عادي

«طالبان» تتعهد ببناء جيش ومنع الحرب الأهلية

01:21 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
مدينة كابول كما تظهر صورة التقطها راكب من نافذة طائرة(أ.ف.ب)
عناصر من طالبان في البنك المركزي يعلنون مصادرة اموال ومشغولات ذهبية تعود الى مسؤولين في الحكومة السابقة(رويترز)

شكرت «طالبان» العالم على تعهدات بمئات ملايين الدولارات من المساعدات الطارئة لأفغانستان، وحضت الولايات المتحدة على إظهار «تعاطف» في تعاملاتها المستقبلية معها.

وأعلنت الحركة التحقيق في مكاسب غير شرعية للحكومة السابقة، وطمأنت الجمهور بأن البنوك التجارية آمنة، وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات إضافية لأفغانستان، فيما استؤنف الطيران التجاري بين إيران وجارتها أفغانستان.

«طالبان» تشكر العالم

أكد وزير الخارجية في الحكومة الأفغانية الموقتة أمير خان متقي خلال مؤتمر صحفي، أن الحركة ستنفق أموال المانحين بحكمة وتستخدمها لتخفيف الفقر.

وقال: «نشكر العالم ونرحب بتعهداته لتقديم نحو مليار دولار كمساعدات ونطلب منهم مواصلة دعم أفغانستان».

وشكر أيضاً واشنطن على إظهار تقدير ل«طالبان» بعد استكمال الانسحاب الأمريكي وإجلاء أكثر من 120 ألف شخص الشهر الماضي، وقال: إن «أمريكا بلد كبير ويجب أن يكون قلبها كبيراً».

وكان مؤتمراً للمانحين الاثنين وعد بتقديم 1,2 مليار دولار من المساعدات لأفغانستان.

وتحقق «طالبان» في حسابات مسؤولين كبار في الحكومة الأفغانية السابقة بحثاً عن احتمال وجود مكاسب غير مشروعة، وقال مسؤول في «مصرف أفغانستان» المركزي، لوكالة «فرانس برس»: إن التحقيق قد يفضي إلى تجميد أصول وحسابات مسؤولين سابقين ووزراء ونواب.

تجميد وحدة الاستخبارات المالية

قال أربعة من العاملين بالبنك المركزي إن وحدة بالبنك تقود جهوداً تبذل منذ 15 عاماً لمكافحة التدفقات المالية المحظورة توقفت عن العمل مما يهدد بالتعجيل بخروج البلاد من النظام المالي العالمي. وتشير المعلومات إلى أن «طالبان» مستهدفة.

وحذر بعض الخبراء من أن غياب وحدة الاستخبارات المالية، قد يحد من صلات أفغانستان مع النظام المالي العالمي والمقرضين في الخارج.

تعهد أوروبي بمساعدات إضافية

من جهتها تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أمس الأربعاء، بزيادة المساعدات الإنسانية لأفغانستان ووعدت بأن تقف الكتلة التي تضم 27 دولة بجانب الشعب الأفغاني.

وقالت في خطاب «حالة الاتحاد» السنوي: «يجب أن نبذل كل ما بوسعنا لتجنب الخطر الحقيقي هناك والمتمثل بمجاعة كبيرة وكارثة إنسانية. وسنفعل ما بوسعنا وسنزيد مرة أخرى المساعدات الإنسانية لأفغانستان بمقدار 100 مليون يورو».

لا مفر من الحوار

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: «إن التكتل ليس أمامه خيار سوى التحاور مع حكام أفغانستان الجدد من حركة «طالبان»، وإن بروكسل ستحاول التنسيق مع حكومات الدول الأعضاء لتنظيم وجود دبلوماسي في كابول».

وقال بوريل للبرلمان الأوروبي في ستراسبورج: «الأزمة الأفغانية لم تنته بعد... ولكي تكون لدينا أي فرصة للتأثير على الأحداث، فلا خيار أمامنا سوى التحاور مع «طالبان»».

وحدد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي شروطاً لمعاودة المساعدات الإنسانية والعلاقات الدبلوماسية مع «طالبان»، منها احترام حقوق الإنسان، لاسيما حقوق المرأة.

وقال بوريل: «ربما يكون من المفارقة الحديث عن حقوق الإنسان لكن هذا ما يجب أن نطلبه منهم».

استئناف الرحلات من إيران

إلى جانب ذلك استؤنفت الرحلات التجارية بين إيران وأفغانستان، أمس الأربعاء، بعد شهر من التوقف.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية فارس أمس، بأنه نقلت شركة ماهان للطيران ركاباً من مطار مشهد (شمال شرقي ايران) إلى مطار كابول. وهي أول رحلة من نوعها بين البلدين منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان في 15 أغسطس/آب. وفي السابق، كانت هذه الشركة تسيّر رحلتين أسبوعياً بين مشهد وكابول.

واشنطن تجلي 500 أفغاني

و أعلنت الولايات المتحدة أنها أجلت حوالى 500 عسكري ومدني أفغاني من أوزبكستان، البلد المجاور لأفغانستان والذي قالت حكومته إنه أصبح خالياً من اللاجئين الأفغان الذين فرّوا من حركة «طالبان».

وقال متحدث باسم السفارة الأمريكية في طشقند لوكالة «فرانس برس» إنّالولايات المتحدة، أجلت من مطار ترمذ (جنوب) بمساعدة الحكومة الأوزبكية 494 أفغانياً من عسكريين ومدنيين، وأضاف في اتصال هاتفي أن عملية الإجلاء أُنجزت يومي 12 و13 سبتمبر.

أعلنت حركة طالبان أنها شرعت في الاستعداد لإنشاء جيش نظامي في البلاد. وقال قاري فصيح الدين الذي تولى منصب قائد أركان الجيش في الحكومة، إن المشاورات جارية بخصوص بناء الجيش، مضيفاً أن الجيش سيتم تأسيسه في المستقبل القريب. وأشار إلى ضرورة تدريب قوات مسلحة لحماية أفغانستان، متعهداً بمحاربة كل من يواجه طالبان ومن يحاول جر البلاد إلى حرب أهلية.

ونقلت «بي بي سي» البريطانية عن مسؤولين رفيعي المستوى في حركة طالبان أن خلافاً كبيراً اندلع بين قادة الحركة بشأن تشكيلة الحكومة الجديدة. وقال المسؤولون ل«بي بي سي» إن مشادة بين المؤسس المشارك للجماعة الملا عبد الغني بردار، وأحد أعضاء مجلس الوزراء، وقعت في القصر الرئاسي في كابول نهاية الأسبوع الماضي.

وقال مصدر من طالبان لخدمة «بي بي سي باشتو» إن بردار وخليل الرحمن حقاني، وزير شؤون اللاجئين وشخصية بارزة في شبكة حقاني المتشددة، تبادلا كلمات قوية، بينما تشاجر أتباعهما في مكان قريب. وقيل إن الخلاف نابع من الانقسامات حول من يجب أن ينسب إليه الفضل في انتصار طالبان في أفغانستان. ويعتقد بردار أن التركيز يجب أن ينصب على الدبلوماسية التي يقوم بها أشخاص مثله، بينما يقول أعضاء من جماعة حقاني، التي يديرها أحد كبار شخصيات طالبان وداعموهم، إن ذلك تحقق من خلال القتال.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"