عادي
تسمية المولود «كليفلاند» تقديراً لجهوده

فريق من «كليفلاند كلينك أبوظبي» ينقذ حياة أم وجنينها

15:42 مساء
قراءة 4 دقائق
أبوظبي: «الخليج»
تمكّن فريق طبي في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، وهو جزء من مبادلة للرعاية الصحية، من إنقاذ حياة مقيمة وجنينها بعد عملية جراحية دقيقة للقلب تكللت بالنجاح، الأمر الذي دفع العائلة إلى إطلاق اسم «كليفلاند» على المولود الجديد تقديراً للجهود التي بذلها الفريق الطبي والتي ساهمت في منح الأم والجنين فرصة ثانية للحياة بما يشبه المعجزة.
وكانت ميشيل بالديمور، التي تبلغ من العمر 30 عاماً وتحمل الجنسية الفلبينية، حاملاً بطفلها الثاني، وخلال زيارتها للطبيب للاطمئنان على صحة جنينها ومتابعة حالة حملها، ذكرت بالديمور لطبيبها معاناتها مؤخراً من سعال جاف وصعوبة في التنفس لتتطور الأعراض إلى ارتفاع في درجة الحرارة، وبعد إجراء الاختبارات ثبُتت إصابتها بفيروس كوفيد–19، ما استدعى إحالتها إلى أحد مستشفيات الولادة لمراقبة حالتها خوفاً عليها من تعرضها لمضاعفات خطيرة كونها في الأسبوع السادس والعشرين من الحمل، لكن حالتها تدهورت وزادت حاجتها للأكسجين، ما تطلب وضعها على جهاز تنفس اصطناعي لدعم رئتيها، وبالإضافة إلى الالتهاب الرئوي الشديد الناتج عن إصابتها بفيروس كوفيد–19، كشفت الأشعة السينية للصدر أنها تعاني تضخماً في القلب.
ونُقلت ميشيل إلى مستشفى آخر في المنطقة (الثاني خلال 24 ساعة)، لإجراء المزيد من الفحوص وتقييم حالتها وإدارتها، حيث كشف فحص تصوير القلب (صدى القلب) أنها تعاني قصوراً في القلب ناتجاً عن حالة تضيق حاد في الصمام التاجي، ونجم عن ذلك تجمع السوائل والدم في رئتيها وفشل الجانب الأيمن من القلب، ما أثر في قدرة الرئتين على إيصال الأكسجين إلى خلايا الدم، وقد فاقم الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كوفيد–19 من صعوبة الحالة وتعقيدها، وهنا تم اتخاذ القرار بنقلها إلى مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي».
وقال الدكتور فيفك كاكار، مدير برنامج الرعاية الحرجة للقلب والأكسجة الغشائية خارج الجسم في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»: «إن الحالة التي وصلت فيها ميشيل بالديمور إلى المستشفى كانت حرجة للغاية، حيث بذل الفريق الطبي في المستشفى جهوداً كبيرة طوال تلك الليلة لإزالة أكبر قدر ممكن من السوائل المتراكمة في الجسم، وإعادة استقرار مستويات ضغط الدم والأكسجين لديها، كما جرى التواصل مع فريق جراحي من مستشفى ولادة قريب للاستعانة به في حال الاضطرار إلى إجراء عملية ولادة بشكل عاجل، ولكن لحسن الحظ، تمكن الفريق الطبي من الحفاظ على استقرار حالة المريضة والجنين وتأجيل إجراء عملية الولادة في تلك المرحلة».
وقرر فريق الأطباء إجراء محاولة لفتح صمام القلب لدى المريضة بواسطة بالون، وكان الأطباء يأملون في أن يؤدي هذا الإجراء إلى استقرار حالة المريضة ومساعدتها على استكمال فترة حملها، ومن ثم إخضاعها بعد الولادة لعملية جراحية لمعالجة الصمام أو استبداله.
وأضاف كاكار: «الجراحة لمريض مصاب بفيروس كوفيد-19 خلال الأسابيع 4-6 الأولى تؤدي إلى نتائج أسوأ بكثير، ولذلك، ارتأينا بحث خيارات أخرى لفتح الصمام وقررنا أن استخدام دعامة بالون عن طريق الجلد هي الخيار الأفضل والوحيد في مثل هذه الحالة إذا ما أردنا الحفاظ على حياة الأم والجنين».
واجتمع فريق الرعاية في غرفة العمليات لإجراء عملية فتح صمام القلب، مدركين خطورة هذا النوع من العمليات في مثل هذه الحالات، وانضم إليهم فريق جراحي من أحد مستشفيات الولادة للاستعانة بهم في حال حدوث مضاعفات واللجوء إلى عملية قيصرية طارئة لولادة الطفل.
ونجح الأطباء في إدخال البالون من خلال وريد في ساق المريضة، وهي جراحة طفيفة التوغل تتناسب مع حالة المريضة، ثم بعد ذلك استخدم الأطباء البالون لفتح الصمام التاجي المصاب بالتضيق الحاد، ولكن بعد فترة وجيزة، لاحظ الأطباء أن المريضة بدأت تعاني ارتجاعاً في الصمام التاجي، ما تسبب في عودة بعض الدم من خلال الصمام، ليقرر الفريق الطبي حينها إجراء عملية ولادة طارئة كونها الطريقة الوحيدة لحماية المريضة وطفلها.
ووُلِد كاليب أنجيلو كليفلاند بالديمور يوم الاثنين 8 مارس/ آذار في الأسبوع الـ 27 فقط، ليصبح أول طفل يولد في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» منذ افتتاحه في عام 2015، ووُضِع الطفل على جهاز التنفس الاصطناعي ونُقل بعدها إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في أحد مستشفيات الولادة، وبعد الولادة، ظلت المريضة تعاني مضاعفات الالتهاب الرئوي الحاد الناتج عن فيروس كوفيد - 19 ولكن مع استمرار جهود الكادر الطبي، تحسنت حالتها بشكل ملحوظ وأكملت رحلة تعافيها في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي».
وعبرت المريضة عن خالص شكرها وامتنانها لجميع العاملين في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، وبعد تعافيها من مرض فيروس كوفيد – 19، وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، خضعت لعملية جراحية ناجحة لاستبدال الصمام التاجي، وهي الآن تتمتع بصحة جيدة.
وأضافت: «أطلقنا على طفلي اسم كالب، ويعني الشجاع، لأنه واجه الكثير من الصعوبات بالفعل، وتكريماً للجهود الكبيرة التي بذلها الفريق الطبي العامل في المستشفى قررنا تسمية اسمه الأوسط بكليفلاند، تقديراً وتكريماً لكل ما قدمه الفريق الطبي في المستشفى من دعم سواء لي أو لطفلي».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"