- نوار القاسمي: المعرض تخطى محيطه الإقليمي
الشارقة: زكية كردي
بمشاركة 53 مصوراً من أكثر من 30 دولة، افتتحت مؤسسة الشارقة للفنون، مساء السبت، النسخة التاسعة من معرض «الشارقة وجهة نظر» في استوديوهات الحمرية بالشارقة، ويستمر حتى 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
حضر الافتتاح الشيخة نوار بنت أحمد القاسمي مدير المؤسسة، وسعيد عبيد الشامسي مدير الديوان الأميري في منطقة الحمرية، وحميد سيف الشامسي رئيس المجلس البلدي لمنطقة الحمرية، ومبارك راشد الشامسي مدير بلدية منطقة الحمرية، وعلي الشعالي الوكيل المساعد المكلف لقطاع التراث والفنون في وزارة الثقافة والشباب.
وأُعلن أثناء الحفل عن أسماء الفائزين بجوائز الفئات الأربع للتصوير، التي تضمنها المعرض لهذا العام، وهم: رياض عابدين عن فئة التصوير الصحفي التوثيقي، وخديجة الأبيض عن فئة التصوير الأدائي، وعشق كايا عن فئة التصوير المفاهيمي، ودافاشيش غاور عن فئة التصوير التجريبي.
وأشارت الشيخة نوار بنت أحمد القاسمي إلى تنوع الأعمال المشاركة في هذه الدورة، وقالت: شهد المعرض تطوراً ملحوظاً في نوعية الأعمال واتساع نطاق المشاركة فيه، واستطاع عبر دوراته المتعاقبة تخطي محيطه الإقليمي، والانفتاح على التجارب الفوتوجرافية من شتى أرجاء العالم. وأضافت: أعرب عن شكري وتقديري لجميع المتقدمين بطلبات المشاركة، ولجميع المصورين الذين تم اختيار أعمالهم للمشاركة في هذا المعرض.
ضم المعرض في نسخته التاسعة طيفاً واسعاً من الفنانين المحترفين والمشاهير والمبتدئين حسب مي القايدي، منسق معارض في مؤسسة الشارقة للفنون؛ إذ إن الدعوة مفتوحة للمشاركة أمام الجميع ليختاروا المفاهيم والأفكار التي يريدونها، لكن المواضيع جاءت منسجمة في فئات محددة جعلت أمر تصنيفها ضمن فئات محددة أكثر سهولة، فغلبت عليها الظروف البيئية أو السياسية أو الثقافية التي تمر بها بلدانهم، وتحدث البعض عن ثورات سياسية، بينما حاول آخرون اكتشاف هوياتهم من خلال الصور العائلية والأرشيف، وذهب البعض إلى الاستغراق في تصوير خصوصياتهم، وجاءت المشاركات من 53 مصوراً، من أكثر من 30 دولة، وجاوز عدد الصور المعروضة ال 200 لقطة؛ إذ اختار كل مصور أن يعرض أعماله ضمن مجموعة تراوح بين صورة إلى ست صور، وذكرت أن المميز لهذا العام هو تحديد أربع فئات للتصوير؛ هي: المفاهيمي، والتجريبي، والأدائي، والصحفي التوثيقي، واختارت لجنة التحكيم فائزاً واحداً عن كل فئة ليحصل على جائزة نقدية تقدر ب 1500 دولار.
عن سبب الابتعاد عن الألوان نسبياً في المعرض ككل؛ إذ طغى التصوير بالأبيض والأسود على النسبة الأكبر من الأعمال المعروضة، قالت: أعتقد أن هذا عائد إلى محاولات الفنانين اكتشاف إمكانات التصوير الفريدة للكاميرات الديجيتال؛ إذ إن هناك فنانين استخدموا التصوير بالكاميرات الفورية، أو التصوير التجريبي من خلال كاميرا ذات ثقب، ولدينا أيضاً التصوير بكاميرا الميديوم فورمات.
عناصر جمالية
اختارت الأعمال الفائزة لجنة تحكيم مكونة من الفنان عمار العطار، والمصورة والمهندسة المعمارية شام إنباشي، والمصور محمد كيليطو، والكاتبة والفنانة علياء الشامسي.
وأشارت علياء الشامسي إلى أن عمل رياض عابدين الفائز عن فئة التصوير الصحفي التوثيقي يضعنا في جو من السكينة ويحتوي على العديد من العناصر الجمالية التي لا تكتفي بلفت انتباه المشاهد فحسب؛ بل تدفعه للغوص في هذه الصور التي تبوح بقصص لا تحتاج إلى كلمات.
بينما نوه عمار العطار بفوز سلسة المصور دافاشيش غاور في فئة التصوير الأدائي قائلاً: تتأتّى السلسلة الفائزة لغاور من فكرة مهمة، فالكتابة كانت معبرّة جداً عن الصور، والصور قريبة من التجربة الشخصية التي يحاول إيصالها للمتلقي.
وقال محمد كيليطو عن مشروع «طبيعة ثانية» للمصورة عشق كايا الفائز بجائزة التصوير المفاهيمي: إنه يحفز فطنة المشاهد ومشاعره وينشئ معها رابطاً من نوع ما، عبر أصالة الصور ولغتها البصرية الشائكة والرؤية التي اعتمدت عليها عشق لتنفيذ مشروعها.
وعن فوز أعمال المصورة خديجة الأبيض بجائزة التصوير الأدائي قالت شام إنباشي: يتميز التصوير الأدائي بسيطرة مطلقة على العناصر التي تشكّل جزءاً من كلٍّ متكامل، لكن النجاح يكمن في فسح المجال لوجودها الطبيعي، وأعتقد أن الأبيض نجحت في ذلك.
