عادي

المؤتمرات الصحفية.. ضحك ولعب وهزل

10:36 صباحا
قراءة 6 دقائق
مورينيو يعرض صورة الصحفية آبي باترسون
مورينيو يعرض صورة الصحفية آبي باترسون
  • إعداد: معن خليل

تكون المؤتمرات الصحفية الرياضية عادة جدية جداً، ولكن أحياناً تخرج عن سياقها ورصانتها فتتحول إلى كوميدية تزرع البسمة والضحكات للحظات، وهنا أشهر المؤتمرات الصحفية الهزلية:
يعد البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب روما الإيطالي الحالي ملك المؤتمرات، فهو دائماً يثير الجدل بكل ما يفعله، فعندما كان مدرباً لمانشستر يونايتد الإنجليزي مثلاً فوجئ خلال حديثه عن مباراة فريقه أمام ليفربول في الدوري بهاتف محمول يرن أمامه بعدما نسي صاحبه تغييره إلى وضعية صامت.
انتظر الصحفيون أن يعلن مورينيو المعروف بطبعه الحاد غضبه، لكن بدلاً من ذلك حمل الهاتف وبدأ يتحدث إلى المتصلة التي تبين أيضاً أنها صحفية وتدعى آبي باترسون، وكانت تريد الاستفسار عن شيء ما من زميلها دومينيك ماكغينيس الذي كان حاضراً مؤتمر لقاء مانشستر يونايتد وليفربول.
ضحك كل من حضر المؤتمر الصحفي على المشهد الكوميدي، لكن آبي باترسون كانت المستفيدة الأكبر بعدما سوقت لنفسها، ووضعت صورة المدرب البرتغالي وهو يحمل التلفون ويتكلم معها، خلفية لحسابها الشخصي في «تويتر»، وكتبت: يا له من يوم، على الأقل اخترت صورة جميلة لحسابي.
وليس مورينيو وحده من حول مؤتمره الصحفي إلى لحظات كوميدية، حيث سبقه إلى ذلك كثيرون من مدربين ولاعبين، وكان أبرزهم خوسيه لويس مينديليبار مدرب نادي إيبار الإسباني من 2015 حتى الآن فقد ظهر في إحدى مؤتمراته بموقف غريب، مما أثار حالة رعب شديدة داخل قاعة المؤتمرات الصحفية بسبب انطلاق إنذار انتشار فيروس خطير.
وخلال المؤتمر الصحفي لمباراة إيبار أمام ضيفه سيلتا فيغو ضمن منافسات الدوري الإسباني، تفاجأ المدرب مينديليبار باقتحام أشخاص يرتدون ملابس خاصة وسط انطلاق جهاز الإنذار لإمكانية انتشار فيروس خطير ومعد، وتم إعطاء المدرب واقياً للتنفس وتم إخراجه من قاعة المؤتمرات وسط توزيع هؤلاء الأشخاص لورقة مكتوب عليها: «اإنتبهوا.. فيروس إيبار ينتشر»، قبل أن يكشف النادي لاحقاً أن كل ما دار في قاعة المؤتمرات كان مجرد تمثيلية، الغرض منها جلب انتباه المشجعين لحثهم على شراء التذاكر والاشتراك بالحسابات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

مدرب إيبار يضع قناعاً واقياً خلال مؤتمر صحفي خوفاً من فيروس
مدرب إيبار يضع قناعاً واقياً خلال مؤتمر صحفي خوفاً من فيروس

كاندي كراش
وقد يكون التمثيل في المؤتمرات الصحفية مختلفاً، ومن أجل التعبير عن الاعتزاز بالنفس، كما فعل الإيطالي كلاوديو رانييري في فبراير عام 2016، فعندما كان فريقه السابق ليستر سيتي متصدراً للدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم «البريميرليغ»، ظهر المدرب وهو يتحدث مازحاً عن سهولة الوصول إلى القمة، حيث كان يحمل هاتفاً محمولاً وعلى شاشته لعبة «الكاندي كراش».
وقال رانييري المعروف بكثرة مواقفه الطريفة:صدارة ليستر سيتي للدوري الإنجليزي سهلة للغاية، والدليل أن مهاجمي الفريق رياض محرز وجيمي فاردي يحرزان الأهداف وأنا ألعب «الكاندي كراش».
وحتى الفرنسي آرسين فينغر مدرب أرسنال الإنجليزي السابق الذي لا يضحك إلا نادراً، صادف حادثاً مضحكاً خلال مؤتمر صحفي كان مخصصاً له بعد مباراة تأهل فريق «المدفعجية» إلى الدور ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بعد تجاوز ميدلزبرة، وعندما بدأ بالكلام عن الهدف الثاني الذي سجله مواطنه جيرو جاء اتصال لأحد الصحفيين ما جعل فينغر يتوقف عن الحديث، ويبحث عن التلفون ضاحكاً، فيما انفجر كل من في القاعة بالضحك أيضاً من غرابة رنين التلفون.

رانييري يلعب كاندي كراش
رانييري يلعب كاندي كراش

وقد تكون المواقف الكوميدية عن طريق اقتحام المؤتمر الصحفي، كما فعل لاعبو برشلونة العام الماضي، فبعد فوزهم على نادي خيتافي في الدوري الإسباني، أرادوا الاحتفال بعيد «الهالويين» الذي صادف يوم اللقاء على طريقتهم، من خلال مفاجأة المدرب السابق للفريق لويس إنريكي وهو يتحدث في المؤتمر الصحفي، والمفارقة أنهم دخلوا وهم يغطون وجوههم بأقنعة خاصة بالمناسبة إلى غرفة أخرى كان يتحدث فيها مدرب الفريق المنافس، حيث فوجئ الحضور بما حصل وانتقدت الصحافة الواقعة بعدما فسرتها أنها تقلل من قيمة الفريق الخصم.
وقد يكون الاقتحام عدوانياً، وهو ما حصل عندما قامت مجموعة من مشجعي ألتراس نادي ليفسكي صوفيا البلغاري بالدخول إلى المؤتمر الصحفي لمدرب الفريق إيفايلو بيتيف ليحيطوا به قبل أن يجبروه على خلع سترته التي تحمل شعار النادي ثم طردوه من المؤتمر والسبب يرجع إلى علم المشجعين بأن المدرب الذي كان جديداً في ذلك الوقت هو من مشجعي عدوهم فريق سسكا صوفيا. 
خفة دم
أما بعض المواقف فتحتاج فقط إلى خفة دم تضفي بعض البهجة، ففي بطولة كوبا أمريكا عام 1989، نجح مدرب المنتخب التشيلي وقتها أورلاندو أرافينا في تهدئة الوضع المتوتر خلال مؤتمر صحفي بجملة طريفة ساعدته في الوقت ذاته على التملص من الإجابة على سؤال محرج، فبعدما سأله أحد الصحفيين «كيف سيلعب منتخب تشيلي أمام الأرجنتين؟»، أجاب مازحاً: «بالزي الأحمر والأزرق إضافة إلى جوارب بيضاء».

موقفان لبيكهام
وليست المواقف الكوميدية حكراً على المدربين فقط، بل تتعداهم إلى اللاعبين ومنهم الإنجليزي المعتزل ديفيد بيكهام الذي أجاب خلال مؤتمر صحفي عقده عام 2015 للحديث عن مواجهة خيرية لصالح اليونيسيف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة)، على هاتف أحد الصحفيين.
وتفاجأ بيكهام برنين هاتف صحفي موضوع على الطاولة بوضعية تسجيل الصوت، في المؤتمر الذي انعقد على ملعب مانشستر يونايتد «أولد ترافورد»، وعندما كان يتحدث عن ذكرياته مع النجوم أمثال بول سكولز وكلارنس سيدورف، رن الهاتف وبحركة فكاهية قام النجم الإنجليزي بالرد على المكالمة، وحاز مقطع الفيديو الذي يصور ذلك الموقف، آلاف المشاهدات بعد نشره على موقع «يوتيوب».
وكان لبيكهام موقف مماثل ولكن في عام 2012 عندما كان مازال لاعباً في صفوف نادي لوس أنجلوس جالاكسي، وعندما كان يتحدث في مؤتمر صحفي خاص بكأس «أم أل أس» الأمريكي رن الهاتف الخاص بأحد الصحفيين، قبل أن يتفاجأ الحضور الذي أمامه، بطرح سؤال عليهم إذا كان ينبغي عليه أن يرد على الهاتف، ولما وجد الهاتف هو الآيفون، قال: «إنه ليس سامسونج، آسف لا أستطيع الرد»، وذلك في إشارة إلى أنه سفير هواتف سامسونج، ولايستطيع أن يجيب على هاتف آيفون في مكان عام حتى لا يعتبر الأمر أنه بمثابة دعاية مجانية له.

بيكهام يجيب على هاتف أحد الصحفيين
بيكهام يجيب على هاتف أحد الصحفيين

أما القصة الأشهر، فكانت عام 2014، حيث لم يفهم البرازيلي مارسيلو مدافع ريال مدريد الإسباني سؤال الصحفي عند الرد عليه، مما أثار نوبة ضحك شديدة لدى النجم السابق للريال البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كان جالساً بجواره في مؤتمر صحفي عقد بعد الفوز على فريق بايرن ميونيخ الألماني في دوري أبطال أوروبا.
وتحدث مارسيليو بكلمات ساخرة وبشكل مغاير عن السؤال عن فريق تشيلسي الإنجليزي، حيث أبدى المدافع البرازيلي تخوفه من مواجهة تشيلسى فى نهائي البطولة، منتقداً طريقته الدفاعية، بقوله مازحاً: «تشيلسي يلعب مهاجماً ويقترب من المرمى كثيراً، هم فقط يريدون ركن الحافلة»، في إشارة إلى طريقته الدفاعية المبالغ فيها التي كان يعتمدها وشبهها البعض أنها مثل ركن حافلة أمام المرمى.
وبدأ رونالدو بالضحك وحاول مارسيلو أن يكتم ضحكته بشدة إلا أن اللاعب البرتغالي لم يتمالك نفسه وضحك بشدة، فضحك معه مارسيليو، ولم يتوقف المسلسل عندما هذا الحد، ذلك أن أحد الصحفيين سأل اللاعب الكرواتي لوكا مودريتش إذا كان يخاف هو أيضاً من مواجهة تشيلسى في النهائي، فلم يرد، فكرر الصحفي سؤاله وقال له هل تسمعني، فقال له مارسيليو: لن يسمعك لأن شعره يغطي أذنه، لينتهي المؤتمر وسط ضحك الثلاثي المدريدي، في مؤتمر صحفي وصف أنه الأكثر فكاهة في عام 2014.
لكن تصبح الأمور أكثر كوميدية عندما يكون من يتصدر المشهد في المؤتمرات الصحفية هو طفلة، وهذا ما حدث أكثر من مرة مع ستيفن كوري نجم غولدن ستايت وأحد أفضل اللاعبين في الدوري الأمريكي لكرة السلة.
واعتاد كوري أن يصطحب معه طفلته رايلي خلال بعض مؤتمراته الصحفية، لكن بدلاً أن يخطف هو الأضواء فإن من كان يفعل ذلك هو ابنته الصغيرة التي خرجت في أحد المؤتمرات من تحت منضدة وألقت تحية متكررة على الصحفيين في موقف طريف غير مسبوق في الملاعب الرياضية.
وتكرر الأمر أكثر من مرة مع رايلي، التي قالت عنها الصحافة إنها تستحق أيضاً جائزة ذات قيمة مساوية أو أكبر من والدها الذي نال لقب أفضل لاعب في الدوري الأمريكي للسلة سابقاً، ذلك أن الطفلة أضاءت روح غرف المؤتمرات الصحفية التي تكون عادة جدية.
وكتبت الصحافة الأمريكية أيضاً أن الابنة رايلي هي من تجعل الأب كوري متألقاً دائماً وتضفي عليه سعادة كبيرة وتؤثر بشكل كبير في حياته، كما أن بظهورها الدائم على خشبة مسرح تؤكد فكرة كيفية التوازن بين العمل والحياة.

مارسيليو ورونالدو يضحكان بشدة
مارسيليو ورونالدو يضحكان بشدة

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"