عادي

انقسام في الاتحاد الأوروبي بشأن استراتيجية دفاعية مشتركة

18:40 مساء
قراءة 4 دقائق
3
الاتحاد الأوروبي

فشل قادة الاتحاد الأوروبي في تخطي الانقسامات بشأن تشكيل قوة دفاع مستقلة، على الرغم من الغضب الناتج عن الانسحاب الفوضوي لقوات الغرب من أفغانستان وحافز جديد لدى فرنسا بعد استبعادها من اتفاقية استراتيجية أمريكية، انتقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج، مسعى إيجاد جهاز دفاعي أوروبي «منافس» للحلف الأطلسي.

قال دبلوماسيان ل«رويترز» إن القادة الأوروبيين الذين اجتمعوا على العشاء في سلوفينيا ليل أمس الأول الثلاثاء، انقسموا إلى معسكرين  الأول دول شرقية تخشى روسيا وتريد تقوية أوروبا في إطار حلف شمال الأطلسي، والثاني دول بقيادة ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا، تريد قدرات أكثر قوة للاتحاد الأوروبي.

وقبل العشاء الذي أقيم في قلعة بردو خارج العاصمة لوبليانا، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للصحفيين إنه يتعين على التكتل الذي يضم 27 دولة بذل المزيد لمواجهة الأزمات على حدوده، وأن يكون مسؤولاً عن أمنه.

وعلى الرغم من إحراز تقدم في تأسيس صندوق دفاع مشترك للتعاون في صناعة الأسلحة، فإن الاتحاد الأوروبي لم ينشر بعد مجموعاته القتالية التي تصل إلى حجم الكتيبة خلال أي أزمة.

وقال مسؤول أوروبي كبير: «دار نقاش القادة حول ما إذا كنا في حاجة إلى الاختيار بين قوتنا الاقتصادية والعسكرية»، في إشارة إلى دور الاتحاد الأوروبي كأكبر مانح للمساعدات وأكبر تكتل تجاري في العالم.

انتقاد الجهاز الدفاعي المنافس ل «الناتو»

من جانبه، وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، من واشنطن انتقادات للدول الساعية إلى تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية، مشدداً على أن إيجاد هيكليات «منافسة» لحلف الناتو يهدد بإضعافه وتقسيمه.

وقال ستولتنبرج: «يتّفق حلفاء الناتو على هدفنا العام المتمثل بالبقاء موحّدين». وتابع: «لكنّي لا أؤمن بالجهود الرامية إلى إنشاء أمر ما خارج إطار حلف الأطلسي، أو منافسته أو استنساخه».وفي رسالة موجّهة إلى قادة الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ، شدد ستولتنبرج على أن 80 في المئة من الإنفاق الدفاعي للحلف الأطلسي مصدره دول غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأوضح: «هناك بالطبع الولايات المتحدة وأيضاً حلفاء آخرون».وأضاف ستولتنبرج: «هناك أيضا الجغرافيا، تركيا جنوباً، النرويج وآيسلندا شمالاً، الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة غرباً.إنها دول ذات أهمية على صعيد حماية أوروبا بأسرها».

عضوية البلقان

من جهة أخرى، انضم قادة دول البلقان الست، صربيا والجبل الأسود والبوسنة ومقدونيا الشمالية وكوسوفو وألبانيا، إلى قادة الاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، في إطار استراتيجية طويلة الأمد للتكتل تهدف إلى تكوين حلقة من الأصدقاء من جنوب شرق أوروبا وشمال إفريقيا.

وبحث قادة الاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، دعم دول البلقان التي تلقت تطمينات، لكن من دون أي تقدم ملموس في مساعيها للانضمام إلى التكتل.

وطرح الاتحاد مسألة تقديم دعم اقتصادي بمليارات اليورو لجيرانه الشرقيين خلال القمة.

وتسعى المفوضية الأوروبية إلى إظهار أنها لا تزال أفضل خيار استراتيجي للمنطقة.

لكن يستبعد تحقيق أي اختراق خلال اللقاء مع قادة كل من ألبانيا والبوسنة وصربيا ومونتينيغرو وجمهورية مقدونيا الشمالية وكوسوفو بشأن الطريق الشاق أمام هذه الدول للانضمام إلى النادي الأوروبي.

في الأثناء، يزداد القلق من احتمال اختيار بعض الدول المرشحة لعضوية التكتل التقرّب من روسيا والصين كرد فعل على التململ الناجم عن الانتظار عبثاً لسنوات فتح الاتحاد الأوروبي أبوابه أمامها.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي: «إنها لحظة مناسبة لنكون حازمين ونوضح أن الاتحاد الأوروبي، سيبقى أكبر جهة مانحة للمنطقة. ولا يزال الاتحاد الأوروبي المستثمر الرئيسي في المنطقة وأقرب شريك تجاري لها».

حفل زفاف في غياب المدعوين 

طرأ جمود في السنوات الأخيرة على مساعي الاتحاد الأوروبي، للتوسّع بعدما كان الأمر ضمن أولوياته؛ إذ تخشى بعض الدول الأغنى من تسبب ذلك في موجة هجرة جديدة فيما يجد بعض المتقدمين بطلبات الانضمام صعوبة في تطبيق الإصلاحات المفروضة.

وفي البداية، عرقلت فرنسا والدنمارك وهولندا في 2019 المحادثات بشأن انضمام ألبانيا و مقدونيا الشمالية. واليوم، باتت بلغاريا العقبة الرئيسية أمام تحقيق أي تقدم في هذا الصدد.

وخلال جولة في المنطقة الأسبوع الماضي، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عن أملها في إطلاق محادثات مع مقدونيا الشمالية وألبانيا العام الجاري.

ورد رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، بالقول: «استعدينا لحفل الزفاف عدة مرات.. لكن المدعوين لم يأتوا. ولم نعد نحضّر لحفل الزفاف، لكننا نواصل التعبير عن حبنا».

وأكد الاتحاد الأوروبي في مسودة البيان الختامي التي اطلعت عليها «فرانس برس»، التزامه بعملية التوسيع، وهي فقرة لم تكتب إلا بعد سجالات حامية في أوساط الدول الأعضاء في التكتل.

في المقابل، يدرس الاتحاد الأوروبي، اتفاقاً اقتصادياً من شأنه تقديم حزمة غير مسبوقة، تصل قيمتها إلى 30 مليار يورو (35 مليار دولار) إلى المنطقة.وتعهّد مسؤولون بنتائج ملموسة لسكان البلقان، مثل تحسين معدلات التطعيم لتصل إلى تلك المسجّلة في دول الاتحاد العام الجاري وإلغاء رسوم التجوال على الهواتف المحمولة.

وحققت بروكسل انتصاراً دبلوماسياً صغيراً قبيل القمة عندما لعبت دور وساطة لتخفيف حدة التوتر بين صربيا وكوسوفو بشأن لوحات رخص السيارات.

اختلف البلدان الخصمان على مدى أسبوعين بعدما منعت كوسوفو السيارات التي تحمل لوحات رخص تسجيل صربية من دخول أراضيها. ويدور خلاف بين البلدين بشأن قضية الأقلية الصربية في كوسوفو . 

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"