر. المعلم الذي كاد أن يكون رسولاً، هو ذلك الذي يبدع في تحليقه وهو يقود سرب الصف في الفضاءات العلى.
 في درس الكيمياء: في البدء لم يكن شيء غير الفيزياء، الطاقة يا أعزائي، عند الانفجار العظيم. كانت الحرارة مليارات الدرجات المئوية. حين انخفضت نسبياً، ظهرت العناصر الأولى، نشأت الكيمياء. مع تشكل النجوم تكونت مجموعة من العناصر الثقيلة، والأثقل صنعتها المستعرات العظمى. على كوكبنا نشأت الحياة، في كل مرة تظهر كائنات أشد تعقيداً إلى أن لاح البشر وجئنا نحن.
 لولا الفيزياء ما وجدت الكيمياء، ولولا الكيمياء ما وجدت البيولوجيا. صدق من قال: إن الكيمياء هي علم المادة التي لديها معلومات. أرأيتم كيف أن الطاقة صارت مادة، وكيف غدت المادة حياة لها أفكار، فهل هذه هي نهاية المطاف؟ عليكم أنتم أن تبحثوا عن قوانين الفيزياء والكيمياء والأحياء. العالم ينتظر بحوثكم.
لزوم ما يلزم: النتيجة العرفانية: هل يمكن أن يكون الكون قد كدح 13.8 مليار سنة لمجرد رؤية أوضاع العالم اليوم؟ في الآي الكريم: «ويخلق ما لا تعلمون». تطوير التعليم ضرورة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"