إلى تحالف المستقبل

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

من الطبيعي أن ينشغل الأهل، وتحديداً الأب والأم، وأيضاً المربون والمعلمون والقادة والحكماء، بالمستقبل. ومع أن كل واحد منهم له أسبابه الوجيهة والمبررة في مثل هذا الانشغال والتفكير المستقبلي، إلا أن الواقع يوضح أن كل من خطط وأعد العدة للمستقبل والأيام المقبلة هو الأكثر نجاحاً وتفوقاً وأيضاً أكثر راحةً.
 وما يحدث مع الأسف أن هناك ثقافة سائدة أو مترسبة في عمق الكثير من الناس، وفي مختلف المجتمعات بأن يتم التركيز على الحاضر والوقت الذي نعيشه، وألا نشغل أنفسنا بأي مؤثرات خارجية أخرى، خاصة عندما تساق المبررات لمثل هذا الرأي، ومنها أن الانشغال بالمستقبل يفقدك الحاضر ولذة الواقع وما تعيشه، وهذا صحيح إن تم النظر إلى المستقبل كهاجس وتحد قاس، أو لمرحلة مظلمة غير واضحة وضبابية، فإنه دون شك سيتسبب في الاضطراب ويفسد علينا اللحظة، وكما قال الفيلسوف والمؤلف الفرنسي دنيس ديدرو: «لا تجعل خوفك من المستقبل يفسد عليك حياتك الحاضرة»، لكن الحقيقة أو الموضوع ليس بهذه الوضعية ولا بكل هذه السوداوية، وإنما هي عملية تخطيط وإعداد، عملية استطلاع للواقع الحالي واستشفاف الأيام المقبلة، ومحاولة الاكتشاف والمعرفة واستباق أي مخاطر أو تحديات قد تقع، وذلك من خلال إعداد النفس وتجهيزها بالمعرفة والعلوم والتدريب.
ولا يقصد لا من قريب ولا من بعيد أن تفسد أية بهجة تعيشها أو أن تشوه أي لحظة جميلة أو أن تحول سعادتك وبهجتك إلى حزن وكآبة، وأيضاً لا يقصد بأن تعيش في اضطراب أو مخاوف، بل على العكس تماماً، عملية التخطيط للمستقبل بمثابة التجهيز والإعداد، من شأنها أن ترفع من معنوياتك خاصة عندما تنجح في وضع تلك الخطط بدقة وموضوعية، وأيضاً عندما تشعر بأنك على استعداد لهذا المستقبل، هذا سيدفع بك لمواجهة الحاضر بشكل إيجابي وبثقة أكبر، الخطة وتوقع قادم الأيام يعنيان المزيد من الفرص، والمزيد من النجاحات، والأهم ألا تقع في اختيارات خاطئة قد تعيق تقدمك وفرص نجاحك. على مستوى الأفراد، تصبح عملية الاستعداد للمستقبل حيوية ومهمة، ولا أدل على تلك الأهمية القصوى لها من منهجيتها التي تسير عليها الدول الأكثر نجاحاً في العالم، فضلاً عن المؤسسات والهيئات المتفوقة والمبدعة. قم باختيار المستقبل وخطط له بشكل جيد، وتحالف مع النجاح.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"