عادي

بعد احتجازها 3 سنوات.. المديرة المالية لـ«هواوي» تغادر كندا

11:41 صباحا
قراءة 4 دقائق
مديرة هواوي

فانكوفر (كندا) - (أ ف ب)

توجّهت المديرة الماليّة لشركة «هواوي» منغ وانتشو التي كانت تخضع للإقامة الجبريّة في كندا مُنذ ثلاث سنوات، الجمعة إلى الصين، بعد أن أمرت قاضية كنديّة بإطلاق سراحها إثر التوصّل إلى تسوية بين واشنطن و«هواوي».

بعيد ذلك، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أنه تم الإفراج عن الكنديَّين مايكل سبافور ومايكل كوفريغ اللذين كانا معتقلين في الصين منذ أواخر 2018، مؤكداً أنهما في طريق عودتهما إلى كندا.

واستقلّت منغ التي تبلغ (49 عاماً) طائرة متّجهة إلى مدينة شنجن، حسب ما أظهرت لقطات تلفزيونيّة، بعد فترة وجيزة على إطلاق سراحها بموجب التسوية.

وأمرت قاضية كنديّة الجمعة بإطلاق سراح منغ، منهيةً بذلك إجراءات تسليمها، في جلسة استماع قصيرة بالمحكمة العليا في فانكوفر. وعُقدت جلسة الاستماع هذه بحضور منغ، بعد ساعات قليلة على التوصّل إلى تسوية بين واشنطن و«هواوي» تسمح للمديرة الماليّة لشركة الاتّصالات الصينيّة العملاقة، المحتجزة منذ ثلاث سنوات في كندا، بالعودة إلى الصين.

كانت قضيّة منغ فاقمت الانقسام بين بكين وواشنطن، فيما علِقت كندا في النزاع القانوني بينهما. وقالت القاضية هيذر هولمز بعد الجلسة «وقّعتُ أمر الإفراج». في أعقاب ذلك، عقدت منغ مؤتمراً صحفيّاً وجيزاً شكرت فيه خصوصاً القاضية وعائلتها وأصدقاءها.

وقالت: «خلال السنوات الثلاث الماضية، انقلبت حياتي رأساً على عقب. كانت فترة مقلقة لكوني أمّاً وزوجة» وموظّفة في شركة.

بعد الحكم، أكّدت وزارة العدل الكنديّة أنّ منغ «حرّة في مغادرة كندا» وأنّها استفادت من «العدالة الإجرائيّة أمام المحاكم، وفقاً للقانون الكندي».
كان القضاء الأمريكي وافق في وقتٍ سابق على التسوية التي توصّلت إليها واشنطن مع منغ.

وتنصّ التسوية على تعليق الإجراءات القضائيّة بحقّ منغ، لتجنيبها التّهم الموجّهة إليها والتي أدّت إلى احتجازها منذ ثلاث سنوات في كندا، وهو ما مهّد في نهاية المطاف الطريق لإطلاق سراحها.

وقال محامي وزارة العدل الأمريكيّة ديفيد كيسلر، خلال جلسة عقِدت في محكمة فيدراليّة في بروكلين، إنّ الإدارة الأمريكيّة وافقت على تعليق الإجراءات القضائيّة بحقّ منغ حتّى الأوّل من ديسمبر/كانون الأوّل 2022 شرط التزامها ببنود الاتّفاق، على أن تُسقط التّهم بعد ذلك.

كما طلب «إطلاق سراحها بناءً على تعهّد شخصيّ»، من دون أيّ كفالة ماليّة، قائلاً إنّ الوزارة ستتخلّى عن المطالبة بترحيلها إلى الولايات المتحدة لمحاكمتها.

كانت السلطات الكنديّة أوقفت منغ في فانكوفر في ديسمبر/كانون الأول 2019، بناءً على مذكّرة أمريكية اتّهمتها بالاحتيال على مصرف «إتش إس بي سي» ومصارف أخرى، عبر التلاعب بالروابط بين «هواوي» وشركة «سكايكوم» التابعة لها التي باعت معدّات اتّصالات لإيران.

ووفقاً لوزارة العدل الأمريكيّة، اعترفت منغ، بموجب بنود الاتّفاق، بأنّها أدلَت في ذلك الوقت بـ«تصريحات خاطئة» وبأنّها «حجبت الحقيقة» على مصرف «إتش إس بي سي» حول «أنشطة هواوي في إيران»، الدولة الخاضعة لعقوبات أمريكيّة ودوليّة.

وكانت قاضية المحكمة الفيدراليّة في بروكلين، آن دونلي، قد وافقت رسميّاً على الاتّفاق مع منغ، واصفةً إيّاه بأنّه «جدّي». وفي حال لم يتمّ الإخلال بهذا الاتّفاق بحلول الأوّل من ديسمبر/كانون الأول 2022، تسقط الملاحقات القضائيّة، وفق ممثّل وزارة العدل الأمريكيّة.

كانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أوردت في وقت سابق أنّ الاتّفاق قد يسمح لمنغ بالعودة إلى الصين من دون مواجهة عقوبة بالسجن في الولايات المتحدة. ونقلت الإذاعة العامّة الكنديّة «سي بي سي» من جهتها عن مصادر لم تُسمّها أنّه إذا ما سارت محكمة نيويورك بالاتّفاق، يُمكن عندها رفع الإقامة الجبريّة المفروضة على منغ وإسقاط قضيّة تسليمها إلى الولايات المتحدة. ومنغ ابنة مؤسّس شركة «هواوي» رن تشانغفي، وكانت أيضاً عضواً في مجلس إدارة «سكايكوم».

الإفراج عن كنديَين

يتّهم النظام المالي الأمريكي منغ بإخفاء تعاملات ماليّة للشركة وانتهاك العقوبات الأمريكيّة على إيران والكذب بشأنها على محقّقي مكتب التحقيقات الفيدرالي. وكانت واشنطن التي شنّت حملة ضدّ «هواوي» لبيعها هواتف يُزعم أنّها تسمح للحكومة الصينيّة بالتجسّس على الأمريكيّين، قد ضغطت على كندا لاعتقال منغ.

وُضعت منغ التي كانت تُواجه عقوبة بالسجن 30 عاماً، قيد الإقامة الجبريّة في كندا بعد احتجازها، بينما ضغطت وزارة العدل الأمريكيّة لتسليمها. والصين التي وصفت قضيّتها بأنّها «سياسيّة بالكامل»، احتجزت بعد أيّام على اعتقال منغ، مواطنَين كنديَين هما رجل الأعمال مايكل سبافور والدبلوماسي السابق مايكل كوفريغ، بتهمة التجسّس.

وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الجمعة أنه تم الإفراج عن الكنديَّين سبافور وكوفريغ اللذين كانا معتقلين في الصين منذ أواخر 2018، مؤكداً أنهما في طريق عودتهما إلى كندا. وأتى ذلك بعد فترة وجيزة على مغادرة منغ كندا متوجهةً إلى الصين.

وقال ترودو في مؤتمر صحفي: «منذ نحو 12 دقيقة، غادرت الطائرة التي تقل مايكل كوفريغ ومايكل سبافور المجال الجوي الصيني، وهما في طريقهما إلى كندا».

أضاف: «هذان الرجلان عاشا محنة مروعة خلال أكثر من ألف يوم. لقد أظهرا تصميماً وقدرة على التكيف في كل خطوة، وهما مصدر إلهام لنا جميعاً». وتابع: «بما أن هذه عملية تجري حالياً، لا يمكنني مشاركة التفاصيل المتعلقة بها».

من جهته أشاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بقرار السلطات الصينية الإفراج عن الكنديَين بعد احتجازهما «التعسفي». في أغسطس/آب، حكم القضاء الصيني على سبافور بالسجن 11 عاماً، في حين لم يُعلن أيّ قرار في قضيّة كوفريغ.

واتّهمت دول غربيّة الصين باتّباع «دبلوماسيّة الرهائن» في قضية الكنديَين التي أوصلت العلاقات بين بكين وأوتاوا إلى أدنى مستوياتها. وسبق أن ندّد ترودو بالحكم ضدّ سبافور، ووصفه بأنّه «غير مقبول وغير عادل»، معتبراً أنّ الاتّهامات بحقّه «ملفّقة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"